الغد- متابعاتعادت أجواء الحرب في محافظة صعدة اليمنية بين القوات الحكومية والقبائل المؤيدة للدولة من جهة والمتمردين "الحوثيين" من جهة أخرى إلى واجهة الأحداث والأزمات التي يشهدها اليمن على مختلف الأصعدة السياسية والأمنية .ففي الوقت الذي تصاعد فيه النشاط "المسلح" المناوئ للحكومة والداعي للانفصال الذي يديره ما يسمى "بالحراك" الجنوبي في محافظة أبين بزعامة حليف السلطة السابق و"الجهادي" الأسبق طارق الفضلي، بالإضافة إلى نشاطات تأخذ شكل العصيان المسلح في عديد مناطق في المحافظات الجنوبية جاءت الأحداث الأخيرة في صعدة لتزيد من خطورة الأوضاع الأمنية، حيث وسع "الحوثيون" من سيطرتهم على عديد مناطق في صعدة وأقاموا نقاط تفتيش على الطرق الرئيسة وعلى مداخل المديريات واستهدفوا العديد من الدوريات والمعسكرات التابعة للجيش وخاضوا اشتباكات عنيفة في محاولة لفرض سيطرتهم على تلك المواقع وإضعاف سيطرة القوات الحكومية عليها، بالإضافة إلى التوسع المسلح في المحافظات المجاورة والمناطق المتاخمة لمحافظة صعدة، حيث سقط العشرات من القتلى والجرحى من صفوف الجانبين بالإضافة إلى إصابات عديدة بين المدنيين وخصوصاً في مناطق الأطراف لمحافظة صعدة المتاخمة للحدود السعودية مع اليمن التي يحاول "الحوثيون" السيطرة عليها والتمركز فيها والتي شهدت مواجهات عنيفة اعتبرها مراقبون إيذاناً بحرب سادسة.. فيما تقوم السلطات العسكرية بتعزيز قواتها المتواجدة في صعدة تزامناً مع اتهامات حكومية رسمية لـ "الحوثيين" بمحاولة إشعال حرب سادسة وارتكاب خروقات خطيرة لاتفاق وقف الحرب الذي تمخض عن إعلان الرئيس علي عبد الله صالح في يوليو العام الماضي بوقف الحرب والبدء في عملية الإعمار، وبالمقابل يوجه "الحوثيون" اتهامات للقوات الحكومية ، والسلطة المحلية في صعدة بالعمل على إشعال الحرب مجدداً وبالاعتداء على أنصارهم وأتباعهم والمماطلة في إطلاق المعتقلين وعدم صرف تعويضات الحرب للمواطنين والقيام بتحريض القبائل ضد المتمردين "الحوثيين"، وما يزيد من حالة القلق لجهة تطورات صعدة أن "الحوثيين" يؤكدون بأن الدولة متواجدة في جميع المناطق في الوقت الذي تتزايد عملياتهم المسلحة على حساب النفوذ الحكومي للدولة ومؤسساتها الدستورية.وتأتي هذه التطورات في وقت تنفذ فيه قوات خاصة بمكافحة "الإرهاب" تابعة للحرس الجمهوري والأمن المركزي بعمليات ملاحقة ومداهمة لمطلوبين على قائمة "الإرهاب" ينتمون لتنظيم "القاعدة" في محافظة مأرب، بالإضافة إلى حملات اعتقالات تستهدف مطلوبين لأجهزة الأمن على خلفية خطة أمنية واسعة لمكافحة "الإرهاب" وملاحقة ناشطي "القاعدة" حيث خاضت هذه القوات اشتباكات عنيفة مع أتباع "القاعدة" أخيراً في مأرب سقط فيها عدد من الجنود بين قتيل وجريح فيما قتل وجرح واعتقل عدد من هذه العناصر .. خصوصاً وأن السلطات الحكومية تعمل على إعادة تقوية تحالفاتها مع القبائل النافذة والقوية في مأرب وعديد محافظات مجاورة تهدف إلى ضرب عناصر "القاعدة" ومحاصرة نشاطها وكشف مخابئها في تلك المناطق.أما على الصعيد السياسي فإن عدم تمكن الحكومة من حسم العديد من ملفات الأوضاع الداخلية وفي مقدمها ما يسمى بـ"الحراك" الجنوبي الذي حول عديد مناطق ومديريات في محافظة أبين تحديداً إلى ساحة مواجهات دامية بين أتباع "الحراك" وقوات الأمن، وحيث أن فعاليات "الحراك" اتخذت منحى خطيراً في عديد مناطق في محافظات الضالع، ولحج، وحضرموت، إلا أن التطورات التي آلت إليها في محافظة أبين باتت مثار استغراب المراقبين والأوساط السياسية في ضوء ما تحظى به المحافظة من تواجد قوي لشخصيات تنتمي إليها على مفاصل الحكم والحزب الحاكم وتتبوأ مناصب مؤثرة ومهمة منذ انتهاء حرب صيف 94، الأمر الذي يثير تساؤلات حول وسائل وآليات الحكومة في التعاطي مع تطورات الأحداث في محافظة أبين وغياب التأثير الجماهيري للحزب الحاكم ليس في أبين وإنما في جميع المحافظات التي تشهد انفلاتاً أمنياً وفراغاً حكومياً خطيراً. والتمرد "الحوثي" في صعدة أسهم إلى حد كبير في زيادة الضغوط التي تمارسها أحزاب المعارضة المنضوية في اللقاء "المشترك" على الحكم لجهة الدخول في حوار يهدف إلى تجاوز الأزمات الداخلية الراهنة ورفع سقف شروطها في مقابل الدخول في حوار جديد من شأنه تهيئة الأجواء السياسية والأمنية لإجراء الانتخابات النيابية المؤجلة إلى (نيسان) إبريل 2011م بما فيها التوافق على إصلاحات دستورية وقانونية تسبق الانتخابات .وفي هذا السياق تزايد القلق الداخلي على مستقبل الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية في البلد في ضوء تراكم الأزمات الراهنة وغياب رؤية واضحة للتوافق بين الحكم – والمعارضة وعدم نجاح آليات التعاطي الحكومي مع مختلف الملفات الساخنة خصوصاً وأن تدهور الوضع الاقتصادي يزيد من تعقيد هذه الأوضاع ويفاقم من الأزمات حيث توقف الحوار السياسي بين الحزب الحاكم (المؤتمر الشعبي العام) وأحزاب اللقاء (المشترك) فيما تعددت جبهات المواجهة الأمنية والعسكرية مع "الإرهابيين" في مأرب و"الحوثيين" في صعدة و"الحراك" المسلح في جنوب البلاد ولكل جبهة أجندتها الخطيرة على مستقبل استقرار اليمن ووحدته الوطنية وتجربته الديمقراطية ناهيك عن انعكاساتها الأكثر خطورة على وضعه الاقتصادي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق