
عندما تبدأ حديثا متشائما يقول لك أصحاب صنعاء "بوجه من أصطبحت" والمعنى بأي وجه بدأت يومك. فهناك مقولات أنك أحيانا قد تمر بيوم صعب بسبب أنك بدأته بمقابلة شخص يسبب لك التعاسة، ويقفل أبواب الأمل في وجهك.هذا ما حدث لي الأسبوع الماضي، فبعد عودتي من المهرة توجهت فورا من مطار صنعاء إلى إحدى قاعات فندق تاج سبأ حيث كانت تناقش قضية مستقبل اليمن عام 2015 وعام 2025م.وكان الميسر لهذا النقاش أحد المتخصصين الدوليين الذين أحضره مكتب مفوضية الاتحاد الأوروبي ليتم على أساس ما يدعى العصف الفكري وضع التصورات للجوانب التي يمكن أن يدعمها الاتحاد الأوروبي والداعمين المختلفين لليمن خلال السنوات القادمة.وقد قامت بالتنسيق أيضا شخصية نسائية شابة لي معرفة سابقة بها كانت قد أكدت عليً بضرورة الحضور والمشاركة وتواصلت معي بكل طرق الاتصال الممكنة هاتفيا وبريديا والكترونيا وبالفاكس، مما لم أجد معه فكاكا من الحضور.كانت القاعة صغيرة لكنها مليئة بوجوه شابة تجيد اللغة الانجيزية وتمثل بعضها الحكومة والبعض الآخر منظمات المجتمع المدني وعدد كبير من ممثلي الدول الغربية والمنظمات الدولية العاملة في اليمن.وبعد المقدمات والخطابات الافتتاحية تم توزيعنا في ثلاث مجموعات مع ثلاثة سيناريوهات للمستقبل وسيناريو رابع للمقارنة هو ما سبق وأن اعلنته الحكومة اليمنية بعنوان اليمن عام 2025م وسمي السيناريو الرسمي.
مجموعتنا ورعب المستقبل:كان من حظي التعس أن أكون في المجموعة الأولى التي عليها ان تنظر إلى أسوأ السيناريوهات وتتوقع حدوثه ثم في اليوم الثاني تضع مقترحات الخلاص من الوصول إلى نتائجه.يبدأ السيناريو بتوقعات نضوب النفط والماء والموارد الأخرى، وتزايد الفقر، وتزايد السكان والحاجة إلى توزيع الغذاء للناس لمنع المجاعات، وتزايد الاضطرابات، وعودة الناس إلى طرق الحياة في سبيل البقاء بكل الأشكال القديمة التي كانوا يعرفونها.ولا يتوقع هذا السيناريو ان يكون في مقدور أجهزة الدولة التنفيذية فعل شيء بل يحدث شيئا فشيئا نوع من الشلل لعملها ولقدرتها على التفاعل مع كل المستجدات وبالكاد تستطيع أن تدفع مرتبات موظفيها.وكان مطلوبا من مجموعتنا التفكير في تسمية لهذا السيناريو، فأسميناه خراب مالطة الذي اتضح انه مفهوم غير معروف للمتحدثين باللغة الانجليزية فانتهينا إلى تسميته خريطة طريق إلى مالطة وظل المشاركون الغربيون معنا غير مدركين علاقة مالطة بالموضوع.المهم كان السيناريو تعيسا يتنبأ بانتهاء الديمقراطية من اليمن، وسيطرة الدولة البوليسية عام 2015م ويرفض الرؤية الحكومية المقترحة عن عام 2025م على اعتبار انها أضغاث أحلام. ولولا النقاش الذي تم في اليوم التالي والمقترحات التي تم وضعها لتجنب مثل هذا المصير والتي من أهمها اتخاذ إجراءات تتعلق بالتخفيف من عدد السكان والضبط القانوني لطريقة استخدام المياه في الري وخاصة للقات، وتقوية العلاقات السياسية والرؤى المشتركة بين المعارضة والموالاة، لخرجنا مثقلي النفوس بفقدان الأمل.
الوجه الصباحي:ونحن نتناول طعام الغداء في البيت دار حوار عائلي عن مستقبل ابن اختي وضرورة تركيزه على دراسته وتفوقه على نحو مستمر. وقلت أن مستوى تعليمه مهم لأن اليمن لوحدث من أجهزتها التنفيذية والتخطيطية والتشريعية إهمال خلال هذين العامين مما قد يؤدي إلى مزيد من تأجيل الانتخابات سوف تصل بنا الأمور إلى بعض ما أشار اليه السيناريو الذي ذكرت سابقا. ولن يكون لدى ابن اختى سوى تعليمه العالي يحميه من غائلة الزمان.وهنا التفت اليَّ جميع من على المائدة وقالوا "بوجه من اصطبحت؟" أي نوع من التشاؤم والتخيل المرعب للمستقبل؟ قلت لهم لكن اذا لم يفعل احد شيئا فسوف تحدث أموراً مثل هذه. قالوا وكيف تتوقعي ان احدا لن يفعل شيئا؟! بل سيفعلون.واندفع كل فرد منهم يحدثني عن استراتيجية تم الاعلان عنها أو مشروع قانون يتم تدارسه وأن كل ذلك يتم في طريق بناء المستقبل السليم لأبناء اليمن. وأكدوا أن تأجيل الانتخابات نفسه دلالة على ترجيح العقلاء لمصلحة البلاد ومستقبلها فوق كل شيء آخر.تأملت الوجوه الواثقة من أن العاملين في المجال السياسي في الوطن حكومة ومعارضة لن يتركوا البلاد عرضة للمخاطر، فحمدت الله على نعمة راحة البال. وحاولت أن أنسى كل السيناريوهات المرعبة لو بقيت الأمور على حالها.
مجموعتنا ورعب المستقبل:كان من حظي التعس أن أكون في المجموعة الأولى التي عليها ان تنظر إلى أسوأ السيناريوهات وتتوقع حدوثه ثم في اليوم الثاني تضع مقترحات الخلاص من الوصول إلى نتائجه.يبدأ السيناريو بتوقعات نضوب النفط والماء والموارد الأخرى، وتزايد الفقر، وتزايد السكان والحاجة إلى توزيع الغذاء للناس لمنع المجاعات، وتزايد الاضطرابات، وعودة الناس إلى طرق الحياة في سبيل البقاء بكل الأشكال القديمة التي كانوا يعرفونها.ولا يتوقع هذا السيناريو ان يكون في مقدور أجهزة الدولة التنفيذية فعل شيء بل يحدث شيئا فشيئا نوع من الشلل لعملها ولقدرتها على التفاعل مع كل المستجدات وبالكاد تستطيع أن تدفع مرتبات موظفيها.وكان مطلوبا من مجموعتنا التفكير في تسمية لهذا السيناريو، فأسميناه خراب مالطة الذي اتضح انه مفهوم غير معروف للمتحدثين باللغة الانجليزية فانتهينا إلى تسميته خريطة طريق إلى مالطة وظل المشاركون الغربيون معنا غير مدركين علاقة مالطة بالموضوع.المهم كان السيناريو تعيسا يتنبأ بانتهاء الديمقراطية من اليمن، وسيطرة الدولة البوليسية عام 2015م ويرفض الرؤية الحكومية المقترحة عن عام 2025م على اعتبار انها أضغاث أحلام. ولولا النقاش الذي تم في اليوم التالي والمقترحات التي تم وضعها لتجنب مثل هذا المصير والتي من أهمها اتخاذ إجراءات تتعلق بالتخفيف من عدد السكان والضبط القانوني لطريقة استخدام المياه في الري وخاصة للقات، وتقوية العلاقات السياسية والرؤى المشتركة بين المعارضة والموالاة، لخرجنا مثقلي النفوس بفقدان الأمل.
الوجه الصباحي:ونحن نتناول طعام الغداء في البيت دار حوار عائلي عن مستقبل ابن اختي وضرورة تركيزه على دراسته وتفوقه على نحو مستمر. وقلت أن مستوى تعليمه مهم لأن اليمن لوحدث من أجهزتها التنفيذية والتخطيطية والتشريعية إهمال خلال هذين العامين مما قد يؤدي إلى مزيد من تأجيل الانتخابات سوف تصل بنا الأمور إلى بعض ما أشار اليه السيناريو الذي ذكرت سابقا. ولن يكون لدى ابن اختى سوى تعليمه العالي يحميه من غائلة الزمان.وهنا التفت اليَّ جميع من على المائدة وقالوا "بوجه من اصطبحت؟" أي نوع من التشاؤم والتخيل المرعب للمستقبل؟ قلت لهم لكن اذا لم يفعل احد شيئا فسوف تحدث أموراً مثل هذه. قالوا وكيف تتوقعي ان احدا لن يفعل شيئا؟! بل سيفعلون.واندفع كل فرد منهم يحدثني عن استراتيجية تم الاعلان عنها أو مشروع قانون يتم تدارسه وأن كل ذلك يتم في طريق بناء المستقبل السليم لأبناء اليمن. وأكدوا أن تأجيل الانتخابات نفسه دلالة على ترجيح العقلاء لمصلحة البلاد ومستقبلها فوق كل شيء آخر.تأملت الوجوه الواثقة من أن العاملين في المجال السياسي في الوطن حكومة ومعارضة لن يتركوا البلاد عرضة للمخاطر، فحمدت الله على نعمة راحة البال. وحاولت أن أنسى كل السيناريوهات المرعبة لو بقيت الأمور على حالها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق