الشموع/ تحقيق/ محمد صالح المنتصر
يمثل "الاستثمار السياسي" نشاطاً احترافياً ومميزاً لدى الفئات المنظمة والعادية بمحافظة الضالع وببرامج تسويقية متعددة الأغراض تنتعش عكاظية الشارع.. ورغم تباين تلك البرامج في عينات المحتوى إلا أنها تتقارب في الجمهور المستهلك الذي تشد انتباهه عادةً ريبورتاجيات السياسة بتعدد تلاوينها فيستلهم منها ما استلذته طباعه ويستعدي- ليس ينأى وحسب - ما خرج عن مألوفية سيكلوجيته وارث ثقافته البلشفية منذ عقود ما قبل وحدة الشطرين.
وبين تعدد رجال أعمال التسويق السياسي وتعدد منتجات البرامج يبرز رجل الشارع الضالعي كطرف يمثل نفسه لا يميل كل الميل لولاءات التحزب، وبعقلية المرابحة ينزل سوق التنافس، بينه وبين أطراف السياسة عقد مشروط بالمنفعة لا استمارات تنسيب، ما جعل تقييم تبعيته أمراً مبهماً ومعقداً، فلا هو منح أياً من الأطراف "شهادة الجودة" وبيرق الاغلبية، ولا مستطلعو الرأي استطاعوا استقراء واقعية انتعاش الشارع.. من يحركه ومن يملك الاكثرية..!!
فمنذ اعلان الضالع محافظة جديدة عام 1998م ما ان تتم فرحة التزاوج بين الأغلبية وبرنامجٍ ما إلا وبدأت تساوم خاطباً آخر، ففي انتخابات 2003م تصدر حزب المؤتمر قائمة الأغلبية النيابية مكتسحاً دوائر المحافظة مقابل عضوين للاشتراكي، لكن الناخب الضالعي المحترف لعب السياسية اعتاد ألا يُعطي أماناً طويلاً لمن يميل إليه ولا يفوض كل أمره لمن هادنه..!!
ودون إشعارٍ مسبق تململ الشارع بولادة منافس جديد خطف بصر الجماهير بهويته الموسومة بـ"جمعية المتقاعدين"، والتي دشـّن القائمون عليها حضورهم في فبراير 2006م كطرفٍ جديدٍ في سوق السياسية وبمساهمة المشترك تناقلت وسائل الاعلام رسائل الكيان الجديد، وبنبرةٍ تكاد تكون موحدة تمَّ تأليب الشارع الجنوبي ضد السلطة..
ولأن ولادة جمعية المتقاعدين تزامنت ومرحلة الدعاية الانتخابية (المحلية والرئاسية) فقد أنعشت قضيتها برامج الاستثمار السياسي، واعتبرها كلٌ من المشترك والمؤتمر بوابة للولوج إلى أصوات الأغلبية، وبعد ارهاق طويل تمكّن المشترك هذه المرة من تحويل وجهة الناخب الضالعي نحو قوائم مرشحيه فنالوا بذلك أغلبية مقاعد سبتمبر 2006م المحلية بنتيجة مريحة أعطت المشترك 13 عضواً في محلي المحافظة مقابل خمسة للمؤتمر.
ومع تقلب مزاج الاغلبية ما لبث زهو المشترك غير أشهر قليلة حتى أحاطت بجمهوره أولى موجات الاحتجاجات المؤججة لإعصار الدعوات الانفصالية وتحديداً في 21 مارس 2007م حيث احتشدت الجماهير خلف موجات جديدة مغايرة لموجات المؤتمر الحاكم ومعارضة المشترك...
وبعيداً عن استراتيجيات احتواء القضية انشغل الطرفان بهوامش التهم وتحميل مسؤولية فوضى الاحتجاجات للآخر، ما منح تلك الاحتجاجات وقياداتها فرصة السيطرة على الشارع، وابراز اسماء قيادات جديدة ستؤول إليها مهمة المرحلة القادمة، وهو ما حدث بالفعل.. ورغم أن تلك القيادات تحمل عضوية الانتماء لأحزاب المشترك إلا أن الشكوك لا زالت تدور حول رحى المشترك فيما إذا كان راغباً في بقاء قياداته في هيئات الحراك وداعماً لها أم مرتبكاً وغير راضٍ بدعوات الانفصال
"الشموع" نقبت عن محظور التصريحات وعما وراء خبر العلاقة المطردة بين المشترك والحراك في الضالع وعن حقيقة ادعاء امتلاك الاغلبية في الشارع، وما مدى ربح وخسارة المشترك من تمرد في شارع الضالع وعن مواجهات برامجه بعد أن استحوذ على اغلبيته في انتخابات 2006م، كما عرضت الصحيفة إلى استقراء ما إذا كانت هناك حلول أخرى للقضية الجنوبية بدلاً من استحالتها بالانفصال...
المشترك بين اتهام السلطة وعتاب الحراك
الدكتور عبده المعطري - الناطق الرسمي لما اسماه بـ (مجلس قيادة الثورة السلمية في الجنوب) حسب التوصيف الذي عرف به نفسه- يقول: "لا ننكر دور الاخوة في المشترك الذين دعمونا ووقفوا إلى جانبنا عندما كنا نقيم في البداية الفعاليات باسم جمعية المتقاعدين"، لكنه يعتب على موقف مشترك الضالع في الفترة الأخيرة ويتهمه بأنه: " ساعد السلطة على دفن القضية الجنوبية ولو أن المشترك قام بدوره المطلوب لما وصلت الأمور إلى هذا الحد".
وعن الموقف الشخصي لقيادات مشترك المحافظة يقول المعطري: "إن لم يكونوا معنا فهم ليسوا ضدنا"..
ويرى الكاتب والناشط السياسي أحمد حرمل بأن " قيادة مشترك الضالع ملزمة بمنهج السياسة العامة لأحزابهم لكن قواعدهم انخرطوا في الحراك وشكلوا اغلبية الناشطين في الشارع"، ويرجع حرمل سبب تمرد تلك القواعد عن موجهات احزابها بأنها "فقدت الثقة في مقدرة أحزابها على حل معاناتهم ووصلوا إلى قناعة بأن الانتخابات التي لا تشرق شمس المشترك إلا فيها أصحبت طريقاً ملغمة"..
إلا أن عضو اللجنة المركزية في الحزب الاشتراكي والنائب الأول لرئيس ما يسمى بالمجلس الوطني الأعلى لتحرير الجنوب أمين صالح محمد يرى بأن "أحزاب المشترك لا تستطيع أن تقول انه من حقنا العودة إلى ما قبل الوحدة لكنها مقرة فعلياً بأحقية مطالبنا وحقوقنا"، وبالنسبة لاستراتيجية المشترك في استيعاب جمهور الحراك يقول أمين صالح: "لا أعتقد أن لديهم استراتيجية" لأن ما اسماها بالحركة الشعبية "ليست بيد أحد وجاءت كتعبير موضوعي لمعاناة أبناء الجنوب".
ويوافقه الرأي القيادي محمد مسعد العقلة عضو محلي المحافظة عن حزب الإصلاح ونائب رئيس المجلس الوطني فرع الضالع يقول "ليس لدى المشترك أي استراتيجية لإرسال أو ترسيل قيادات للاستحواذ على زعامة الحراك، لأن المشترك لم يكن يصدق ما يحدث في الشارع مثله مثل السلطة"؛ ورغم تأكيد العقلة بأنه يحترم رؤية المشترك، إلا أن المشترك في نظره "لا يد له ولا موقف في فعاليات الحراك لأن الشارع استبقه وفوت عليه فرصة الزعامة، لأنه عزل الشارع الشمالي عن معاناة الجنوب.
ادعاء الوصل بعيون ليلى
بين متهمٍ للمشترك بالفشل في إدارة الشارع، وبين من يرى أن المعاناة هي الموجّه الأوحد للشارع، يُجمع الكل بأن الأغلبية يمتلكها الجمهور الضالعي، وأنهم ليسوا بيد السلطة ولا المعارضة، حتى قيادة الحراك ليست الموجّه الرئيسي أكثر من القناعة الشعبية التي فرضت نفسها على الجميع، وبالتالي من يقف ضدها سيكون ضد إرادة الجمهور وسيكون الخاسر" -حسب توصيف القيادي محمد العقلة-.
ويؤكد ذلك الدكتور المعطري بان "الشعب ملتف حول قضيته التي سيطرت على اغلبية الشارع"
ويضيف: "نحن في الحراك لا ندّعي اننا في الشارع وحدنا لان الباب مفتوح لكل التوجهات والمكونات السياسية.
ويدلل السياسي احمد حرمل على ان الشارع يقود نفسه "حتى قيادات الحراك يملكها الشارع" فظهور الفضلي الذي لم يكن له قبول شعبي استجابت له الجماهير وقيادات الهيئات وانصتت لخطاباته لأن أي شخصية تأتي لتملأ الفراغ بإمكانها أن تقود الشارع".
لكن القيادي أمين صالح يربط الاغلبية بقيادة الحراك كونها "حملت نفس الرؤية والتوجه الذي سلكه الشارع"، ويؤكد ذلك بقوله إن " السلطة والمشترك لم يستطيعوا ان يحشدوا جمهوراً لإقامة أي فعالية منذ انطلقت حركة الحراك ورغم الترتيبات الأمنية المكثفة في الفعالية الأخيرة التي دعا إليها المؤتمر إلا أن جمهورها كان قليلاً ولم تستطع اكمال حتى برنامجها الخطابي"..!
الخاسر والرابح من جمهرة الشارع
في حسابات الربح والخسارة يرى اشتراكيو الجنوب بأنهم اكثر المتضررين من خروج جماهيرهم إلى الشارع تحت راية غيرهم، خصوصاً محافظة الضالع التي تمثل معقلاً هاماً للتنظيم، فيما يرى الاصلاحيون بأنهم أكثر ارتباكاً في المحافظة فإن تعاطفوا مع المطالب الانفصالية فقدوا ثقة مؤيديهم المناهضين للانفصال وتحديداً في مديريات الضالع الشمالية (سابقاً) وفي المقابل إذا غضوا الطرف عن حراك الشارع انقطع حبل التواصل بينهم وبين اعضائهم المنخرطين في الحراك.
السياسي أحمد حرمل يرى ان "الاشتراكي صاحب الرصيد الأكبر في المحافظات الجنوبية وبذلك فهو أكبر خاسر من هجرة قياداته وقواعده إلى الحراك وتعثرت أنشطته وأصبح من الواجب على المشترك ليس الاشتراكي وحده الانخراط في الحراك"، وارجع سبب تضرر الاشتراكي إلى أن " الجماهير ترى انه حزب ملتزم بقانون ولا يستطيع ان يكون خارج القانون".
وعن خسارة الإصلاح يقول العقلة: "الخسارة مرتبطة بمدى انعزاليه الاصلاح في الشمال عن معاناة الجنوب لأن الشارع لم يعد يقبل المراوغة فإما أن يجهر الاصلاح بوقوفه إلى جانب القضية الجنوبية وإما أن يغفلها وبالتالي سيفقد شعبيته وتنحسر كما كانت في البداية".
"فصل الشاي عن الحليب.. أم حلول أخرى ؟!"
استحالة حل القضية الجنوبية بالانفصال تصورها بساطة العجوز "حوّات" اسطورة النكتة السياسية بالضالع عندما أمسك بكأسٍ من الشاي بالحليب وخاطب حاضريه بأن يفصلوا الشاي لوحده والحليب لوحده متحدياً بذلك من يدعون إلى فصل الشمال عن الجنوب في وطن واحد..!!
يقول أمين صالح نائب المجلس الأعلى: "نحن لا نستطيع أن نقول إن الباب مغلق أمام حل آخر أو أن هناك حالياً حلاً غير الانفصال، ويمكن ان نجد حلولاً عندما تعترف السلطة بأننا طرف «يمثل دولة» ونلتقي على طاولة حوار لا يديرها أحد".
ويضيف أمين: " السلطة هي التي صنعت الازمة ومفاتيح الحل بيدها لكن بالطريقة التي نراها نحن وليس كما تراها هي وحلول تأتي في ظل استمرار الفعاليات وليس بعد إيقافها".
أما الدكتور المعطري فيرى بأن "الانفصال هو الحل الوحيد بالنسبة للجنوبيين كون السلطة لم تستمع منذ البداية لمطالب اصلاح مسار الوحدة وحالياً فإننا وحدنا لن نقرر أي حل آخر على الأخص بعد عودة على سالم البيض للعمل السياسي والذي سيقود مجلس قيادة الثورة في الجنوب".
وعن مدى فعالية الحلول التي تطرحها احزاب المشترك يقول أحمد حرمل: "بالنسبة للمشترك لم يعد جزءاً من الحل بل اصبحوا جزءاً كبيراً من المشكلة لأنهم في مرحلة أرذل العمر ووهونة العظام فلا هم أثروا في كيان النظام الحاكم ولا فعّـلوا برامجهم بين المجاهير".
وحسب تعبيره فإنه ينصح المشترك بـ"إيجاد البديل"، وعن رؤيته حول من يصرون على ان الانفصال هو الحل الوحيد للقضية الجنوبية يقول حرمل: " لا الانفصال ولا مسكنات السلطة هي الحل بل ان الفرصة الاخيرة لدى السلطة ان تعترف بان الوحدة الاندماجية فشلت ويجب الاعتراف بشركاء الوحدة على غرار الشراكة الوحدوية في دولة السودان
يمثل "الاستثمار السياسي" نشاطاً احترافياً ومميزاً لدى الفئات المنظمة والعادية بمحافظة الضالع وببرامج تسويقية متعددة الأغراض تنتعش عكاظية الشارع.. ورغم تباين تلك البرامج في عينات المحتوى إلا أنها تتقارب في الجمهور المستهلك الذي تشد انتباهه عادةً ريبورتاجيات السياسة بتعدد تلاوينها فيستلهم منها ما استلذته طباعه ويستعدي- ليس ينأى وحسب - ما خرج عن مألوفية سيكلوجيته وارث ثقافته البلشفية منذ عقود ما قبل وحدة الشطرين.
وبين تعدد رجال أعمال التسويق السياسي وتعدد منتجات البرامج يبرز رجل الشارع الضالعي كطرف يمثل نفسه لا يميل كل الميل لولاءات التحزب، وبعقلية المرابحة ينزل سوق التنافس، بينه وبين أطراف السياسة عقد مشروط بالمنفعة لا استمارات تنسيب، ما جعل تقييم تبعيته أمراً مبهماً ومعقداً، فلا هو منح أياً من الأطراف "شهادة الجودة" وبيرق الاغلبية، ولا مستطلعو الرأي استطاعوا استقراء واقعية انتعاش الشارع.. من يحركه ومن يملك الاكثرية..!!
فمنذ اعلان الضالع محافظة جديدة عام 1998م ما ان تتم فرحة التزاوج بين الأغلبية وبرنامجٍ ما إلا وبدأت تساوم خاطباً آخر، ففي انتخابات 2003م تصدر حزب المؤتمر قائمة الأغلبية النيابية مكتسحاً دوائر المحافظة مقابل عضوين للاشتراكي، لكن الناخب الضالعي المحترف لعب السياسية اعتاد ألا يُعطي أماناً طويلاً لمن يميل إليه ولا يفوض كل أمره لمن هادنه..!!
ودون إشعارٍ مسبق تململ الشارع بولادة منافس جديد خطف بصر الجماهير بهويته الموسومة بـ"جمعية المتقاعدين"، والتي دشـّن القائمون عليها حضورهم في فبراير 2006م كطرفٍ جديدٍ في سوق السياسية وبمساهمة المشترك تناقلت وسائل الاعلام رسائل الكيان الجديد، وبنبرةٍ تكاد تكون موحدة تمَّ تأليب الشارع الجنوبي ضد السلطة..
ولأن ولادة جمعية المتقاعدين تزامنت ومرحلة الدعاية الانتخابية (المحلية والرئاسية) فقد أنعشت قضيتها برامج الاستثمار السياسي، واعتبرها كلٌ من المشترك والمؤتمر بوابة للولوج إلى أصوات الأغلبية، وبعد ارهاق طويل تمكّن المشترك هذه المرة من تحويل وجهة الناخب الضالعي نحو قوائم مرشحيه فنالوا بذلك أغلبية مقاعد سبتمبر 2006م المحلية بنتيجة مريحة أعطت المشترك 13 عضواً في محلي المحافظة مقابل خمسة للمؤتمر.
ومع تقلب مزاج الاغلبية ما لبث زهو المشترك غير أشهر قليلة حتى أحاطت بجمهوره أولى موجات الاحتجاجات المؤججة لإعصار الدعوات الانفصالية وتحديداً في 21 مارس 2007م حيث احتشدت الجماهير خلف موجات جديدة مغايرة لموجات المؤتمر الحاكم ومعارضة المشترك...
وبعيداً عن استراتيجيات احتواء القضية انشغل الطرفان بهوامش التهم وتحميل مسؤولية فوضى الاحتجاجات للآخر، ما منح تلك الاحتجاجات وقياداتها فرصة السيطرة على الشارع، وابراز اسماء قيادات جديدة ستؤول إليها مهمة المرحلة القادمة، وهو ما حدث بالفعل.. ورغم أن تلك القيادات تحمل عضوية الانتماء لأحزاب المشترك إلا أن الشكوك لا زالت تدور حول رحى المشترك فيما إذا كان راغباً في بقاء قياداته في هيئات الحراك وداعماً لها أم مرتبكاً وغير راضٍ بدعوات الانفصال
"الشموع" نقبت عن محظور التصريحات وعما وراء خبر العلاقة المطردة بين المشترك والحراك في الضالع وعن حقيقة ادعاء امتلاك الاغلبية في الشارع، وما مدى ربح وخسارة المشترك من تمرد في شارع الضالع وعن مواجهات برامجه بعد أن استحوذ على اغلبيته في انتخابات 2006م، كما عرضت الصحيفة إلى استقراء ما إذا كانت هناك حلول أخرى للقضية الجنوبية بدلاً من استحالتها بالانفصال...
المشترك بين اتهام السلطة وعتاب الحراك
الدكتور عبده المعطري - الناطق الرسمي لما اسماه بـ (مجلس قيادة الثورة السلمية في الجنوب) حسب التوصيف الذي عرف به نفسه- يقول: "لا ننكر دور الاخوة في المشترك الذين دعمونا ووقفوا إلى جانبنا عندما كنا نقيم في البداية الفعاليات باسم جمعية المتقاعدين"، لكنه يعتب على موقف مشترك الضالع في الفترة الأخيرة ويتهمه بأنه: " ساعد السلطة على دفن القضية الجنوبية ولو أن المشترك قام بدوره المطلوب لما وصلت الأمور إلى هذا الحد".
وعن الموقف الشخصي لقيادات مشترك المحافظة يقول المعطري: "إن لم يكونوا معنا فهم ليسوا ضدنا"..
ويرى الكاتب والناشط السياسي أحمد حرمل بأن " قيادة مشترك الضالع ملزمة بمنهج السياسة العامة لأحزابهم لكن قواعدهم انخرطوا في الحراك وشكلوا اغلبية الناشطين في الشارع"، ويرجع حرمل سبب تمرد تلك القواعد عن موجهات احزابها بأنها "فقدت الثقة في مقدرة أحزابها على حل معاناتهم ووصلوا إلى قناعة بأن الانتخابات التي لا تشرق شمس المشترك إلا فيها أصحبت طريقاً ملغمة"..
إلا أن عضو اللجنة المركزية في الحزب الاشتراكي والنائب الأول لرئيس ما يسمى بالمجلس الوطني الأعلى لتحرير الجنوب أمين صالح محمد يرى بأن "أحزاب المشترك لا تستطيع أن تقول انه من حقنا العودة إلى ما قبل الوحدة لكنها مقرة فعلياً بأحقية مطالبنا وحقوقنا"، وبالنسبة لاستراتيجية المشترك في استيعاب جمهور الحراك يقول أمين صالح: "لا أعتقد أن لديهم استراتيجية" لأن ما اسماها بالحركة الشعبية "ليست بيد أحد وجاءت كتعبير موضوعي لمعاناة أبناء الجنوب".
ويوافقه الرأي القيادي محمد مسعد العقلة عضو محلي المحافظة عن حزب الإصلاح ونائب رئيس المجلس الوطني فرع الضالع يقول "ليس لدى المشترك أي استراتيجية لإرسال أو ترسيل قيادات للاستحواذ على زعامة الحراك، لأن المشترك لم يكن يصدق ما يحدث في الشارع مثله مثل السلطة"؛ ورغم تأكيد العقلة بأنه يحترم رؤية المشترك، إلا أن المشترك في نظره "لا يد له ولا موقف في فعاليات الحراك لأن الشارع استبقه وفوت عليه فرصة الزعامة، لأنه عزل الشارع الشمالي عن معاناة الجنوب.
ادعاء الوصل بعيون ليلى
بين متهمٍ للمشترك بالفشل في إدارة الشارع، وبين من يرى أن المعاناة هي الموجّه الأوحد للشارع، يُجمع الكل بأن الأغلبية يمتلكها الجمهور الضالعي، وأنهم ليسوا بيد السلطة ولا المعارضة، حتى قيادة الحراك ليست الموجّه الرئيسي أكثر من القناعة الشعبية التي فرضت نفسها على الجميع، وبالتالي من يقف ضدها سيكون ضد إرادة الجمهور وسيكون الخاسر" -حسب توصيف القيادي محمد العقلة-.
ويؤكد ذلك الدكتور المعطري بان "الشعب ملتف حول قضيته التي سيطرت على اغلبية الشارع"
ويضيف: "نحن في الحراك لا ندّعي اننا في الشارع وحدنا لان الباب مفتوح لكل التوجهات والمكونات السياسية.
ويدلل السياسي احمد حرمل على ان الشارع يقود نفسه "حتى قيادات الحراك يملكها الشارع" فظهور الفضلي الذي لم يكن له قبول شعبي استجابت له الجماهير وقيادات الهيئات وانصتت لخطاباته لأن أي شخصية تأتي لتملأ الفراغ بإمكانها أن تقود الشارع".
لكن القيادي أمين صالح يربط الاغلبية بقيادة الحراك كونها "حملت نفس الرؤية والتوجه الذي سلكه الشارع"، ويؤكد ذلك بقوله إن " السلطة والمشترك لم يستطيعوا ان يحشدوا جمهوراً لإقامة أي فعالية منذ انطلقت حركة الحراك ورغم الترتيبات الأمنية المكثفة في الفعالية الأخيرة التي دعا إليها المؤتمر إلا أن جمهورها كان قليلاً ولم تستطع اكمال حتى برنامجها الخطابي"..!
الخاسر والرابح من جمهرة الشارع
في حسابات الربح والخسارة يرى اشتراكيو الجنوب بأنهم اكثر المتضررين من خروج جماهيرهم إلى الشارع تحت راية غيرهم، خصوصاً محافظة الضالع التي تمثل معقلاً هاماً للتنظيم، فيما يرى الاصلاحيون بأنهم أكثر ارتباكاً في المحافظة فإن تعاطفوا مع المطالب الانفصالية فقدوا ثقة مؤيديهم المناهضين للانفصال وتحديداً في مديريات الضالع الشمالية (سابقاً) وفي المقابل إذا غضوا الطرف عن حراك الشارع انقطع حبل التواصل بينهم وبين اعضائهم المنخرطين في الحراك.
السياسي أحمد حرمل يرى ان "الاشتراكي صاحب الرصيد الأكبر في المحافظات الجنوبية وبذلك فهو أكبر خاسر من هجرة قياداته وقواعده إلى الحراك وتعثرت أنشطته وأصبح من الواجب على المشترك ليس الاشتراكي وحده الانخراط في الحراك"، وارجع سبب تضرر الاشتراكي إلى أن " الجماهير ترى انه حزب ملتزم بقانون ولا يستطيع ان يكون خارج القانون".
وعن خسارة الإصلاح يقول العقلة: "الخسارة مرتبطة بمدى انعزاليه الاصلاح في الشمال عن معاناة الجنوب لأن الشارع لم يعد يقبل المراوغة فإما أن يجهر الاصلاح بوقوفه إلى جانب القضية الجنوبية وإما أن يغفلها وبالتالي سيفقد شعبيته وتنحسر كما كانت في البداية".
"فصل الشاي عن الحليب.. أم حلول أخرى ؟!"
استحالة حل القضية الجنوبية بالانفصال تصورها بساطة العجوز "حوّات" اسطورة النكتة السياسية بالضالع عندما أمسك بكأسٍ من الشاي بالحليب وخاطب حاضريه بأن يفصلوا الشاي لوحده والحليب لوحده متحدياً بذلك من يدعون إلى فصل الشمال عن الجنوب في وطن واحد..!!
يقول أمين صالح نائب المجلس الأعلى: "نحن لا نستطيع أن نقول إن الباب مغلق أمام حل آخر أو أن هناك حالياً حلاً غير الانفصال، ويمكن ان نجد حلولاً عندما تعترف السلطة بأننا طرف «يمثل دولة» ونلتقي على طاولة حوار لا يديرها أحد".
ويضيف أمين: " السلطة هي التي صنعت الازمة ومفاتيح الحل بيدها لكن بالطريقة التي نراها نحن وليس كما تراها هي وحلول تأتي في ظل استمرار الفعاليات وليس بعد إيقافها".
أما الدكتور المعطري فيرى بأن "الانفصال هو الحل الوحيد بالنسبة للجنوبيين كون السلطة لم تستمع منذ البداية لمطالب اصلاح مسار الوحدة وحالياً فإننا وحدنا لن نقرر أي حل آخر على الأخص بعد عودة على سالم البيض للعمل السياسي والذي سيقود مجلس قيادة الثورة في الجنوب".
وعن مدى فعالية الحلول التي تطرحها احزاب المشترك يقول أحمد حرمل: "بالنسبة للمشترك لم يعد جزءاً من الحل بل اصبحوا جزءاً كبيراً من المشكلة لأنهم في مرحلة أرذل العمر ووهونة العظام فلا هم أثروا في كيان النظام الحاكم ولا فعّـلوا برامجهم بين المجاهير".
وحسب تعبيره فإنه ينصح المشترك بـ"إيجاد البديل"، وعن رؤيته حول من يصرون على ان الانفصال هو الحل الوحيد للقضية الجنوبية يقول حرمل: " لا الانفصال ولا مسكنات السلطة هي الحل بل ان الفرصة الاخيرة لدى السلطة ان تعترف بان الوحدة الاندماجية فشلت ويجب الاعتراف بشركاء الوحدة على غرار الشراكة الوحدوية في دولة السودان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق