من وسط أكوام الركام ورائحة البارود المنبعث من فوهات البنادق وآهات الأطفال تنتقل عدسة الكاميرا بين عدد من الأطفال لم يستطع الكثير منهم التعبير ولو بكلمة واحدة، من فداحة ما ألم بهم، فكان الصمت ولغة العيون أبلغ تعبير لما تعرضوا له من جرائم بشعة خلال الحرب الإسرائيلية على غزة.
لكن لغة الصمت لم تكن اللغة الوحيدة التي لجأ لها الأطفال في الفيلم الوثائقي الفلسطيني "فتافيت ركام" الذي أنتجته جمعية الثقافة والفكر الحر في خان يونس جنوب قطاع.
فقد عبر أطفال كثيرون عن مشاعرهم وأحاسيسهم وتفاصيل حياتهم الجديدة بعد ما فقدوا المكان والأحبة خلال عدوان "الرصاص المصبوب" الإسرائيلي، من خلال لغة البكاء والدموع أحياناً وتعبيرات الخوف الشديد أحياناً أخرى، بينما تكلم آخرون وكأن شيئا لم يحدث.
الحمران: الفيلم يرصد المعاني الإنسانية الواقعية بكل تفاصيلها (الجزيرة نت)مشاهد عفويةويقول مخرج الفيلم عبد الرحمن الحمران إن عمله عبارة عن مشاهد عفوية وواقعية وليدة اللحظة ومن دون تنسيق أو إعداد مسبق لشهادات وروايات الأطفال الذين عايشوا الحرب وذاقوا قسوتها، خصوصاً الذين كانوا على الخط الأول للنار.
وأضاف الحمران في حديث للجزيرة نت أن الفيلم ما هو إلا مادة إعلامية توثيقية بلغة سينمائية ترصد للأجيال جريمة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة على لسان الأطفال.
وأوضح الحمران أن الفيلم لا يعتمد على الجوانب التسجيلية فقط، بل يتجاوز ذلك إلى رصد المعاني الإنسانية الواقعية بكل تفاصيلها، معتبراً ذلك بمثابة "رسالة تختلط فيها صرخات الألم بمشاعر الأمل يوجهها أطفال غزة إلى العالم الذي يدعي الحرية بأنهم يصنعون من فتافيت الركام ألعاباً".
وذكر المخرج أن الفيلم يحمل رسالة مفادها أن "إرادة الحياة أكبر من كل هذا الركام الذي خلفته آلة الحرب الإسرائيلية، فصحيح أن أطفال غزة يبكون ويتألمون لكنهم في الوقت ذاته يلعبون بفتافيت الركام".
ويرصد الفيلم الذي تم تصويره في المناطق التي اجتاحتها الدبابات الإسرائيلية في قطاع غزة في اليوم التالي لانتهاء الحرب، القدرات الشخصية العالية لدى الأطفال الفلسطينيين في التأقلم مع الواقع الجديد.
وتتشكل معالم ذلك الواقع من ألعاب دفنت تحت الركام وذكرى أهل وأصدقاء استشهدوا وآخرين تشردوا، ولم يبق في متناول الأطفال سوى التسلية ببقايا ألعابهم التي دفنت تحت ركام المنازل المهدمة.
أطفال شمال قطاع غزة يتنقلون بين الركام بعد انتهاء الحرب (الجزيرة نت)صورة واقعية من جانبه يقول مدير الإنتاج محمد جودة للجزيرة نت إن الفيلم يرسم صورة واقعية وحقيقية -بعيداً عن التملق والمشاهد المصطنعة- بلغة سينمائية بسيطة دون تعقيدات الحدث وهول المشهد.
ويشير جودة إلى أن الفيلم "محاولة لتوصيل معاناة أطفال غزة إلى العالم من أجل كسب تعاطفه وتأيده للشعب الفلسطيني وفضح جرائم المحتل ضد المدنيين العزل".
وقد ترجم الفيلم إلى اللغة الإنجليزية ليتسنى للغرب فهمه، وإلى العربية الفصحى حتى يستطيع الجميع فهم أحاديث الأطفال البسيطة، خصوصاً أنه تلقى ثلاث دعوات للمشاركة في مهرجانات عربية في دبي والقاهرة.
ويؤكد جودة أهمية نقل الرسالة إلى العالم للضغط على الاحتلال لوقف جرائمه التي ترتكب بحق أطفال فلسطين وتركهم يعيشون بأمن وحرية وسلام كباقي أطفال العالم.
وبدوره اعتبر الفنان الفلسطيني أكرم عبيد الذي قام بالأداء الصوتي للفيلم في حديث مع الجزيرة نت، أن اللغة السينمائية الواقعية هي التي ميزت العمل عن غيره، خصوصاً أنه يجعل المشاهِد يتفاعل بشكل تلقائي مع مشاهدات الأطفال ورواياتهم وكأنه في الحدث ذاته.
لكن لغة الصمت لم تكن اللغة الوحيدة التي لجأ لها الأطفال في الفيلم الوثائقي الفلسطيني "فتافيت ركام" الذي أنتجته جمعية الثقافة والفكر الحر في خان يونس جنوب قطاع.
فقد عبر أطفال كثيرون عن مشاعرهم وأحاسيسهم وتفاصيل حياتهم الجديدة بعد ما فقدوا المكان والأحبة خلال عدوان "الرصاص المصبوب" الإسرائيلي، من خلال لغة البكاء والدموع أحياناً وتعبيرات الخوف الشديد أحياناً أخرى، بينما تكلم آخرون وكأن شيئا لم يحدث.
الحمران: الفيلم يرصد المعاني الإنسانية الواقعية بكل تفاصيلها (الجزيرة نت)مشاهد عفويةويقول مخرج الفيلم عبد الرحمن الحمران إن عمله عبارة عن مشاهد عفوية وواقعية وليدة اللحظة ومن دون تنسيق أو إعداد مسبق لشهادات وروايات الأطفال الذين عايشوا الحرب وذاقوا قسوتها، خصوصاً الذين كانوا على الخط الأول للنار.
وأضاف الحمران في حديث للجزيرة نت أن الفيلم ما هو إلا مادة إعلامية توثيقية بلغة سينمائية ترصد للأجيال جريمة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة على لسان الأطفال.
وأوضح الحمران أن الفيلم لا يعتمد على الجوانب التسجيلية فقط، بل يتجاوز ذلك إلى رصد المعاني الإنسانية الواقعية بكل تفاصيلها، معتبراً ذلك بمثابة "رسالة تختلط فيها صرخات الألم بمشاعر الأمل يوجهها أطفال غزة إلى العالم الذي يدعي الحرية بأنهم يصنعون من فتافيت الركام ألعاباً".
وذكر المخرج أن الفيلم يحمل رسالة مفادها أن "إرادة الحياة أكبر من كل هذا الركام الذي خلفته آلة الحرب الإسرائيلية، فصحيح أن أطفال غزة يبكون ويتألمون لكنهم في الوقت ذاته يلعبون بفتافيت الركام".
ويرصد الفيلم الذي تم تصويره في المناطق التي اجتاحتها الدبابات الإسرائيلية في قطاع غزة في اليوم التالي لانتهاء الحرب، القدرات الشخصية العالية لدى الأطفال الفلسطينيين في التأقلم مع الواقع الجديد.
وتتشكل معالم ذلك الواقع من ألعاب دفنت تحت الركام وذكرى أهل وأصدقاء استشهدوا وآخرين تشردوا، ولم يبق في متناول الأطفال سوى التسلية ببقايا ألعابهم التي دفنت تحت ركام المنازل المهدمة.
أطفال شمال قطاع غزة يتنقلون بين الركام بعد انتهاء الحرب (الجزيرة نت)صورة واقعية من جانبه يقول مدير الإنتاج محمد جودة للجزيرة نت إن الفيلم يرسم صورة واقعية وحقيقية -بعيداً عن التملق والمشاهد المصطنعة- بلغة سينمائية بسيطة دون تعقيدات الحدث وهول المشهد.
ويشير جودة إلى أن الفيلم "محاولة لتوصيل معاناة أطفال غزة إلى العالم من أجل كسب تعاطفه وتأيده للشعب الفلسطيني وفضح جرائم المحتل ضد المدنيين العزل".
وقد ترجم الفيلم إلى اللغة الإنجليزية ليتسنى للغرب فهمه، وإلى العربية الفصحى حتى يستطيع الجميع فهم أحاديث الأطفال البسيطة، خصوصاً أنه تلقى ثلاث دعوات للمشاركة في مهرجانات عربية في دبي والقاهرة.
ويؤكد جودة أهمية نقل الرسالة إلى العالم للضغط على الاحتلال لوقف جرائمه التي ترتكب بحق أطفال فلسطين وتركهم يعيشون بأمن وحرية وسلام كباقي أطفال العالم.
وبدوره اعتبر الفنان الفلسطيني أكرم عبيد الذي قام بالأداء الصوتي للفيلم في حديث مع الجزيرة نت، أن اللغة السينمائية الواقعية هي التي ميزت العمل عن غيره، خصوصاً أنه يجعل المشاهِد يتفاعل بشكل تلقائي مع مشاهدات الأطفال ورواياتهم وكأنه في الحدث ذاته.