الجمعة، 17 يوليو 2009

عملية المطار نفذت بجهاز مسجل مفخخ :يمن تودي نت ينشر تسجيلا مرئيا جديدا لوصايا منفذي عمليات حضرموت والمطار ضد الكوريين


كشف تنظيم القاعدة عن معلومات أمنية عسكرية جديدة حول منفذي العمليتين الانتحاريتين في حضرموت وصنعاء ضد السياح والمحققين الأمنيين الكوريين في مارس الماضي، مستهدفا سمعة الأجهزة الأمنية اليمنية وإفشال الحكومة اقتصاديا.وقال تنظيم القاعدة في شريط مصور جديد لمؤسسة الملاحم التابع للقاعدة في جزيرة العرب، وبثته على شبكة الإنترنت يوم السبت 27 يونيو، أن الأجهزة الأمنية قد داهمت منزلي عبد الرحمن بن مهدي في محافظة تعز، وخالد الضياني في حي السفارة الأمريكية بالعاصمة صنعاء، حيث كانا يقبعان تحت المراقبة الأمنية المشددة قبل انضمامها لصفوف تنظيم القاعدة.
لتحميل أو مشاهدة الاصدار الجديد للقاعدة اضغط هنا
وأفادت القاعدة في الشريط المرئي الذي يعرض وصية الشابين وجزء من تفاصيل تنفيذ العمليتين، أنه حينما علم عبد الرحمن بن مهدي البالغ من العمر 18 عاما بأن قوات الأمن داهمت بيته بمحافظة تعز في
محاولة للإمساك به، توجه مسافرا إلى صنعاء وهناك أخذ يتنقل في شوارعها باحثا عن جماعة أبو بصير ناصر الوحيشي، وبعد شهور من البحث لم يعرف مكان معسكرات القاعدة؛ إلا أن جهاز الاستطلاع والتجنيد لتنظيم القاعدة هو من وجده والتقاه في شوارع صنعاء، حيث جنده بعد ذلك ضمن كتيبة الاستشهاديين حسب طلب بن مهدي.
ويرجح رواية التجول الحر لأفراد القاعدة المطلوبين أمنيا في شوارع صنعاء، ما وثقه الصحفي والباحث في شؤون الإرهاب، عبد الإله حيدر شائع، حيث كتب في مقدمة المقابلة التي أجراها مؤخرا مع أمير تنظيم القاعدة ناصر الوحيشي، أنه التقى أولا بالمسؤول العسكري للتنظيم أبو هريرة قاسم الريمي في أحد شوارع صنعاء.
وأضاف حيدر شائع قائلا :" فكان – أي المسؤول العسكري للقاعدة - أول من التقاني قبل لقائي بأبي بصير، وجلس معي في أحد أحياء العاصمة صنعاء جلسة طويلة يطلب مني أن أشرح له الأسئلة ومحاورها وأسلمه نسخة منها". وهي الأسئلة التي تم الاتفاق عليها مسبقا لإجراء المقابلة لاحقا مع أمير القاعدة في جزيرة العرب أبو بصير ناصر الوحيشي.
وكان عبد الرحمن مهدي علي قاسم العجيري، الملقب بأبو عبيدة بن الجراح، هو من قام بتنفيذ الهجوم الانتحاري قرب مدينة شبام حضرموت الذي أدى إلى مقتل أربعة سياح من كوريا الجنوبية بالإضافة إلى المرشد السياحي اليمني المرافق للوفد وإصابة ستة آخرين في مارس الماضي، وذلك باستخدام إطار صورة حائطية – لمنظر طبيعي - مفخخ بالمتفجرات كان يحمله بين يديه حينما اقترب من الفوج السياحي – بحسب ما أظهره الشريط المصور.وأشار موقع وزارة الداخلية اليمنية إلى أن عبد الرحمن بن مهدي كان قد سافر بمعية والدته إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1995 لمدة سنة واحدة، وقد تم تجنيده في أكتوبر 2008 من قبل شخص يسمى عمر حسن المحفلي 25عاما والذي درجت الأجهزة الأمنية أسمه ضمن 12 عنصرا من خلية إرهابية تتعقبهم وزارة الداخلية.
الجدير ذكره أن أربعة أفراد من الـ 12 عنصرا الذين تتعقبهم وزارة الداخلية قد ظهرت أسماؤهم الأصلية في العدد الأخير من مجلة صدى الملاحم، العدد التاسع، مباركين ومهنئين الهجومين اللذين نفذاهما عبد الرحمن بن مهدي وخالد الضياني.وتحدث في الشريط الجديد أيضا خالد الضياني، 19 عاما، والملقب بـ شامل الصنعاني، وهو الذي قام بالعملية الانتحارية ضد وفد المحققين الأمنيين لكوريا الجنوبية في العاصمة صنعاء بعد يومين فقط من الهجوم الأول الذي استهدف سياح كوريا الجنوبية في حضرموت.
وبحسب تقرير لوكالة فرانس برس الفرنسية في مارس الماضي، فإن العملية الانتحارية جرى تنفيذها قرب مطار صنعاء أمام بوابة قاعدة الديلمي الجوية العسكرية في الوقت الذي كان فريق التحقيق الأمني الكوري المكون من أربعة مسؤولين أمنيين كوريين جنوبيين يتجه إلى مطار صنعاء الدولي مغادرا اليمن بعد أن جمع معلومات حول الهجمة الانتحارية على السياح بحضرموت، ولم يسفر الهجوم الانتحاري على فريق التحقيق عن أية خسائر أخرى في الأرواح.
وقد أظهر الشريط المصور، لتنظيم القاعدة، خالد الضياني وهو يحمل بين يديه مسجلة إليكترونية - من النوع المتوسط في الحجم - معبأة بالمتفجرات والمسامير. وقالت القاعدة أنه بعد عملية شبام حضرموت والتي قتل فيها عبد الرحمن بن مهدي، ألح خالد الضياني في طلبه من قيادة التنظيم بسرعة تعجيل عملية عسكرية جديدة لكي يلحق برفيقه وصديقه عبد الرحمن بن مهدي، حيث كانا أصدقاء مقربين جدا من بعضهما لبعض أثناء التدريب في معسكر كتيبة الاستشهاديين وكانا حافظين للقرآن الكريم.
وقالت القاعدة أن الأوامر كانت قد صدرت بالفعل من قيادة التنظيم باستهداف فريق التحقيق الكوري بعد عملية رصد استخباراتية ناجحة لتحركات الفريق الأمني الكوري وحددت مكان وساعة الضربة وتم تكليف خالد الضياني بالمهمة.وأفاد تنظيم القاعدة بأن خالد الضياني كان يتنقل في طلب العلم الشرعي بعيدا عن أهله، وذات مره رجع إلى البيت لزيارة والدته وأهله فعلمت الأجهزة الأمنية بوجوده في البيت وتحركت لمحاصرة منزله، ولكنه نجح في الفرار من قبضة الأمن. ولم تذكر القاعدة سبب مطاردة الأجهزة الأمنية للضياني، إلا أنها قالت أن الضياني لم يكن حينها قد التقى بالقاعدة بعد. لكن أثناء ملاحقة الأجهزة الأمنية له، اكتشفه جهاز الاستطلاع والتجنيد التابع لتنظيم القاعدة حيث طلب الضياني إدراج اسمه فورا في كتيبة الاستشهاديين.
ونقلت فرانس برس عن مسئولين أمنيين يمنيين أن الانتحاري،الذي لقي حتفه في الهجوم، كان منتظرا أمام بوابة قاعدة الديلمي الجوية العسكرية على طريق المطار.
وعلى الرغم أن حكومة "سول" أعلنت في 2006 أنها ستسحب 1800 جندي كوري من أجمالي 2800 جندي من اربيل بالعراق في 2007 بحسب تصريحات هيي تيك كيم / مدير عام شؤون الشرق الاوسط وافريقيا بوزارة الخارجية والتجارة بجمهورية كوريا الجنوبية لصحيفة دنيا الوطن الفلسطينية في ديسمبر 2006، إلا أن القاعدة في اليمن اعتبرت دخولهم في حلف "محاربة الإرهاب" مع الولايات المتحدة ومشاركة جنودها في الحرب على أفغانستان والعراق مبرر "شرعي وديني" لاستهداف وقتل رعايا جمهورية كوريا من سياح ومدنيين وعسكريين في اليمن بحسب الفتوى الذي أصدرها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ونشرها في العدد الأخير – العدد التاسع - من مجلة صدى الملاحم الناطقة باسم القاعدة.
الجدير ذكره أن الشابين اللذين نفذا الهجومين الانتحاريين في حضرموت وصنعاء قد ركزا في وصيتيهما – في الشريط المرئي المصور - على التحريض والتوعد باستهداف المصالح السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية للحكومتين اليمنية والسعودية بالإضافة إلى المصالح الغربية في المنطقة.
حلقة جديدة من برنامج "صناعة الموت"تنظيم القاعدة يغير استراتيجيته في اليمن
حذر متخصصون من تنامي نفوذ القاعدة في اليمن وانتقالها في الفترة الأخيرة من طور الكمون إلى طور النشاط وتغيير استراتيجيتها في الأراضي اليمنية، بحيث أصبحت تقدم على عمليات يسقط فيها أعداد كبيرة من اليمنيين، وهو ما يمثل تغييرا كبيرا؛ حيث كان التنظيم يحرص على عدم توجيه سلاح عملياته نحو المواطنين اليمنيين خوفا من مواجهة الغضب الشعبي وفقدان الأرض التي يريد أن يتخذها ملاذا آمنا له. ويأتي ذلك في سياق حلقة جديدة من برنامج "صناعة الموت" الذي تقدمه ريما صالحة ويذاع على شاشة العربية الساعة 19:00 بتوقيت غرينتش الجمعة 3-7-2009.
ويرجع المحللون هذا التغيير لسببين: الأول هو تقلص قدرة القاعدة في الضرب في العديد من الأماكن التي كانت تنشط فيها، والثاني حالة التحالف المريب بين القاعدة وإيران بحيث تستخدم إيران القاعدة كورقة للضغط على الحكومات العربية، وتهديدها بفوضى أمنية.
وتناقش الحلقة وجود القاعدة في اليمن ومحاولاتها لإحياء تنظيم القاعدة في جزيرة العرب هناك لتهديد أمن دول الخليج بعد أن تلقى التنظيم ضربات موجعة في السعودية التي لم تتوقف عند العمل الأمني فقط، وإنما امتدت للتنوير الفكري والرد الشرعي على الفكر الذي يقوم عليه التنظيم.
ويبدو أن تطور الأحداث في مناطق نشاط القاعدة حول العالم فرض عليها أن تعيد صياغة وجودها في الأراضي اليمنية، فالضربات الأمنية الموجعة التي حدت من نشاط القاعدة حول العالم جعلتها تعيد التفكير في نقل وجودها في اليمن من طور الكمون لطور النشاط، وبدأ ذلك بالإعلان عن إعادة إحياء تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في بداية العام الحالي، وتنفيذ عدد من العمليات داخل الأراضي اليمنية سقط فيها العشرات.
التطور الذي شهده وجود القاعدة في اليمن في الفترة الأخيرة تركز حول مجموعة من النقاط المحددة أهمها على الإطلاق تغير استراتيجية الضربات التي تقوم بها، فبدلا من التحرش بالسفن الغربية في خليج عدن كما حدث في حادث الاعتداء على المدمرة الأمريكية كول وناقلة النفط الفرنسية ليمبورغ توجهت أسلحة القاعدة وتفجيراتها وعملياتها نحو الداخل اليمني.
ويقول محمد سيف حيدر الكاتب الصحفي اليمني المتابع لشؤون القاعدة "الحديث عن وجود القاعدة في اليمن ليس أمرا جديدا، فليست مصادفة أن أول شريط فيديو قامت القاعدة بإنتاجه قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر كان يحمل عنوان "تدمير المدمرة كول" ليقدم عملية نوعية مميزة قامت بها القاعدة ضد هدف عسكري أمريكي قوي، وليست مصادفة أن الجنسية اليمنية تمثل أكثر من ثلث المعتقلين الباقين في معسكر غوانتنامو (96 يمنيا من أصل 240 معتقلا ما زالوا موجودين في غوانتنامو حتى الآن).
وتجد القاعدة في جبال اليمن الوعرة وتركيبته السكانية القبلية وحدود اليمن الصحراوية الجبلية المفتوحة التي تمتد لأكثر من 1300 كلم وانتشار الأسلحة بين السكان كمظهر معتاد من مظاهر الحياة، ووجود حركة تمرد مسلحة داخل البلاد ممثلة في حركة الحوثي، وجدت القاعدة في هذه العوامل فرصة لنشر أفكارها وإيجاد ملاذات آمنة ونقاط انطلاق نحو تنفيذ خطط إقليمية ودولية لا تتوقف عند حدود اليمن.
بينما ربط عبد الرحيم علي الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية بين نشاط القاعدة في اليمن وبين الدور الذي تلعبه إيران في المنطقة، مشيرا إلى تعاون وثيق بين الاستخبارات الإيرانية وبين تنظيم القاعدة في اليمن، وهو تعاون لا يقوم على الندية وإنما (والكلام لعبد الرحيم علي) "تحولت القاعدة إلى حذاء في أقدام ملالي إيران يستغلونها لتهديد أمن المنطقة، والضغط على حكوماتها تحت تهديد الفوضى الأمنية".
وأشار إلى أن القاعدة في إيران تتعامل بمنطق الغاية تبرر الوسيلة، فهي في الوقت الحالي تؤيد الانفصاليين في الجنوب وتتعاون مع حركة الحوثيين "الزيدية" رغم الاختلاف الكبير بين منطق هذه الحركات وأيدلوجياتها وبين فكر تنظيم القاعدة، فهي تريد فقط تكريس حالة من الفوضى في اليمن ما يسمح لها بإيجاد ملاذات آمنة تستخدمها لإعادة تنظيم قوتها، وشن هجمات جديدة على بلدان المنطقة العربية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق