رداد السلامي*
هل لا حظت كم أنت موجوع تكابد الأسى ، تسكنك أحلاما جميلة ، لم يتجلى في واقعك سوى نقيضها ، هي تلك حياتك تصاغ عكس ما تتمنى ، هي الدنيا ، تلك التي تتعرى لمن يستقوي عليها ، ويرغمها على أن تكون له.
أنت تدع خياراتك حرة ، كما تدع لخيالك حرية أن يرسم صورا جميلة.
ذكرياتك الرائعة أين هي.؟؟ تماهت ، لم يعد منها سوى خيوط تربطك بالبراءة ، حين كنت ناصعا ، يبهجك منظر الطير في صباحات السماء الأنيقة التي تستلقي فيها سحب بيضاء كامرأة مسترخية.
كنت تحلم ، حلمت كثيرا ، غير أنها تبدد كما يتبدد دخان السجائر المتصاعد .
هل عايشت يوما ألما يحز فيك ، كإنسان وجد ذاته بين فكي واقع لا يرحم ، وأحاجي تغزل من أوهام المرضى الذين يريدون أن يجعلوا منك مختبر أبحاث ومعرفة ..!! في محاولة للتضحية بك من أجل معرفة ما ، هل وجدت ذلك الصمت الذي يريد أن يستجمع قواه كي يغرز أنيابه في أعصابك هدوئك ليخلق فيك حالة تتجنب أن تعود إليها ، هي أشياء مؤلمة حقا ، لكنك تتجرعها على أمل أن يستوعبوا أنك إنسان لا غير ، إنسان ينشد الخير ،الحب العدل المساواة ، إنسان لا يريد أن ينجر إلى أفخاخ الموتورين الذي يوظفون كل هذا البؤس لتحقيق أهداف حقيرة لا تعود عليهم الا بالقوة والسيطرة .
أنت لا تريد سوى أن تستحث بقلمك إحساس الناس الذين أوبأهم الظلم بالخنوع ، أن تمنحهم جزء من إحساسك الزائد ، علهم يفيقون ، وأن تتخفف من كل هذا الذي يمنحك الألم .
الواقع يؤكد أن التفاوت يزداد ، والمتلذذين بألم البؤساء يعتاشون من هذا الواقع ، آلام المسحوقين تتحول إلى قصص أدبية وروايات لا يستفيد منها سوى مثقف نفعي يتبرجز على آهاتهم .
العقل ، العقل لا غير نحن ندعو إلى تحكيمه ، كي ننجز واقعا أكثر اقترابا من أحلامنا الوطنية ، ودون أن يصنع ذوي الشأن ذلك فإننا سائرون لا محالة نحو الكارثة..!!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق