d
علي الجرادي
4/12/2007
قبيل الانتخابات الرئاسية لاذ المؤتمر الشعبي العام بالصومال والعراق لرسم صورة مرعبة عن نوع من التغيير نتج في الأصل عن «ديكتاتورية فاشلة» قادت مجتمعاتها نحو الفوضى واستدعاء «الأجنبي» للخلاص من «ديكتاتورية» الداخل، واستخدم ورقة «مرافق بن شملان» كإرهابي لضرب العملية الانتخابية برمتها ترافقاً مع عمليات التفجير في مأرب عشية الانتخابات الرئاسية ليضع اليمنيين بين خيارين أحلاهما مر، إما التصويت للرئيس والذي يعني بقاء الأوضاع كما هي أو التصويت لابن شملان والذي يعني وفق الخطاب المؤتمري الاتجاه نحو «اللاإستقرار» ودخول حقبتي «الصومال» و «العراق» ومؤخراً استدار «باجمال» عند اختلاف المؤتمر والمشترك حول اللجنة العليا نحو التذكير «باللبننة».لم يستمر الحال طويلاً حتى انتقل المؤتمر الشعبي العام من حالة التخويف بالفوضى واللاإستقرار إلى ممارسة عملية على أرض الواقع فمن ارتفاع الأسعار وتجويع الناس إلى إطلاق الرصاص الحي على معظم التجمعات السلمية في حضرموت والضالع وعدن وتعز.ولم يثني الرصاص الحي الإرادة الحية لجموع المحتجين الذين يفضلون الموت واقفين على الموت خائفين في منازلهم جوعاً أو مرضاً لا يجدون ما يسد رمقهم أو يداوي مريضهم.وجدت السلطة ضالتها بوصم الحراك في الجنوب بـ»الانفصالي» وكلنا يتذكر أول تصريحاً لوزير الدفاع في تعليقه على تجمعات المتقاعدين ووصفهم بـ «ذيول الانفصال».دخول أحزاب المشترك والشخصيات الوطنية على الخط الساخن والإعلان بوضوح عن وحدوية كل اليمنيين ومقاومتهم للظلم والفساد وخصخصة الوطن ومصادرة حقوق المواطنة أحرج السلطة كثيراً وأفقدها قميص الدفاع عن «الوحدة».فالوحدة بالنسبة للإصلاح «ضرورة شرعية» وبالنسبة للاشتراكي «ضرورة وطنية» والانفصال كخيار مسدود وغير واقعي لكل اليمنيين.حتى أولئك الذين رفعوا أصواتهم بالحديث عن تقرير المصير والاستفتاء فإنما هم في الأصل يتحدثون عن ممارسات بشعة لمصادرة الحق والأرض والإنسان بإسم «الوحدة»، فالنتيجة النهائية والمحصلة الأخيرة لخطاب كل القوى والأحزاب المعارضة والشخصيات الوطنية والمستقلة تلتقي عند الإجماع على أن السياسات الرسمية الفاشلة هي مصدر الانفصال والملكية والتفتيت والتجهيل والتخلف في المجتمع اليمني.لقد تحولت السياسات الرسمية إلى كتلة بارود ضخمة تتفجر في وجه كل المشاريع الوطنية والوحدوية والنهضوية على حد سواء.فحينما كان الرئيس يدعو مناضلي 30 نوفمبر للعودة للبلاد كان أمن مطار صنعاء يمنع الصحفيين «رشاد» و «عبدالحكيم» من الطيران نحو المكلا، وكانت نقاط عدن الأمنية تلاحق القادمين عبر «الهوية»، وذكرت الناس بنقطة كرش سابقاً، وأيضاً في نفس لحظة القول «خلال 13 عاماً لم تسل قطرة دم واحدة» كانت طائرة عمودية تضرب المحتفلين على طريقتهم بنوفمبر في مدخل عدن.وهكذا سياسات الإقصاء والتجويع وتملُّك «الثروة والسلطة» وخصخصتها لحساب خاص، فمثلاً هل سمعتم عن قرار جمهوري منذ عام 94م بالنسبة للاشتراكي ومنذ عام 97م بالنسبة للإصلاح وكذلك بقية القوى السياسية والمستقلة. هل سمعتم عن قرار جمهوري واحد بتعيين أحدهم في موقع حكومي أو إدارة جهاز عسكري أو مدني أو حتى في المريخ.. إذن «ليسوا يمنيون» بمعيار المؤتمر الشعبي العام ولا تنطبق عليهم مواصفات «المواطنة».أتمنى على المؤتمر الشعبي العام تجنب الشتائم ولو لمرة واحدة.. ولينشر فقط ثلاثة أسماء ليمنيين لا ينتمون للمؤتمر الشعبي العام منذ 13 عاماً أخذوا فرصتهم كيمنيين في قائمة القرارات الجمهورية إلا إذا كانت نوع من الاستقطاب السياسي».ويصر إخواننا في المؤتمر أن «البطاقة الزرقاء» لا تعني «هوية اختراق النظام والقانون» واستبدالها بـ»الهوية اليمنية».أتذكر بعد الفوز الأخير في الانتخابات الرئاسية والمحلية وفي مقيل مع عدد من أعضاء اللجنة العامة وفي لحظة «انتشاء» أن تحذيرات أسديت لهم عن عاصفة شعبية لاحقة في حالة الإخفاق الشامل كما هي اللحظة الراهنة، لكنهم مع الأسف يراهنون على «عرطة» الشعب التي تعودوا عليها، تؤلمني النتيجة التي سأكتبها في السطر التالي «إن على الشعب أن يختار بين سياسة المؤتمر أو مصير الصومال والعراق».عدنا للمربع الأول.. لحظات ما قبل الانتخابات الرئاسية -لا بأس- قد يكرر التاريخ نفسه أحياناً، عندما تتوقف عجلة التنمية في الشعوب.أما يزال اختيار «بن شملان» طريق للصومال أو العراق؟الآن يقف بن شملان في وادي حضرموت ليعلن «أن لا خيار لليمن سوى في وحدته» وأن «السياسات الخاطئة هي الانفصال بعينه».حين كان الرئيس يحيي مناضلي وشهداء 30 نوفمبر رافق تحيته لقطة تلفزيونية «خبيثة» اللقطة تركز على لوحة كبيرة فيها صورة الرئيس كخلفية «صورة كبيرة للحفل ولا وجود للعلم أو صور شهداء أو مناضلين.. إنه فقط الأخ الرئيس يخطب ويحمل المسئولية سالم صالح ويتذكر شهداء ومناضلي نوفمبر فنرى «صورته» فقط.أتذكر بن شملان وهو يصر على دفع «قيمة» البدلة التي ارتداها يوم العرس الجماعي لليمن، أثناء استراحة حوار معه لقناة الحوار قال لي: «يكفي أني كسرت حواجز الرهبة في منافسة رئاسية».وفعلاً لقد سدد بن شملان ركلة جزاء لم يحتسبها الحكم لكن الجمهور خرج للشارع يبحث عن قواعد جديدة «للملعب الديمقراطي»، فيما الحكم لا يزال يطلق صفاراته مهدداً بكروت حمراء وأخرى صفراء.. وملفات أيضاً..
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق