الأربعاء، 22 يوليو 2009

الحجاج ابن يوسف ونهايته

ظالم من الدرجة الأولى ، انه الحجاج بن يوسف خطب في الناس و صلى بهم الجمعة ثم مشى بجانب سجنه فبكى السجناء و رفعوا اصواتهم بالبكاء عله يسمعهم فيرحمهم ، فلم سمعهم قال "اخسؤوا فيها و لا تكلمون"بعدها امر الحجاج حراسه بإحضار الامام سعيد بن جبير ( سعيد بن جبير من كبار التابعين درس الفقه دراسة وافية مما أهله أن يجلس للفتوي بالكوفهلايخشي في الله لومة لائم.. وكان من الطبيعي وهويري الدماء تسفك وألاف الناس تعيش بين أسوار السجون والمعتقلاتبلا جريرة علي يد الحجاج الذي كان يعتبر نفسه الدرع الواقي للدولة الأمويةوالخادم المطيع لخلفائها من بني مروان. وكان من الطبيعي أن يثور عليه رجل مثل التابعي الجليل سعيد بن جبير )المهم لبس سعيد بن جبير اكفانه و تطيب و ذهب معهم الى الحجاج و قال : اللهم ذا الركن الذي لا يضام و العزة التي لا ترام اكفني شره ... و كان في الطريق يقول : لا حول و لا قوة الا بالله خسر المبطلون والغريب أن أحد الجنود حاول أن يقوم بتهريب سعيد بن جبير.. أو بمعني أدق أن يمهد له طريق الهرب، ولكن سعيد رفض ذلكوقرر أن يواجه الطاغية، حتي لو كانت في مواجهته النهاية المحتومة و دخل على الحجاج و قال :السلام على من اتبع الهدى (و هي تحية موسى لفرعون)قال الحجاج : ماسمك ؟قال : سعيد بن جبيرقال : بل انت شقي بن كسيرقال سعيد : امي اعلم اذ سمتنيقال الحجاج : شقيت انت و شقيت امكقال سعيد : الغيب يعلمه اللهقال الحجاج : ما رأيك في محمد –صلى الله عليه و سلم-قال سعيد : نبي الهدى و امام الرحمةقال الحجاج : ما رأيك في علي ؟قال سعيد : ذهب الى الله امام الهدىقال الحجاج : ما رأيك فيٌ ؟قال سعيد : ظالم تلقى الله بدماء المسلمينقال الحجاج : عليُ بالذهب و الفضة ، فأتوا بكيسين من الذهب و الفضة و افرغوهما بين يدي سعيد بن جبيرقال سعيد : ما هذا يا حجاج ؟ ان كنت جمعته لتتقي به من غضب الله فنعما صنعت و ان كنت جمعته من اموال الفقراء كبرا و عتوا فوالذي نفسي بيده الفزعة يوم العرض الاكبر تذهل كل مرضعة عما ارضعتقال الحجاج : عليُ بالعود و الجارية ، فطرقت الجارية على العود و اخذت تغني فسالت دموع سعيد على لحيته و انتحبفقال له الحجاج : مالك ؟ اطربت ؟قال سعيد : لا و لكني رأيت هذه الجارية سخرت في غير ما خلقت له و عود قطع و جعل في المعصيةقال الحجاج : لماذا لا تضحك كما نضحك ؟قال سعيد : كلما تذكرت يوم يبعثر ما في القبور و يحصل ما في الصدور ذهب الضحكقال الحجاج : لماذا نضحك نحن اذاً ؟قال سعيد : اختلفت القلوب و ما استوتقال الحجاج : لأبدلنك من الدنيا ناراً تلظىقال سعيد : لو كان ذلك اليك لعبدتك من دون اللهقال الحجاج : لأقتلنك قتلة ما قتلها احد من الناس فاختر لنفسكقال سعيد : بل اختر لنفسك انت فوالله لا تقتلني قتلة الا قتلك الله بمثلها يوم القيامةقال الحجاج : اقتلوهقال سعيد : وجهت وجهي للذي فطر السماوات و الارض حنيفا مسلما و ما انا من المشركينقال الحجاج : وجهوه الى غير القبلةقال سعيد : فأينما تولوا وجوهكم فثم وجه اللهقال الحجاج : اطرحوه ارضاًقال سعيد و هو يبتسم : منها خلقناكم و فيها نعيدكم و منها نخرجكم تارة اخرىقال الحجاج : أتضحك ؟قال سعيد : اضحك من حلم الله عليك و من جرأتك على اللهقال الحجاج : اذبحوهقال سعيد : اللهم لا تسلط هذا المجرم على احد بعديو قتل سعيد و استجاب الله لدعائة فثارت ثائرة بثرة (هي الخراج الصغير) في جسم الحجاج فأخذ يخور كما يخور الثور الهائج شهرا كاملاً لا يذوق طعاماً و لا شراباً و لا يهنأ بنوم و كان يقول : "والله ما نمت ليلة الا و رأيتني اسبح في انها الدم " و اخذ يقول : "مالي و سعيد ، مالي و سعيد"و يقول هذا الظالم عن نفسه قبل ان يموت : "رأيت في المنام كأن القيامة قامت و كأن الله برز على عرشه للحساب فقتلني بكل مسلم قتلته مرة الا سعيد بن جبير قتلني فيه على الصراط سبعين مرة "
__________________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق