الثلاثاء، 25 أغسطس 2009

نصر طه : بسبب ضعف البناء المؤسسي للدولة

في ندوة لصحيفة الخليج بصنعاء حول الأزمة القائمة في البلاد
نصر طه : بسبب ضعف البناء المؤسسي للدولة وغالب منذ توقف المدافع وانتهاء حرب صيف 94 ضد الجنوب

صنعاء-نيوزيمن:
أرجع الكاتب والمحلل السياسي نصر طه مصطفى أسباب الأزمة القائمة حاليا في اليمن إلى ضعف البناء المؤسسي للدولة ، كجزء من الأزمة، الذي أخذ يعكس نفسه على أمور كثيرة.وقال طه في ندوة أقامتها مكتب صحيفة الخليج بصنعاء ، ونشرتها الصحيفة اليوم الأثنين أنه منذ قيام الوحدة في العام 1990 دخلت البلاد في نوع من الفراغ السياسي والفكري غير المسبوق، بمعنى أن الصراعات والخلافات السياسية استهلكت الجميع على حساب أمور أخرى أكثر أهمية .وأضاف أن الإصلاحات التي جرت هنا أو هناك لم تف بالغرض المطلوب لإعادة إصلاح الأوضاع في الجمهورية اليمنية وبخاصة بعد انتهاء حرب صيف ،1994 مع أنه كانت هناك فرصة كبيرة جدا لإصلاح الأوضاع، لذلك جرت عملية إصلاحات لكنها كانت مجتزأة ومبتسرة، ولم تكن بمنظور شامل وكاف لإصلاح الأمور بحيث لا تظل هناك ثغرات تؤثر في المسار العام للبلاد .وأعتقد طه أن الانشغال بالصراعات والخلافات السياسية أخذ جزءاً كبيراً من وقت الدولة والحكومات المتعاقبة بحيث أدى ذلك إلى الابتعاد عن الكثير من المهام الاستراتيجية وفي مقدمتها مهمة إعادة بناء شخصية الإنسان اليمني بشكل عام ، مشيرا إلى عملية التنمية في البلد والتي كانت على حساب بناء الإنسان نفسه، بمعنى أنه تم الاهتمام بالمشاريع من حيث بناء الجامعات والمدارس والمستشفيات والطرق، لكن الإنسان نفسه لم يكن هناك الاهتمام الكافي بإعادة صياغته، حيث نجد أن هناك اختلالات في العملية التعليمية واختلالات أخرى في مستوى معيشة الإنسان نفسه وأكد نصر أن ذلك كلها أخذت تعكس نفسها شيئا فشيئا على كافة مفاصل الحياة، الإصلاحات الاقتصادية التي تمت كانت ضرورية بكل تأكيد وحققت أهدافاً معقولة لكنها أيضا لم تكن ذات رؤية شاملة، فقد كانت تحدث إصلاحات مالية، وهي مهمة بالتأكيد، لكن لم يكن يصاحبها بنفس المستوى إصلاحات إدارية فاستشرت البطالة والاختلالات الإدارية واستشرى الفساد المالي والإداري فأثر بشكل أو آخر في الأوضاع، وأعتقد أن كثيراً من الأزمات التي حدثت كانت بسبب هذا الضعف .رئيس دائرة العلاقات الخارجية في الحزب الاشتراكي اليمني محمد غالب أحمد قال الأزمة بين الحزب الحاكم والمعارضة بدأت من حيث ذكر نصر طه، أي منذ توقف المدافع وانتهاء حرب صيف 94 ضد الجنوب، حيث بدأ ينظر إلى الجنوب على أنه جغرافيا من دون تاريخ، من دون بشر وثقافة، لذلك أطلق العنان لكل القتلة ليعبثوا بالجنوب، وبالتالي تعمقت الأزمة في اليمن بشكل عام وتعمقت الجروح في الجنوب بشكل خاص، وبدرجة أكبر من ذي قبل .وأشار إلى عقد الحزب الاشتراكي أول دورة للجنة المركزية للحزب في الأول من شهر سبتمبر 1994 حيث أدنا حرب الانفصال وقدمنا مبادرات منذ ذلك اليوم لحل الأزمة الناتجة عن الحرب، لكن لم يستمع إلينا أحد، ثم قدمنا مبادرات مع أحزاب اللقاء المشترك، ومع ذلك لم يتم التجاوب مع أية مبادرة .هذا لا يعني أننا بلا أخطاء أو نواقص، فقد كنا في الحزب الاشتراكي نحكم بمفردنا، ولم نكن ديمقراطيين ولاتزال بقايا الحكم الشمولي عالقة في سلوكنا، لكننا حاولنا ان نتأقلم مع المتغيرات الجديدة ونضغط على أنفسنا من أجل أن نعتمد الفعل والممارسات الديمقراطية .وأشار إلى اللقاء المشترك قدم مبادرات مكتوبة ومسجلة مسلَّمة لرئيس الدولة، وعندما جاء اتفاق فبراير تم تأجيل الانتخابات لعامين لسبب رئيسي وهو ان هناك أزمة طاحنة في البلد، وكانت أول فقرة في الاتفاق هي تهيئة الأجواء والمناخات السياسية قبل إجراء الحوار، لكن لم تتم تهيئة الأجواء، لذلك لا نقول لماذا تم تعليق الحوار ولكن يجب أن نتساءل: لماذا ازدادت الأزمة سخونة؟واعتبر ما يحصل في صعدة اليوم خطير جدا، مشيرا إلى السلطة اعتقلت في الجنوب 1400 معتقل، 99 % منهم من الشباب، مؤكدا بأن ما يحصل الآن غير طبيعي، نحن عندما كنا في الحكم لم نكن عادلين، كنا نتقاتل بين بعضنا البعض وكان هناك سفك دماء، لكننا لم نكن نتحدث عن ديمقراطية، الذي يحصل اليوم في جنوب البلاد هو ان الناس تخرج في مسيرة في ذكرى ال 7 من يوليو/تموز ويعتقل 6000 شخص، في تاريخنا كله لم يحدث هذا، وهذه أرقام مسجلة من البحث الجنائي، وهناك 22 قتيلاً سقطوا في أبين خلال ساعتين فقط .تفاصيل الندوة“الخليج”: نبدأ مع نصر طه مصطفى، الكاتب والمحلل السياسي الاستراتيجي، هل يمكن أن تشخص لنا طبيعة رؤية الحزب الحاكم لما يدور في الساحة من أوضاع ورؤيته لكيفية الخروج من هذه الأزمة؟نصر طه: سأتحدث بصفتي الشخصية ككاتب وصحافي عضو في الحزب الحاكم وليس ممثلا له؛ فالحزب الحاكم لديه ناطق رسمي، أنا أتصور أن جزءاً من أسباب الأزمة القائمة اليوم هو ضعف البناء المؤسسي للدولة الذي أخذ يعكس نفسه على أمور كثيرة؛ فمنذ قيام الوحدة في العام 1990 دخلت البلاد في نوع من الفراغ السياسي والفكري غير المسبوق، بمعنى أن الصراعات والخلافات السياسية استهلكت الجميع على حساب أمور أخرى أكثر أهمية .الإصلاحات التي جرت هنا أو هناك لم تف بالغرض المطلوب لإعادة إصلاح الأوضاع في الجمهورية اليمنية وبخاصة بعد انتهاء حرب صيف ،1994 مع أنه كانت هناك فرصة كبيرة جدا لإصلاح الأوضاع، لذلك جرت عملية إصلاحات لكنها كانت مجتزأة ومبتسرة، ولم تكن بمنظور شامل وكاف لإصلاح الأمور بحيث لا تظل هناك ثغرات تؤثر في المسار العام للبلاد .أعتقد أن الانشغال بالصراعات والخلافات السياسية أخذ جزءاً كبيراً من وقت الدولة والحكومات المتعاقبة بحيث أدى ذلك إلى الابتعاد عن الكثير من المهام الاستراتيجية وفي مقدمتها مهمة إعادة بناء شخصية الإنسان اليمني بشكل عام .لقد جرت عملية اندفاع نحو التنمية لكنها كانت على حساب بناء الإنسان نفسه، بمعنى أنه تم الاهتمام بالمشاريع من حيث بناء الجامعات والمدارس والمستشفيات والطرق، لكن الإنسان نفسه لم يكن هناك الاهتمام الكافي بإعادة صياغته، حيث نجد أن هناك اختلالات في العملية التعليمية واختلالات أخرى في مستوى معيشة الإنسان نفسه .هذه كلها أخذت تعكس نفسها شيئا فشيئا على كافة مفاصل الحياة، الإصلاحات الاقتصادية التي تمت كانت ضرورية بكل تأكيد وحققت أهدافاً معقولة لكنها أيضا لم تكن ذات رؤية شاملة، فقد كانت تحدث إصلاحات مالية، وهي مهمة بالتأكيد، لكن لم يكن يصاحبها بنفس المستوى إصلاحات إدارية فاستشرت البطالة والاختلالات الإدارية واستشرى الفساد المالي والإداري فأثر بشكل أو آخر في الأوضاع، وأعتقد أن كثيراً من الأزمات التي حدثت كانت بسبب هذا الضعف .تعليق الحوار* “الخليج”: لو سألنا محمد غالب عن رأيه في الأزمة القائمة بين الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة، وأين يجدها، بخاصة بعد توقيع اتفاق فبراير/شباط وما أعقب ذلك من تعليق للحوار من قبل المعارضة؟محمد غالب: الأزمة بين الحزب الحاكم والمعارضة بدأت من حيث ذكر الأخ نصر طه، أي منذ توقف المدافع وانتهاء حرب صيف 94 ضد الجنوب، حيث بدأ ينظر إلى الجنوب على أنه جغرافيا من دون تاريخ، من دون بشر وثقافة، لذلك أطلق العنان لكل القتلة ليعبثوا بالجنوب، وبالتالي تعمقت الأزمة في اليمن بشكل عام وتعمقت الجروح في الجنوب بشكل خاص، وبدرجة أكبر من ذي قبل .وقد عقدنا في الحزب الاشتراكي أول دورة للجنة المركزية للحزب في الأول من شهر سبتمبر/أيلول 1994 حيث أدنا حرب الانفصال وقدمنا مبادرات منذ ذلك اليوم لحل الأزمة الناتجة عن الحرب، لكن لم يستمع إلينا أحد، ثم قدمنا مبادرات مع أحزاب اللقاء المشترك، ومع ذلك لم يتم التجاوب مع أية مبادرة .هذا لا يعني أننا بلا أخطاء أو نواقص، فقد كنا في الحزب الاشتراكي نحكم بمفردنا، ولم نكن ديمقراطيين ولاتزال بقايا الحكم الشمولي عالقة في سلوكنا، لكننا حاولنا ان نتأقلم مع المتغيرات الجديدة ونضغط على أنفسنا من أجل أن نعتمد الفعل والممارسات الديمقراطية .اللقاء المشترك قدم مبادرات مكتوبة ومسجلة مسلَّمة لرئيس الدولة، وعندما جاء اتفاق فبراير تم تأجيل الانتخابات لعامين لسبب رئيسي وهو ان هناك أزمة طاحنة في البلد، وكانت أول فقرة في الاتفاق هي تهيئة الأجواء والمناخات السياسية قبل إجراء الحوار، لكن لم تتم تهيئة الأجواء، لذلك لا نقول لماذا تم تعليق الحوار ولكن يجب أن نتساءل: لماذا ازدادت الأزمة سخونة؟ما يحصل في صعدة اليوم خطير جدا، وفي الجنوب هناك 1400 معتقل، 99 % منهم من الشباب، مع أن الحكومة كانت تحتفل بالأمس بيوم الشباب العالمي، وكان أقل شيء ان تهيئ الأجواء كي نستطيع أن نتحاور .ما يحصل الآن غير طبيعي، نحن عندما كنا في الحكم لم نكن عادلين، كنا نتقاتل بين بعضنا البعض وكان هناك سفك دماء، لكننا لم نكن نتحدث عن ديمقراطية، الذي يحصل اليوم في جنوب البلاد هو ان الناس تخرج في مسيرة في ذكرى ال 7 من يوليو/تموز ويعتقل 6000 شخص، في تاريخنا كله لم يحدث هذا، وهذه أرقام مسجلة من البحث الجنائي، وهناك 22 قتيلاً سقطوا في أبين خلال ساعتين فقط .“الخليج”: الأخت نادية مرعي، لحزب الرابطة خط سياسي مختلف، فهو ليس متحالفاً مع السلطة ولا المعارضة، لماذا الرابطة في هذا الموقف؟نحن في حزب الرابطة ننظر إلى الأزمة القائمة كما يراها الآخرون، إذ أن الوطن واقع الآن بين شقي رحى، الشق الأول هو الاعتمالات الحاصلة بشكل عام في البلد والمطالبة بتغيير هذه المفاسد، والشق الثاني هو إصرار الحزب الحاكم على إبقاء الوضع كما هو عليه، وتصوير الأمور بأنها طيبة ولا توجد مشكلة، وهذا يطحن الوطن ويزيد الأمور صعوبة والطين بلة .وقد طرحنا مبادرة لحل هذه الأزمة بحسب رؤيتنا، وقلنا إنه لا يمكن حلها إلا من خلال تحقيق مفهوم المواطنة السوية التي تتمثل في العدالة في توزيع الثروة، الديمقراطية المحققة للتوازن، والتنمية الشاملة المستدامة، هذه هي المكونات الأساسية التي ينبغي أن تحدث لكي يحدث إصلاح حقيقي شامل، والفيدرالية هي الوسيلة لتحقيق هذا الهدف .* “الخليج”: ولكن لماذا تم طرح هذه المبادرة في هذا التوقيت بالذات؟نادية مرعي: حزبنا طرح هذه المبادرة منذ مدة طويلة، أي منذ عام ،1992 عندما طرحنا مشروع الحكم المحلي كامل الصلاحيات، وفيه تفاصيل كثيرة، فالحكم المحلي كامل الصلاحيات يعني الفيدرالية بأرقى صورها .* “الخليج”: كيف يقرأ محمد ناجي علاو تطورات الأزمة في البلد من واقع مشاهدته للأزمة القائمة حاليا؟محمد علاو: المشكلة بأن الحزب الحاكم لا يسلم بوجود أزمة وطنية عامة تتمثل مظاهرها فيما يجري في صعدة وفي الجنوب وفي فشل الدولة في الاستجابة لمتطلبات التنمية، بالإضافة إلى البطالة والانفلات الأمني .في اعتقادي مظاهر الأزمة هي نتيجة لخلل قائم ولفراغ فكري وفراغ مؤسسي، فقد كنا قبل 22 مايو/أيار 1990 نلعن وندين التحزب، والحزب الاشتراكي كان يرفع شعار أن “لا صوت يعلو على صوت الحزب” والقاضي عبدالرحمن الإرياني رحمه الله رفع شعارات عديدة من قبيل “من تحزب خان” و”تبدأ الحزبية بالتأثر وتنتهي بالعمالة”، وكانت حركة الإخوان (الإصلاح اليوم) تقصي غيرها، والإيديولوجيات كانت تلعن بعضها، فكل إيديولوجية كانت ترى أنها هي الإيديولوجية الصحيحة، سواء اليسارية أو اليمينية أو الإسلامية . ووجدنا كل هؤلاء الشموليين ينتقلون فجأة إلى التعددية وإذا بالقائد العسكري تعددي والقائد الإخواني تعددي، والقائد اليساري تعددي والقائد القومي تعددي، وانتقل الجميع إلى نظام سمي “تعددية سياسية” لكن من يقوده غير هؤلاء القادة الشموليون ذاتهم؟ .لذلك كان من الطبيعي أن يتصارعوا لأن الثقة أصلا معدومة، خاصة أن كل من وصل إلى السلطة وصل إليها بطريقة القتل إما بالتصفيات التي جرت في الجنوب أو الشمال؛ فكلاهما من مدرسة الموت، من مدرسة التآمر؛ لهذا كان من الصعب أن يثقا ببعضهما بعضاً كرموز ثم كقواعد .حصل حراك سياسي جيد لكنه كان تقليداً للتعددية في الغرب؛ فمارسنا التعددية بأسلوب الشمولية، وكان كل طرف يسعى إلى إقصاء الآخر، وكان من الطبيعي أن تكون الغلبة لحزب المؤتمر الشعبي العام أو لعلي عبدالله صالح الذي انتصر بالشراكة مع حزب الإصلاح .ومن طبيعة الحاكم عندما ينفرد بالسلطة أن يبدأ بالتخلص من الشركاء، وبدأ بزرع الحوثيين، والرئيس اعترف “بعظمة لسانه” بأنه هو الذي صنعهم كفريق مواز من اجل الصراع مع الإصلاح .البناء المؤسسي للدولة لا يمكن أن يتم إلا في إطار التعددية، ومن خلال الصندوق، وقد تمكن الحاكم من خلال الخلل القائم في التعددية السياسية من الفوز بالصندوق، فهو حزب يمتلك الثروة ويسيطر على الخزينة العامة وعلى الإعلام والجيش، وقد سخَّر كل ذلك لمصلحته كما لو كان في النظام الشمولي، وبالتالي أفقد الثقة في الصندوق، وفي نفس الوقت يطالب المنافس الآخر بأن ينزل إلى الميدان وهو مكتَّف ليسبح بعد أن جفف حتى منابع التبرعات المالية التي كان يحصل عليها هذا المنافس من التجار، لذلك لا يمكن لتاجر ان يعلن في صحيفة “الصحوة” أو “الثوري” أو غيرهما لأنه سيعاقب بطريقة أو بأخرى، حتى التجار الذين كانوا معنا في حزب الإصلاح على سبيل المثال اضطروا إلى أن يمضوا مع المؤتمر أو يسكتوا خوفا من الضرر .* “الخليج”: البعض يطالب الحزب الحاكم أولاً بالاعتراف بوجود أزمة، فهل الحزب الحاكم معترف بوجود أزمة للبحث فيما بعد عن حلول لها؟نصر طه: لا أريد أن نظل في أخذ ورد بيننا في هذه الحلقة النقاشية، كل ما أتمناه أن يدور الحوار بشكل موضوعي بعيداً عن المبالغة في وصف الأشياء وتقويل الآخرين ما لم يقولوه .بالمنطق والعقل يعترف الحزب الحاكم أن هناك أزمة لأنه، لو لم يكن معترفاً بوجود أزمة لم يكن ليوقع اتفاق فبراير/شباط الماضي مع أحزاب المعارضة الممثلة في مجلس النواب للتمديد للمجلس لعامين، الحزب الحاكم يتحدث في كثير من الأوقات عن وجود إشكاليات في البلد، والكثير من قياداته يتحدثون عن وجود مشكلات تحتاج إلى حلول، خاصة في الشأن الخاص بقضايا المحافظات الجنوبية وفي قضية صعدة وفي قضية الانتخابات وفي قضايا أخرى كثيرة .لا أريد الرد على بعض ما طرحه الزملاء، لكنني أتمنى أن يتم التعامل مع الأمور بشكل عقلاني ومنطقي من دون مبالغة، مثلا الأخ العزيز محمد ناجي علاو عندما يتحدث عن أن هناك إرهاباً للتجار كي لا يعلنوا في صحف المعارضة فإنني أعرف، كما يعرف هو، أن كل صحف المعارضة المستقلة تعتمد في جزء كبير من دخلها على الإعلانات الحكومية، ولو تصفحت أي صحيفة فستجد إعلانات التهاني والتعازي من وزراء وجهات مسؤولة في الدولة، إلى جانب إعلانات بيوت تجارية معروفة، وأكثر الإعلانات موجود في الصحف التابعة لحزب التجمع اليمني للإصلاح، ولم أسمع أن أحداً تعرض لتهديد .من دون شك النقد ضروري ومهم ليكشف للحزب الحاكم أخطاءه وعيوبه والأخطاء التي يمارسها في إدارته، لكنني أعتقد أن النقد عندما يتجاوز دوره يؤدي إلى نتائج عكسية ويجعل الطرف المعني كما لو أنه يضطر أحياناً إلى أن يغمض عينيه عن الاختلالات القائمة .* “الخليج”: هل تعتقد بإمكانية التوصل إلى تسوية ما؟نصر طه: نعم . * “الخليج”: بأي اتجاه؟نصر طه: أعتقد أنه توجد توجهات لنوع من التسويات بهدف إصلاح الأوضاع، وهناك وعي بدأ يتنامى لدى الكثير من الأطراف بأننا بحاجة إلى حوار هادئ وموضوعي يؤدي إلى الخروج بالوطن من المشكلة القائمة، فمثلاً ما يحدث في الجنوب لا يسر أحدا، وأحدث هزة كبيرة في كل الأوساط ليس فقط في أوساط الحزب الحاكم، لكن حتى في أوساط أحزاب اللقاء المشترك مثل حزب الإصلاح والحزب الاشتراكي، وهو في الأصل ثقافته وحدوية، وعندما يظهر أي صوت يتحدث عن الانفصال يصبح مشكلة داخل الحزب يؤدي إلى اهتزاز .والحوار الذي أجرته ال “الخليج” مع الدكتور ياسين سعيد نعمان كان واضحا في هذا المعنى، أيضا المشكلة القائمة موجودة داخل حزب الإصلاح نفسه، وإذا استمرت ستنتقل إلى داخل الحزب الحاكم نفسه، خاصة إذا ظل الجمود في التعاطي مع المواقف . * “الخليج”: هناك لاعبون كثر في الساحة الجنوبية، والحزب الاشتراكي أحد هؤلاء اللاعبين لكن دخلت أطراف أخرى صارت تؤثر في مشروع الحزب الاشتراكي المعلن انه مع خيار التمسك بالوحدة، مع ذلك يطرح القضية الجنوبية بشكل اكبر؟محمد غالب: الوضع في الجنوب حالياً يتم النظر إليه كثروة وأرض من دون أية خلفيات ثقافية أو نظامية، يتم التعامل معه هكذا، ويحكم عسكرياً إلى اليوم ولا يزال الجنوب يحكم بالعسكرة، الحزب الاشتراكي اليمني موجود في الحراك الجنوبي منذ العام ،2001 عند تنظيم أول مسيرة سلمية في الضالع قادها الشهيد جارالله عمر، والذي قال يومها للناس إنه عليهم أن يتعودوا على العمل السلمي ويجربوه، لأنه أفضل، وأول مسيرة سلمية بدأتها اللجان الشعبية كي يتعود الناس على العمل السلمي، والحمد لله أن الناس في الجنوب بدأوا يتأقلمون على العمل السلمي، من ردفان إلى لحج، إلى الضالع إلى كافة محافظات الجنوب .في الضالع مثلا تجد عشرين ألف شخص متقاعد، وهم خارج العمل، هؤلاء المتقاعدون كانوا قادة جيوش ووحدات عسكرية مهمة، لكنهم رموا البنادق جانبا، واصطفوا إلى جانب أهاليهم الذين يقتلون في المسيرات السلمية، ليقوموا بدفنهم وينظموا اعتصامات، فهذه مدرسة جديدة للأسف لم تحافظ عليها السلطة، بل تدفع الناس إلى العنف .أستطيع أن أقول لك وأنا مسؤول عن كلامي إن لدينا وثائق تدين ضباطاً كباراً في الجيش وفي الأمن خرجوا في مظاهرة قبل عام ونصف وهم يهتفون “بررْ بررْ يا استعمار” ويحرضون الناس على استخدام العنف ضد المواطنين من المحافظات الشماليةما يحصل الآن في المحافظات الجنوبية أن هناك من يدفع للتوتر بين المواطنين، والسلطة طرف في هذا، ولدينا ما يؤكد أن أطرافاً في السلطة حرضت بعض الناس في الجنوب ليقولوا إن السلطة عبارة عن استعمار واحتلال، وأن يقولوا إنهم سيحملون السلاح لتحرير الجنوب، أهم شيء أن يتم ضرب الحزب الاشتراكي .هذا اتفاق حاصل بين الطرفين، السلطة والمتطرفين، لذلك ستجد بعض الأصوات العالية في الحراك اليوم ليس عليها أي عقاب، أهم شيء أنها تستهدف الحزب الاشتراكي اليمني، تدفع للعنف طالما الحزب هو المستهدف .مع ذلك فنحن جزء من الحراك السلمي في المناطق الجنوبية من البلاد، ونواجه صعوبات لأنه يراد لنا أن نقتل في الجنوب مثلما يراد لحزب الإصلاح أن يذبح في صعدة، نحن نشعر بأننا رقم صعب لكن كلما تم إضعافنا أكثر ضعف الحس الوحدوي في الجنوب، ولاتزال السلطة وحتى الآن تشعر بأن إضعاف الحزب الاشتراكي هو المخرج، ونحن نرى العكس، إذ كلما اضعف الحزب جاءت قوى أخرى مدفوعة من أطراف أخرى داخل السلطة، وسيدمر الوطن بهذه الطريقة .* “الخليج”: لكن هناك قيادات من الحزب الاشتراكي تقود الحراك وترفع السلاح في وجه السلطة؛ فهل هذا يتفق مع توجهات الحزب الاشتراكي؟محمد غالب: من يرفعون السلاح في وجه السلطة يتسلمون رواتبهم من ألوية عسكرية موجودة في الجنوب، ولا يوجد منهم اشتراكي واحد، من يحملون السلاح والبازوكا يتسلمون رواتبهم من هذه الألوية، ولا داعي لأن أسميها، يأتون إلى هنا ويمنحون ترقيات، وآخرهم ذلك الذي قتل أبناء منطقة القبيطة قبل فترة، حيث جاء إلى صنعاء في فبراير/شباط المنصرم وتمت ترقيته ومنح وسام ورتبة عسكرية، وعاد إلى هناك، لذلك لا يوجد أي واحد في الحزب الاشتراكي يخرج عن نظام الحزب لأننا نتخذ ضده عقوبات .* “الخليج”: كيف يفهم الحزب الاشتراكي القضية الجنوبية وبأية صيغة؟محمد غالب: لا يوجد من يقتنع بأن هناك أصلا قضية جنوبية، فحرب 94 تعد امتداداً للحروب السابقة، مثلما كنا نحن في الجنوب لدينا قوى سياسية موجودة في الشمال أثناء الصراع المسلح كانوا هم السباقون في الحرب؛ فالأخوة في السلطة استخدموا قوى سياسية معارضة للحزب الاشتراكي اليمني، وكانت هي السبَّاقة في اجتياح الجنوب .منذ حرب 94 بدأت القضية الجنوبية تأخذ بعدها السياسي والوطني، لأن السلطة اعتبرت الجنوب ملحقاً، ووصل الأمر بالناس لأن يطرحوا في الشارع حديثاً يصل إلى المطالبة حتى بالانفصال، لكن السلطة هي في الحقيقة من تمارس الانفصال، فالأصوات النشاز محمية وهي مدفوعة من السلطة .نحن في الحزب الاشتراكي ننظر إلى ان القضية الجنوبية هي جزء من مشكلة الوطن وننظر إلى حلها في إطار الوطن، ونشعر أن الانفصال قد فشل من 1967- ،1990 بعد أن ظللنا نتحارب منفصلين كدولتين ونشعر بأن الوحدة الاندماجية السلمية قد ذبحت في حرب ،1994 ولدينا قناعة بأن الوحدة التي فرضت بالقوة قد فشلت، لهذا لابد من عقد اجتماعي جديد تكون القضية الجنوبية جزءاً منه، أي ترميم البيت من داخله بما فيه الأجزاء التي تهدمت سقوفها، ننظر للقضية الجنوبية من هذا المنظار وليس من منظار آخر

الحياة السياسية والمركز المقدس

حسين اللسواس- نيوزيمن:
عادةً ما تشكل الخلفيات التاريخية لأي ظاهرة أو واقع سياسي وبالأخص ما يتصل بالنشأة وظروف البداية ودواعي التكوين، مدخلاً لفهم وإستيعاب التعقيدات الطارئة على ذلك الواقع في المراحل الزمنية التالية لحقبة التأسيس والنشأة..في جزئية النشأة، يبدو جلياً، أن مزاعم ربطها بنتائج حرب 94م، ضرب من التسطيح على اعتبار ان حقائق التاريخ الموضوعية التي يمكن استقراؤها بتجميع نقاط الالتقاء في الروايات التاريخية المختلفة، تثبت أن فكرة المركز المقدس من حيث النشأة، بدأت من ناتج التفاهمات بين من تبقى من الجمهوريين والملكيين عقب انسحاب الجيش المصري المساند للثورة السبتمبرية..مضمون الناتج حوى طرفي النزاع بالإضافة لأطراف قبلية وسياسية واقتصادية مؤثرة، ناتج المتناقضات، أوجد صراعاً على الحكم بين أجنحة متنفذة أخذت تتحول الى مرجعيات سلطوية لحكام شبة صوريين، ساعدها في ذلك أمران الأول: نجاحها في استئصال قيادات عسكرية جمهورية (عبدالرقيب عبدالوهاب واحمد عبدربه انموذجاً) والثاني: تأييد ودعم لوجستي ومالي خارجي عبر الشقيقة الكبرى..كانت بداية المركز المقدس اشبة بـ(حلف عسقبلي) يدير شؤون الحكم والدولة وفق قاعدة المصالح المشتركة، وبما لا يتقاطع مع محددات عامة تم وضعها من قبل الجارة الداعمة المهيمنة..بصعود الحمدي، الذي كان أحد مكونات الحلف، الى سدة الرئاسة، وبدايات حكمة التي حوت عناوين تحلل مرتقب من معادلة الشراكة (العسقبلية)، أخذت أجراس الإنذار تُقرع مع كل خطوة للحمدي.. كانت مكونات الحلف تتداعى وتحتشد لمواجهة معركة وشيكة الحدوث..لم تكن السياسات الإقصائية التي إنتهجها الحمدي تجاه رموز الحلف كمقدمة شرطية لبناء دولة وطنية، هي المسبب الرئيسي، للمؤامرة الانقلابية الغادرة، إذ كان لمحادثات الوحدة مع القيادة اليسارية التقدمية للحزب في الجنوب، دور في طباخة المؤامرة، لينجح الحلف بتمويل الجارة، في إسقاط الحمدي صريعاً، ويستعيد مكانته كمرجعية سلطوية للنظام الشمالي الهش القائم على المساعدات الخارجية..شراكة مصيريةرغم ما راج عن أن حصاراً عسكرياً لصنعاء وتحركات ميدانية ذات طابع أمني، أوصلت صالح للسلطة، غير ان القواسم المشتركة للروايات المتعددة تميل لترجيح عامل لا يقل أهمية، ويتمثل في اتفاقات أبرمت بين مكونات الحلف والداعم الخارجي، أدت للموافقة على وصول صالح الى الحكم..لم يكن باستطاعة الوافد الجديد على السلطة، ان يغير كثيراً في ملامح واقع ماثل، بل أنه (ربما) ولسنوات عديدة ظل مجرد واجهة ديكورية لحلف (عسقبلي) يدير دفة النظام وفق محددات الداعم الأجنبي (السعودية)..الانتقال التدريجي إلى مربع الشراكة الفعلية، مع مكونات الحلف، مكن الوافد الجديد من البدء في ترتيبات تكفل تعزيز أسهمه بين الشركاء..فرضية التماسك الإجباري بين أجنحة الحلف، مبررها نابع من وجود كيان سيادي (دولة الجنوب) ينشد القضاء على سلطة الحلف ويتحين فرصة للانقضاض، وهو تماسك تسبب في تمركز سياسي للسلطة والثروة، تحكمه وتنظمه اتفاقات الشراكة بين الأجنحة والمكونات، باعتبارها لا تقتصر على شراكة حكم وسلطة بل على شراكة مصير ايضاً..مكونات المركز المقدسمصطلح سياسي كـ"مجلس الرئاسة او القيادة" ربما لا يشكل تعبيراً دقيقاً يمكن إسقاطه على سبيل الوصف، لتشبيه مكونات الحلف القديم آنذاك، غير انه من الناحية (المجازية) قريب لواقع ما كان ماثلاً..الشيخ الاحمر، الرئيس، مجاهد ، علي محسن، القاضي، الزنداني، ياسين القباطي، عبدالوهاب الانسي، اليدومي، المتوكل، الديلمي، محمد عبدالله صالح، عبدربه منصور، محمد وعلي صالح..وغيرهم، اسماء، وفق الإفتراض المجازي، يمكن اعتبارها بمثابة التركيبة القيادية للمركز المقدس في نسخة ما قبل الوحدة..إضافات ما بعد الوحدة شملت كبار التجار وقيادات قبلية محدودة، ما لبثت ان توسعت بدخول الأنباء والأنجال، وبالأخص أبناء الشيخ والرئيس وشقيقه، وهو دخول اسهم في إقحام المركز او الحلف في دوامة من التململ سرعان ما أنتجت واقعاً استقطابياً وصراعاً صامتاً ثم انقسامات وتقاطعات..المركز المصغر!برحيل كل من الشيخ الاحمر ومجاهد والمتوكل ومحمد عبدالله صالح، برز توجه رئاسي يرمي لإختزال (المركز المقدس)، في مركز اصغر حجماً، قوامه يضم نافذي الجيل الثاني من أنجال الرئيس وابناء شقيقه الأكبر..نجاحه في بناء جيش نوعي (الحرس الجمهوري) وتمكنه من توظيف حرب صعدة لإنهاك التشكيلات العسكرية التابعة لعلي محسن، تلك وغيرها، مسببات مباشرة، ساعدت في المضي قدماً بتنفيذ الاستراتيجية الاختزالية التي بلغت حداً دفع بقية أركان (المركز-الحلف) القديم لانتهاج أسلوب تكتيلي والسعي لإعادة إنتاج المركز الآخذ بالتحلل التدريجي في صيغة اصطفاف مناوئ للتوجهات الاختزالية..عند الحديث عن المسببات لايمكن إغفال الواقع الناشئ عن نتائج الحرب الخامسة في صعدة، على اعتبار ان نجاح المشروع الاختزالي كان يستلزم إعادة رسم خارطة القوى العسكرية (كونها تعد المرجع الأكثر تأثيراً في اتجاهات الحكم داخل الدول بسيطة التكوين)..بدا السعي حثيثاً للوصول الى أقصى استفادة ممكنة من نتائج المعركة لتحقيق غاية إعادة الرسم، لاسيما مع بروز اتجاه لتشكيل مليشيا شعبية تتبع الجارة الكبرى، تتولى مهمة رفع وزر الحرب عن كاهل الفرقة الأولى مدرع، بموجب السعي، تم إقصاء عدد من القيادات الوسطية للفرقة، عبر نزول لجنة من وزارة الدفاع تولت تصفية كل من لم يكن موجوداً ساعتها، من الجنود والضباط، تلا ذلك إقصاء مبرمج بقرارات عسكرية من مكتب القائد الأعلى، لرموز عسكرية مقربة من علي محسن في بعض الألوية والأماكن الحساسة كـ(الاستخبارات العسكرية)..السعي الحثيث، لم يكن ليقف عند حد التهدئة، لو لم يبلغ الوضع الميداني أعتاب المنطقة البرتقالية، هنا، لعل البعض لازالوا يتذكرون التحليق المرعب لسلاح الطيران فوق أجواء العاصمة لعدة أيام بالتزامن مع إجراءات استثنائية وتحركات ميدانية للألوية والوحدات العسكرية عززت من مصداقية الإفتراض الخيالي، بوجود محاولة انقلابية ومؤشرات مواجهة بين القوتين العسكريتين الرئيسيتين..خلال مرحلة ما قبل هذه الجولة الصاخبة بمدة كبيرة، وبعدها بأسابيع وجيزة، كان العميد احمد صالح، يتمتع بصلاحيات كبيرة، وبدا واضحاً ممارسته لسلطات سيادية وبالأخص في ملف التجارة والاستثمار، تسببت في رفع مؤشرات الغضب لدى أركان (المركز-الحلف) القديم، لكنها –اي الصلاحيات- مالبثت عقب الجولة الصاخبة ان تقهقرت بصورة تدريجية لافته، وهو تقهقر حمل في جنباته تأكيداً بوجود رغبة رئاسية لفرملة تطلعات احمد، وإبقائه في مربع الانتظار، لحين الإنتهاء من إزالة العثرات التي تحول دون تسلمه لمهام سيادية..عودة الرئيس للمركز المقدسبلا معاناة او تمحيص، يمكن التقاط حقيقة مؤداها ان التراكم الازماتي المفتعل كنتاج لصراعات المركز المقدس القديم، مع المركز المصغر الأسري، وبالأخص على صعيد القضية الجنوبية، أدى لتوجه رئاسي بتعليق (المركز المصغر) مؤقتاً والعودة الى الحلف التأريخي (المركز المقدس)..أولى نواتج العودة، الاتفاق على حسم قضية صعدة عسكرياً، في مقابل تهدئه الالتهاب الازماتي المفتعل في بعض مناطق الجنوب..تقاطع احمد علي مع المركزرغم الترجيحات التي تفترض حتمية العودة لمربع الصراع بين صالح ومركزه المصغر (الخاضع للتجميد المؤقت) من جهة وبين المركز القديم المقدس (الحلف التأريخي) من جهة أخرى، إلا ان احتمالات إبرام تفاهمات تاريخية لتحديد ملامح مرحلة ما بعد علي عبدالله صالح، امر غير مستبعد الحدوث..في التفاصيل، لا يبدو ان الحلف سيتراجع عن موقفه الرافض لخلافة احمد، كون تلك الموافقة، تقوض من استمرارية هيمنة المركز على شؤون الحكم والدولة والتجارة، فالمركز يرى ضرورة وجود اسم مقبول شعبياً كواجهة لضمان تكريس الهيمنة واستمرارها، غير ان الإصرار الرئاسي على هذه الجزئية، ربما يؤدي لإحداث حلحلة باتجاه مربع القبول ولكن بشروط، منها، مثلاً، عدم تمتع احمد بجميع صلاحيات والدة شبة المطلقة، مع إعادة ترتيب لأركان المركز بصورة تكفل استتباب الهيمنة التاريخية على أجزاء البلاد وإجراء عملية محاصصة للكعكة (إزالة أسباب الصراع)، وهو أمر مرفوض من قبل احمد الذي ما إنفك محبوه يؤكدون نزوعه نحو فكرة الدولة وإصراره على تنفيذها ومناهضته لاستمرار (المركز المقدس) في نهب ثروات الوطن والشعب..!بين المشترك والمركزبشيء من الاجتهاد التأملي، سنصل لحقيقة تعزز صدقيتها الاحداث والمواقف، مضمونها عدم قدرة (المركز المقدس) على توجيه المسار السياسي لأحزب اللقاء المشترك، الذي كان أمراً ممكن الحدوث في فترات مضت وإن بصعوبة..خروج المشترك، عن نطاق السيطرة، المركزية في قراراته ومساره له ما يبرره، فالغالبية المكونة للإئتلاف الحزبي المعارض، وهي (الاشتراكي، الناصري، البعث، الحق، اتحاد القوى) لاتملك تمثيلاً واضحاً في التركيبة القيادية للمركز المقدس، أي أنها جزء من القوى الخاضعة للإقصاء وهو إقصاء، مكنها من تمرير إطروحات لا تحظى بترحيب في التكوين السادس، الأكبر حجماً وتأثيراً، التجمع اليمني للإصلاح..ثمة ما يشبه التعقيد في هذا الجانب، فالإصلاح وإن كان على مستوى القواعد الحزبية يتفق مع بقية تكوينات المشترك، إلا ان هذا في أحايين كثيرة لا يسري على المستوى القيادي..السبب ان بعض القيادات الإصلاحية كالزانداني والآنسي والقباطي لازالت متمسكة بموقعها في المركز المقدس وتعد شريكاً (منخفض الأهمية) في التركيبة القيادية المعقدة للمركز..ببساطة، يمكن القول ان هذا يعد السبب الأبرز في عدم قدرة لجنة الحوار الوطني التابعة للمشترك على إخراج الرؤية الموعودة والمنتظرة، لكونها تتضمن موقفاً مناهضاً لما يقوم به المركز المقدس من هيمنة سياسية واقتصادية مثلما هو الحال مع مطالبتها بحوار وطني شامل يحقق غاية إعادة النظر في شكل وتركيبة النظام السياسي وبما يؤدي لشراكة سياسية و اقتصادية حقيقية بين مركز الدولة والأطراف..الخروج الدراماتيكي للإصلاح من المنظومة الحاكمة عقب 97م، لم يؤدي لإنهاء تمثيله داخل المركز المقدس، وهو تمثيل يتوافق في الرؤى والتوجهات مع الجناح المناهض للمشروع الإختزالي الفائت ذكره..تخليق الوعي الجمعيجناح الغالبية في المشترك يبذلون مساعي حوارية داخلية لإقناع الشريك الحزبي الأكبر بضرورة التركيز على جذر المشكلة وهو التمركز السياسي للسلطة والثروة الذي حال دون نمو بقية أجزاء البلاد وأخفق في إيجاد تنمية متوازنة بين مناطق الأطراف والمركز هذا عدا عن كونه سبباً رئيسياً في تصدير الأزمات وإنتاج المعضلات التي تواجه البلاد..غير ان الشريك الأكبر لازال، على ما يبدو، يبدي تحفظات حول نقاط كثيرة، رغم اتفاق قواعده مع معظمها..!على افتراض جدلي، حتى لو استطاع جناح الغالبية تمرير الرؤية بما تحويه من تشخيص ورفض لهيمنة المركز، تبدو فكرة التنفيذ صعبة المنال، لاسيما إذا ما علمنا ان أساس الفكرة قائم على إقناع الحاكم بتنفيذ النص الأول من اتفاق فبراير الذي ينص على ضرورة أجراء حوار وطني موسع لا يقتصر على (المشترك والمؤتمر)، وهو ما يعول عليه جناح الأغلبية كون الرؤية في الحوار، ستعبر عن المشترك، ولا يمكن التحلل منها او التنازل عنها..مشكلة مناهضي المركز المقدس في المشترك اكتفاؤهم بالحوارات الداخلية، تحت مبرر الوصول الى صيغة توافقية قبل الإتجاة صوب الرأي العام، المبرر لايبدو ذا قدرة إقناعية على اعتبار ان فكرة الطرح تستلزم تأييداً جماهيرياً لن يتأتى إلا عبر خلق وعي جمعي بخطورة استمرار هذا المركز في احتكار كل شيء!قواسم الشراكة والديمقراطية التوافقيةلنتأمل قليلاً في أطروحات الدكتور ياسين سعيد نعمان حول إعادة النظر في تركيبة النظام السياسي وخلق شراكة وطنية حقيقة بين الأطراف والمركز، هل ثمة التقاء مع فكرة الديمقراطية التوافقية التي كان الدكتور محمد عبدالملك المتوكل قد طرحها لنقاش عام عبر مقال يحمل إمضاءه..؟!الإجابة تشير إلى وجود اتفاق والتقاء مع فارق هام يتمثل في عمق أطروحات نعمان وبالأخص في جانب حديثه عن الدولة البسيطة والمركبة..تنظيرياً وعملياً، يبدو أنها اكثر الخيارات اقترابا وتشخصياً وحلاً لأزمات البلاد، فاليمن لم يبلغ بعد مستوى يؤهله للقبول بتطبيق ديمقراطية الأغلبية والاحتكام لنتائجها..لماذا إذن لا نترك الانتخابات التي يستخدمها المركز المقدس لإعادة إنتاج ذاته، جانباً، ونتحاور لإيجاد صيغة توافقية تحقق مبدأ الشراكة والعدالة مادام هذا سيؤدي لإنفراج الطريق المسدود..!دعوة للإنصاتوأنت تقرأ ياسين سعيد نعمان، يخالجك شعور أن الرجل يصرخ محذراً من هاوية وشيكة، غير انه صراخ يتلاشى للأسف في فضاءات اللا إنصات..!بالإمكان تشخيص الواقع على النحو الآتي: مركز سلطوي مقدس بات يخشى تآكل أدواته ووقوعه في منزلق انتفاء الشرعية، لذا نجده يسعى لإجراء انتخابات تكفل إعادة إنتاج نفسه دون شعور بحجم التعقيدات الناتجة عن صراعاته وسياسات الهيمنة التي يمارسها، في المقابل هنالك من يصرخ محذراً من الاستمرار في منح هذا المركز امتياز إعادة إنتاج نفسه ومطالباً بشراكة حقيقية تحول دون مآلات التشرذم والتجزئة، في هوامش المشهد قوى تبحث عن آلة الزمن للعودة إلى عهد ما قبل الثورة..أي تلك التكوينات شخص الداء ووصف الدواء؟! في تصوري أجد أن الحديث عن الاستحقاقات السياسية الانتخابية في ظل ثالوث التمركز السياسي، صراعات المركز، الأزمات المجتمعية، ضرب من العبث بمستقبل البلاد..ليقف الرئيس مطولاً عند عبارته المشهورة مادام الحوار هو النهاية للصراع فلماذا لا نتحاور قبل الصراع..!!مشكلة الحاكم حتى اللحظة عدم اعترافه بأن أزمات المركز ونتاجاتها الكارثية، الفوضى انموذجاً، جعلت من عودة الحياة السياسية للمربع السابق، أمر صعب المنال، تماماً مثلما جعلت الحديث عن الانتخابات في ظل ما تشهده البلاد صنف من العبث وإهدار الوقت..لم يعد بالإمكان استئناف العجلة لمجرد الرغبة في إعادة إنتاج الذات، مع الأسف تلك هي الحقيقة المرة، الإنصات، إذن، لياسين سعيد نعمان، هو اكثر الحلول اتصافاً بالواقعية لإبقاء الوطن موحد الهوية والجغرافيا وإلا فخيارات التجزئة، الحروب، الثورات، الانقلابات، الفوضى، ستكون هي المحصلة شئنا أم أبينا..! al_leswas@hotmail.com

اليمن الموحد عصيّ على وكالة التخريب

أحمد الجارالله*
يحاول الرئيس اليمني علي عبدالله صالح منذ اربع سنوات العمل على وضع حد للحرب المتقطعة التي يخوضها الحوثيون من اجل تنفيذ مخطط خارجي لإثارة القلاقل في هذا البلد الذي دفع ثمنا غاليا لوحدته ورغم قساوة التجربة الاخيرة التي تكشفت عن مخطط جهنمي لتدمير اليمن, الا ان الرئيس صالح افسح المجال امام التمرد الحوثي لطي صفحة العنف المأجور عبر النقاط الست التي أعلنتها الحكومة اليمنية. ان المخطط الذي يعمل التمرد الحوثي على تنفيذه لا يهدد اليمن وحده, بل كل دول المنطقة لانه محاولة مكشوفة لجعل اليمن السعيد يمنا طالبانيا ولكن بعمامة فارسية, مرتبطة بأوهام امبراطورية عفى عليها الزمن لكنها لاتزال تعتمل في نفوس طواويس التوسع الفارسي وحدهم, تماما كما هي الحال في "فرع وكالتهم اللبناني" الذي يقامر بدم اللبنانيين ومصيرهم, وفي العراق الذي أغرق في بحر من الدماء ليكون الحديقة الخلفية للمؤامرات الايرانية, ومنذ سنوات تعمل "وكالة التخريب الاقليمي" على ادخال اليمن في دهاليز الفوضى والعنف , ما يعني ادخال المنطقة ككل في دورة من الفوضى عبر استكمال حلقاتها باليمن بعد العراق ولبنان وافغانستان. طوال السنوات الماضية اولى الرئيس اليمني مسألة التنمية القدر البالغ من الاهتمام لادراكه, ان الخروج من دوامة الازمات يكمن في انشاء قاعدة اقتصادية كبيرة قادرة على استكمال بناء اليمن المعاصر الذي يستحق فعلا لقب السعيد. وفي الوقت الذي لا يزال فيه الرئيس صالح يراهن ببعد نظره وحكمته في معالجة قضايا بلاده على الحوار منذ اربع سنوات, تستمر الفئة الضالة في غيها من دون ان تقيم وزنا للمصلحة الوطنية. وبين التمرد الحوثي والمناوشات التي تفتعلها فلول "القاعدة" بين الحين والآخر تتردد اصوات انفصالية وكأن الشعارات التاريخية عن الوحدة اليمنية كانت فقط للاستهلاك السياسي لا اكثر ولا اقل, وكل هؤلاء يغيب عنهم ان اليمن لا يزال يحتاج الى سنوات طويلة من التنمية حتى يتغلب على مشكلات الفقر التي يكافح الرئيس صالح في سبيل القضاء عليها ويعمل على اقامة علاقات عربية ودولية; تفسح في المجال امام تدفق اكبر قدر ممكن من الاستثمارات لتنشيط الاقتصاد اليمني. و بين امس اليمن وحاضره ثمة فارق كبير في المجالات كافة, فاليمن الموحد يتمتع اليوم بحرية رأي وتعبير لم يسبق ان شهدها في العقود الماضية, وهي التي منحت الحوثيين وغيرهم من القوى, التي وقعت في فخ المخططات الاقليمية الشريرة, هذا القدر من الحرية التي استغلوها في اضعاف الحصانة الوطنية والتمرد وإراقة الدماء البريئة لتحقيق الاهداف التوسعية التي تطمح اليها بعض القوى الاقليمية التي تبني مخططاتها على ارث امبراطوري مندثر, ورغم انها بدلت ثوبها الا انها لا تزال تعمل على انشاء تلك الامبراطورية التي اسقطها التاريخ من حسابات الامم. اليمن اليوم أمام مفترق طرق خطير اما الانزلاق الى الفوضى وحمامات الدم على الشاكلة العراقية, مع فارق الخصوصية القبلية اليمنية التي تزيد الصراع حدة, أو الاتجاه الى الاستقرار والتنمية وتخطي كل صعاب المرحلة باتحاد وطني, ولذلك حين افسح الرئيس صالح في المجال مجددا امام المتمردين في العودة الى كنف الدولة وانهاء حمام الدم الذي يهدرونه, انما كان ولا يزال يرى ان الوحدة الوطنية اكبر بكثير من كل الاوهام التي تنفخ في نارها بعض القوى الاقليمية, والتي تمد المتمردين بالأسلحة والاموال لتحقيق اهدافها هي من دون ان تعير أي اهتمام للدماء اليمنية الزكية التي تهدر يوميا. اليمن السعيد يختزن اليوم كل حزن العالم نتيجة سوء تقدير بعض القوى التخريبية التي هي من مخلفات الماضي, وكأنها خارجة من مجاهل افغانستان تبحث لها عن ملاذ, أو هي صادرة من الغرف السوداء في مصنع تصدير الازمات الى المنطقة الذي لم ينفك منذ ثلاثين عاما يبتكر الازمات وحمامات الدم في المنطقة, وكأن رائحة الدم تستفز في ذاك المصنع كل الشهوات المكبوتة. ان الرئيس علي عبدالله صالح يقود السفينة اليمنية في بحر متلاطم الامواج ورغم صعوبة المرحلة الا انه لا يزال يتحدى الصعاب في سبيل يمن لابد انه سعيد الغد رغم كل الشراك التي تنصبها المؤامرة.*
رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية

الاثنين، 24 أغسطس 2009

اليمن.. من زّيديّة الإمام زيد بن علي إلى صفوية الحوثيّ وسلفيّة مقبل الوادعي

محمد الزكري
اليمن.. هذا الوطن العربي الإسلامي ومصدر رافدي لتاريخ الأمة وهويتها يخرج إلينا بخبر عن قلاقل في مقاطعة ''صعده'' الجبلية (تقع على حدود اليمن الشمالية) يقود حراكه ''الحوثيون''.. في هذه المقالة سأميل لقراءة التاريخ لكتابة استعراض مختصر عن الزيديّة حتى اللحظة التي غرست فيها بذور الحوثيّة والسلفيّة الأولى.
تمكن ''علي بن الفضل القرمطي'' في العام 270هـ من تأسيس دولة قرمطية ومتخذا ''المذيخرة'' (من أعمال صنعاء) مقرا لحكمه.. مارست الدولة القرمطيّة وعلى مدى 14 عاماً من زمن وجودها في اليمن مشروعا يتبنى القطيعة مع الفرق الإسلامية.
تيقنت قيادات الفكر والزعامات القبلية اليمنيّة أن من بين أهل اليمن من يرى بالإماميّة والتـّشيع كما أن منهم من يرى بالخلافة والتّسنن، وعليه توصّل اليمانيون إلى أن خلاصهم من فتنة المذاهب يأتي عن طريق تفكير ديني/ثقافي غير متحيّز وذي طول بال وقادر على أن يحتوي في ثناياه التنوع الإسلامي بكل أطيافه المذهبية.
وجدوا في المذهب الزيدي مشروع إسلامي (أطلقة الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) لا يقع تماما في الدائرة الشيعية ولا يقع تماما في الدائرة السنية بل يقع تماما بين البين، فهو مذهب تصالحي يصل مابين الدائرتين وعبره ومن خلاله يتم تحاورهما.
على اثر اقتناعهم بقدرة الزيديّة على توحيد الأمة ذهب وفد من عقلاء اليمن في العام 284 هـ / 897 م إلى المدينة المنورة لمبايعة الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ت 298هـ) ليكون إماماً زيديا لليمن، ووقع العقد الاجتماعي مابين الزعامة والشعب، وتمكن المشروع الزّيدي من أن يخلق ثقافة التصالح، وانتشرت تحت مظلته الفرق السنيّة والإماميّة الإسماعيلية بكل أطيافها.
بعد عدة قرون وابتداءً من حقبة الإمام المتوكل يحيى شرف الدين (1507-1558م) سمح الزيديون لأتباع الإماميّة الإثنى عشرية الإيرانية/الصفويّة (تأسست 1502م) وهي في مرحلتها الجنينية من التحرك تحت المظلة الزيديّة، على عكس تشيع الدولة البوهيّة (941-1055م) والفاطميّة الإسماعليّة (909-1171م) اللتين لم تنتهجا نهج شتم الصحابة.
طور إسماعيل الصفوي (1487م - 1524م)، مؤسس الدولة الصفويّة، سرديات كبرى تشتم رموز السنـّة أبوبكر وعمر رضي الله عنهما وعائشة أم المؤمنين وزوجة النبي صلى الله عليه وسلم، رضي الله عنها، مع الحديث عن جزء من القرآن مفقود فيه آيات تفضح خيانات الصحابة، سرديات لعبت دوراً مهماً في توحيد الجغرافيا الإيرانيّة، سياسيا ضمنت السرديات الصفويّة الانقطاع التام عن كل شيء سنـّي.
ونجح إسماعيل الصفوي بجعل إيران الصفويّة غير متجانسة ثقافيا مع باقي مكونات الإمبراطورية العثمانية ليست لكونها إمامية فهناك إماميون علويون كثيرون في ثنايا الدولة العثمانية ولكنها غير قابلة للهضم العثماني بصفويّتها الشـّتاميّة.
بعد 250 عاما على تأسيس الدولة الصفويّة قدم السيد يوسف العجمي محملا بثقافة الإمامية الصفويّة إلى اليمن وذلك في العام 1747 الموافق لعهد الإمام المنصور بالله الزيدي، لم ينتبه السيد يوسف العجمي (وغيره إلى يومنا هذا كثير) إلى محاولة الدولة الصفويّة لإسقاط الأمامية الصفويّة وإعادة تأسيس لأمامية إثنى عشرية علويّة غير شتاميّة، فقد عمل نادر خان الأفشاري (الذي عُرف بعد ذلك بنادر شاه)، على وضع نهاية للانقسام السني ـ الشيعي ابتداء من العام 1743م، حيث عقد مؤتمرا قرب مقام الإمام علي في النجف، للتحاور ودُعيَ عدد من العلماء السنة والشيعة إليه.
كما أرسل للوالي العثماني في بغداد يطلب إرسال أحد كبار علماء الولاية كي يشهد الاجتماع التاريخي، كما سعى في العام 1744 إلى أن يبني بمكة مركزاً للشيعة يبث مفاهيم إمامية علوية تسعى إلى نقد الوضع السني والى نشر مبادئ الإماميّة دون تنفيرهم.
كما قلنا لم يميز السيد يوسف العجمي مابين حاجة الصفويّة السياسية للشتم وما بين إنهاء هذه الحاجة على يد نادر شاه، وعندما أصبح له تلاميذ من الزيديين درّسهم نهج البلاغة وشرحه لابن أبي الحديد بالجامع الكبير في صنعاء، ومع الوقت علمهم الجهر بالسرديات الصفويّة وقال معهم بتحريف القرآن وسب الصحابة.
السيد يوسف العجمي أخرج تلامذته الزيديين عن موقف مؤسس الزيديّة الإمام زيد بن علي (رضي الله عنه) القائل ''بجواز إمامة المفضول مع وجود الأفضل''.
والزيديين يرون بفضل علي رضي الله عنه على سائر الصحابة ومع ذلك يتقبلون خلافة أبوبكر وعمر مع ترضيهم على جميع الصحابة ولا يخوضون في تكفير أو تفسيق.
مع ولادة الهجين الصفوي/الزيدي برز مناوئٌ زيدي خرج هو الآخر على طريقة التفكير الزيديّة وهو الإمام محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني (1688-1768م).
الإمام الصنعاني وجد في تهجين مبادئ السلفية الوهابية وهي في مرحلتها الجنينيّة مع الزيديّة ليست ضرورية لمواجهة الهجين الصفوي الزيدي فقط بل هي ضرورية لإعادة تطهير المعتقد الإسلامي من الممارسات الشعبية.
أثارت التهجينات الطارئة حفيظة علماء الزيديّة الذين هالهم إقبال الناس على الصفويّة وعلى السلفيّة وتركهم للزيديّة واهتزت البلاد اليمنيّة مما دعا حاكم اليمن ساعتها الإمام العباس بن الحسين إلى نفي السيد يوسف العجمي إلى خارج اليمن والى سجن الإمام الأمير الهاشمي الصنعاني لعدة شهور.
ترك كل من السيد يوسف والإمام الصنعاني وراءهما ثلة من العلماء والأئمة من تلامذتهما الذين ساروا على منهجيهما وطريقتيهما، وهناك من أبناء اليمن ممن توارث علوم السيد يوسف العجمي حتى انبثقت من صفويته الحوثية الراهنة ومن علوم الإمام الصنعاني تطورات السلفية الراهنة وحمل معانيها الشيخ مقبل الوداعي رحمه الله، إرثان مازالا يُعيدان إنتاج نفسيهما إلى يومنا هذا.
* مدير مركز التنوع الثقافي (البحرين)

الأحد، 23 أغسطس 2009

صبية بولندية تحمل في بركة سباحة بشرم الشيخ


يواجه احد الفنادق السياحية في شرم الشيخ واحدة من اغرب قضايا التعويض التي عرفتها المحاكم ..القضية رفعتها سائحة بولندية تدعى ماجدلينا كوايتكوفسكا وتتهم فيها بركة السباحة في الفندق بالتسبب في حمل طفلتها التي لا يتجاوز عمرها 13 عاما ..القضية الطريفة تتم متابعتها من قبل وزارة السياحة ومكتب الرحلات الذي سافرت البولندية عن طريقه
وجاء في حيثيات القضية بأن الطفلة حملت نتيجة تسرب الحيوانات المنوية الموجودة في البركة المختلطة ..وقالت المرأة بأن ابنتها لم تقم اي علاقة مع اي رجل خلال تواجدها في مصر لانها كانت برفقتها دائما وهو الامر الذي اكدته الفتاة ايضا
القضية لا زالت امام القضاء والبولندية لا زالت تنتظر التعويض .

كارت أحمر للرئيس



عرض/ محمود جمعة

يشهر الدكتور عبد الحليم قنديل في هذا الكتاب "الكارت الأحمر" بوجه الرئيس المصري حسني مبارك معللا ذلك بأنه أمر طبيعي لنظام أقصى إنجازاته التاريخية، هو أنه جعل المصريين يكرهون مصر ويهربون منها وأنه جعلهم "نفايات بشر" ينتظرون الموت المستعجل في بلادهم أو على أرصفة الغربة.
ويمضي قنديل في كتابه مؤكدا أن عهد مبارك يمثل مرحلة انحطاط تاريخي تعد الأسوأ في تاريخ مصر، تلك المرحلة التي ازداد فيها فقر وبؤس المصريين وتحول الشعب المصري إلى شعب مريض بكل أمراض الدنيا.
-الكتاب: كارت أحمر للرئيس-المؤلف: عبد الحليم قنديل-عدد الصفحات: 260الناشر: دار الثقافة الجديدة, القاهرةالطبعة: الأولى/أغسطس 2009
هذا الكتاب الصادر منذ أيام يتضمن 52 مقالا كتبها قنديل في عدد من الصحف المصرية والعربية، منها ثلاثة مقالات منعتها جهات أمنية في اللحظات الأخيرة قبل طبع جريدة صوت الأمة، بل وتسببت تلك المقالات في إقالة كاتبها من رئاسة تحرير الجريدة إثر ضغوط أمنية شديدة!
ويوضح الكتاب أن نظام مبارك تجاوز منذ زمن مرحلة الخطأ السياسي إلى "الخطيئة الفادحة" وجرى في عهده تجريف الأصول الإنتاجية وشفط ونهب الثروة الوطنية بصورة غير مسبوقة، وجرت عملية إفقار منظمة لكل فئات الشعب المصري المكلوم.. بينما يقف النظام قلبا وقالبا مع المفسدين والفاسدين والمحتكرين بل والقاتلين على حد وصف الكاتب.
ويورد الكتاب مجموعة من الحقائق والأرقام التي تؤكد أن "الموت المستعجل هو القدر المفضل للمصريين في ظل حكم مبارك". فمثلا هناك ثلاثة وسبعون ألفا من المصريين لقوا مصرعهم في حوادث الطرق في سنة واحدة ! وهو رقم يمثل ضعف عدد الشهداء في حروب مصر كلها.
كما أن نصف مليون مصري مصابون بالتسمم من تلوث المياه، وربع مليون مصري يضافون سنويا إلى طابور السرطان القاتل، إضافة إلى أن مصر هي الأولى عالميا في عدد المصابين بالفشل الكلوي وبالتهاب الكبد الوبائي، فضلا عن الموتى في طوابير الخبز وفي العبارات الغارقة أو القطارات المحترقة أو الموت غرقا في مغامرات الهروب عبر البحر المتوسط.
ويحفل الكتاب بمئات القصص والمواقف والأمثلة التي تؤكد استشراء الفساد في ربوع المحروسة، بعد أن وصل مبارك إلى الحكم بمنطق الصدفة ولا شرعية بمعاني التاريخ، وأنه كان أقصى أمانيه -أي مبارك- أن يكون سفيرا أو رئيسا لشركة فإذا به يفاجئ بتعينه نائبا لرئيس الجمهورية عام 1975 ليجلس على مقعد الحكم إثر النهاية الدرامية للسادات بالاغتيال على منصة العرض العسكري في 6 أكتوبر/ تشرين الأول 1981م، ليحول مبارك مصر كلها إلى شركة خاصة ثم تحولت إلى عائلة! أي انتهى الحال بمصر الكبيرة لعائلة صغيرة!! .. على حد وصف الكاتب.
مخطط التوريثويخصص الكتاب أجزاء كبيرة من مساحته للحديث عن مخطط التوريث الذي يجرى في أروقة السلطة، حيث يشير إلى أن الأمر قد تجاوز بكثير مرحلة التمهيد للوريث "مبارك الابن" إلى مرحلة النزاع العائلي على الحكم، وممارسة جمال مبارك لمهام فعلية فهو يدير عمليا ملف الاقتصاد ويؤلف الحكومات ويختار رؤساء الوزارات، كما أن كل قرار جديد في مصر الآن أصبح موسوما بنفوذ الابن بدءا من قرارات الخصخصة وبيع الأصول وانتهاء بقرارات تعيين رؤساء تحرير الصحف الحكومية واستقبال فريق المنتخب المصري بعد عودته مهزوما في بطولة العالم للقارات!!
ويخلص الكتاب إلى أن الرئاسة في مصر جرى تقسيمها فعليا فصارت أحيانا مزدوجة وأحيانا مثلثة، مع الأخذ في الاعتبار أن نفوذ الأم "سوزان مبارك" يضاف إلى نفوذ الابن، بينما يبدو مبارك الأب كرئيس شاخ، وتثاقلت حركته، ويقضي أغلب وقته تائها سابحا في خيالات المياه الزرقاء على شاطئ شرم الشيخ.
"مخطط التوريث تجاوز بكثير مرحلة التمهيد للوريث مبارك الابن إلى مرحلة النزاع العائلي على الحكم، وممارسة جمال مبارك لمهام فعلية فهو يدير عمليا ملف الاقتصاد ويؤلف الحكومات ويختار رؤساء الوزارات"ويرى الكاتب أن المشهد المصري يشير إلى أن النزاع عائلي على مائدة غداء وفي أطراف الصورة توجد أطراف أخرى ، فمبارك الابن يستند إلى نفوذ جماعة البيزنس وتبدو الأم راعية لأحلام الابن ومستعجلة لتوريثه في حياة عين الأب.
بينما مبارك الأب يستند إلى نفوذ المؤسسة الأمنية ممثلة بالجيش والشرطة وأجهزة المخابرات، ويشير الكاتب إلى أن الجيش لا يبدو مستريحا تماما لصعود نفوذ جمال مبارك وتضخيم نفوذ جماعته.
ويلفت الكتاب إلى وجود ظاهرة التضاغط المتبادل حينما يتضخم نفوذ الابن في ظل الغياب الفعلي للرئيس الذي لا يرضى بدور مدير الدكان، بينما لم يقتنع الابن بدور الشريك في رئاسة فعلية بل يطمح للرئاسة الرسمية للبلاد بعد أن جرى اتخاذ كافة خطوات التمهيد النهائي لها فعليا ودستوريا، حيث لم يعد أمام المصريين من فرص سوى تكرار الرئيس نفسه أو إحلال الابن، وفي المسافة الفاصلة والواصلة يجري تداول صيغ خداع أو توفيق من نوع إعطاء الفرصة لجنرال يقوم بدور المحلل للتوريث ويجعله رئيسا انتقاليا مع جعل جمال مبارك رئيسا للوزراء بصلاحيات مضافة إلى أن تأتي لحظة الوثوب للسلطة.
على المستوى السياسي يغتصب مبارك ونظامه السلطة دون أي شرعية شعبية أو قواعد اجتماعية انتهت بالنظام في وضع الرأس المعلق، وبلا حتى شرعية دستورية، ويتضح ذلك من حكم المحكمة الدستورية -التاريخي- في عام 2000م بعدم شرعية كل انتخاب أو استفتاء جرى أو يجري بغير الإشراف القضائي الكامل، ولم يحدث أن جرى استفتاء في زمن مبارك كله بالإشراف القضائي الكامل -قاض لكل صندوق انتخابي- واستفتاءات مبارك 1981 و1987 و1993م وحتى (انتخابات) 2005 جرت جميعا بلا إشراف قضائي كامل!!
إسرائيل أولا ولأن النظام المصري ومبارك كما يرى الكتاب ينتهجان سياسة "إسرائيل أولا"، وتحولوا إلى "الذين جلبوا العار لمصر" فما كان منهم إلا أن وقفوا في خانة العدو الصهيوني ضد أبناء غزة ونفذوا التعليمات الإسرائيلية والأميركية "بحذافيرها" بشأن إغلاق معبر رفح في وجه أبناء غزة البواسل.
ولأن البلاد دخلت في عصر انحطاط تاريخي عام بل أشبه بالخروج الكلي من التاريخ فبعد أن كانت مصر -حتى عام 1973م - رأسا برأس مع كوريا الجنوبية في معدلات التنمية والتقدم والاختراق التكنولوجي، انتهت في عهد مبارك إلى الثقب الأسود وصارت في مكانة بوركينا فاسو وفي معدلات أدائها على مؤشر الفساد الدولي!!
"بعد أن كانت مصر حتى عام 1973م رأسا برأس مع كوريا الجنوبية في معدلات التنمية والتقدم والاختراق التكنولوجي، انتهت في عهد مبارك إلى الثقب الأسود وصارت في مكانة بوركينا فاسو وفي معدلات أدائها على مؤشر الفساد الدولي!! "ويشير الكتاب إلى أن صرخة كفاية الأولى "لا للتمديد .. لا للتوريث" قد لاقت صداها في الاحتجاجات التي انتشرت في البلاد لتتحول إلى رياضة يومية في أماكن مختلفة تتوجت بتلاقي موجة الغضب السياسي بموجة الغضب الاحتجاجي وبمساعدة شبابية واعدة من شباب الفيس بوك لتتحول إلى انتفاضة شعبية في 6 أبريل 2008م وتعلن بقوة عن "احتضار النظام" وتحلله.
مقالات الكتاب تحدث فيها قنديل عن كل شيء في مصر: كفاية، المؤسسة الأمنية، الفتنة الطائفية، بيع مصر بالقطعة، الثورة العنيدة التي لا تأتي، المصريون بمعناهم المؤلم، التوريث ... حديث الصباح والمساء، باراك أوباما ... نابليون الأسمر الذي غزا الأزهر وذكر أجزاء من القرآن والإنجيل والتوراة في نفس واحد، بؤس الأب والابن الذي يلاحق مصر، كل شيء تحدث عنه قنديل في حيثيات رفع الكارت الأحمر لمبارك التي ضمنها كتابه الجديد، دون أن يستثني أحدا من اللوم والإدانة لمسؤوليته فيما آلت إيه أوضاع مصر..
في الكتاب ينتظر قنديل القدر ورأي العسكر بينما مصر تنزلق أمام عينيه نحو آزفة ليس لها من دون الله كاشفة، ولا يملك المصريون إزاء المجهول الذي يتجسد في الأفق إلا أمرين: إما الانتظار وهذا مقزز في نظر المصريين أو الانتظار، وهذا برد وسلام على الضمائر المثلجة في ثلاجة السيد الرئيس.. والسيد ابن السيد الرئيس.. والسادة رجال السيد ابن السيد الرئيس.
العصيان هو الحلويضع الكاتب روشتة لإخراج البلاد من كبوتها من خلال رسم خارطة طريق تبدأ بالعصيان المدني والاعتصام بالمقاومة السلمية، ويرى الكاتب أن دخول الانتخابات -تشريعية أو رئاسية - هو نوع من العبث خاصة بعد تعديلات الانقلاب على الدستور في 2007 وإلغاء الإشراف القضائي على الانتخابات الأمر الذي حولها لمجرد تعيينات إدارية واتضح ذلك جليا في مهزلة مجلس الشورى والمحليات من بعدها.
ويؤكد الكتاب على ضرورة الالتفاف حول ائتلاف المصريين من أجل التغيير الذي في وثيقة بيانه التأسيسي الموقع عليها أكثر من 250 شخصية عامة: "أنه لا حل لأزمة مصر بغير التغيير السلمي للنظام القائم والتحول إلى حكم الشعب عبر فترة انتقالية لمدة سنتين تدير البلاد خلالها رئاسة محايدة وحكومة ائتلاف وطني تستعيد هيبة مصر ومكانتها ودورها القيادي عربيا وتسترد استقلالها وإرادتها الوطنية، وتقيم الديمقراطية وحكم القانون والتوزيع العادل للثروة، بإنهاء حالة وقانون الطوارئ وإيقاف العمل بتعديلات الانقلاب على الدستور وتصفية تركة الاعتقال السياسي والمحاكمات العسكرية والاستثنائية وإطلاق حريات الصحافة وتكوين الأحزاب والجمعيات والنقابات وهيئات التدريس واتحادات الطلاب والفلاحين".
"يعد قنديل من أصلب المعارضين لنظام مبارك وأحد أهم مؤسسي حركة كفاية التي يشغل الآن منصب منسقها العام وصاحب الدعوة لائتلاف المصريين من أجل التغيير وأحد أهم مؤسسيه وصاحب صياغة بيانه التأسيسي "
ومؤلف الكتاب هو الدكتور عبد الحليم قنديل ولد بقرية الطويلة محافظة الدقهلية وتخرج في كلية الطب جامعة المنصورة، وعمل بمستشفيات وزارة الصحة بالدقهلية والقاهرة ثم ترك الطب عام 1985م وعمل بالصحافة .. أنشأ مجلة "الغد العربي" وترأس تحرير صحف "العربي" ، " الكرامة" ، "صوت الأمة".. خاض معارك قوية ضد نظام مبارك تعرض بسببها لملاحقات أمنية وصلت لحد الاختطاف والترويع والإقالة من الجرائد التي يترأس تحريرها ومنع مقالات له من المطبعة نتيجة لضغوط أمنية.
وعلى المستوى السياسي، يعد من أصلب المعارضين لنظام مبارك، وأحد أهم مؤسسي حركة كفاية التي يشغل الآن منصب منسقها العام، وصاحب الدعوة لائتلاف المصريين من أجل التغيير وأحد أهم مؤسسيه وصاحب صياغة بيانه التأسيسي الذي وقع عليه الكثير من الشخصيات العامة والمناضلين السياسيين والكثير من الفئات العمالية والشبابية والقيادات النقابية.

محاكمة مثيرة لقيم المصريين


هاتان مفاجأتان مثيرتان. الأولى وفرت لنا شهادة خلت من المجاملة لمؤشرات السير والسلوك في المجتمع المصري. والثانية أنها -للغرابة- صدرت عن مركز تابع لمجلس الوزراء في مصر.
(1)
قليلة في مصر والعالم العربي دراسات القيم السائدة في المجتمع، ليس فقط لأننا نؤثر تضخيم الذات وليس نقدها. ولكن أيضا لأننا -خصوصا حين نتحدث عن التغيير- نتجه بأبصارنا إلى السلطة بأكثر مما نرصد واقع المجتمع. ولست أجادل في أهمية ومركزية دور السلطة خصوصا في مصر. لكنى أتحفظ على التهوين من شأن متابعة متغيرات المجتمع، بحيث لم نعد نعرف الناس مع ماذا أو ضد ماذا.
ويبدو الأمر مفارقا حين يكون هذا مبلغ علمنا، في حين نعرف الكثير عن اتجاهات الرأي العام في بلد مثل الولايات المتحدة وفرنسا وإنجلترا، بما يحيطنا علما بموقف مجتمعات تلك الدول إزاء مختلف القضايا العامة ومدى شعبية حكامها، كل أسبوع أو شهر. في حين كل ما نعرفه عن بلادنا أن "كله تمام". وأن شعبية حكامنا في عنان السماء طوال الوقت.
"قليلة في مصر والعالم العربي دراسات القيم السائدة في المجتمع، ليس فقط لأننا نؤثر تضخيم الذات وليس نقدها, ولكن أيضا لأننا نتجه بأبصارنا إلى السلطة بأكثر مما نرصد واقع المجتمع"في حدود علمي فإن دراسة تطور السلوكيات والقيم السائدة في مصر عمرها خمسون عاما تقريبا، وأن أول من أجرى بحثا في هذا الموضوع كان الدكتور محمد إبراهيم كاظم رحمه الله، الذي كان أستاذا بكلية التربية آنذاك. إذ أجرى بحثه وقتذاك على قيم شباب الجامعات. وبعد عشر سنوات تابع دراسته على عينة أخرى من شباب الجامعات لرصد اتجاهات التغيير في سلوكياتهم وتطلعاتهم.
وكنت قد عرضت لنتائج هذه الدراسة في حينها، لكنى لا أعرف أن أحدا اعتنى بها. وأرجح أنها انضمت إلى غيرها من الأبحاث التي تجرى ثم تحفظ في خزائن الكتب بعد ذلك. وهو ذات المصير الذي لقيته دراسات أخرى لاحقة حول الموضوع.
لأن الأمر لم يكن مأخوذا على محمل الجد من جانب الحكومة، فقد استغربت أن يتبنى مركز المعلومات ودعم القرار بمجلس الوزراء البحث الذي أعده مركز الدراسات المستقبلية حول الموضوع. واستغربت أكثر مدى الجرأة التي اتسم بها البحث، الذي حاول أن يجيب عن عدة أسئلة مثل: ماذا حدث للإنسان المصري؟ وما مواطن الخلل في سلوكه ومنظومة قيمه؟ وما السبيل إلى علاجها؟. وفهمت من مقدمته المنشورة أنه أجري في إطار الرؤية المستقبلية لمصر عام 2030، باعتبار أن نجاح تلك الرؤية يقتضى التعرف على طبيعة القيم السائدة بإيجابياتها وسلبياتها. دعك الآن مما إذا كان ذلك سيحدث أم لا. ولا تسأل عن مصير الدراسة بعد رحيل الحكومة الحالية، لأن الأهم هو أن الشهادة التي حاكت سلوك المصريين أصبحت بين أيدينا. وأن فيها ما يستحق القراءة والرصد.
(2)
في الخمسينيات سادت قيم العدالة الاجتماعية والمساواة. هذه هي الخلاصة التي انتهى إليها البحث في رصده لتطور قيم المجتمع المصري منذ منتصف القرن الماضي، مشيرا إلى أن التوسع في التعليم ساعد على إزالة الحواجز الفاصلة بين الطبقات الاجتماعية، خصوصا في ظل مجانية التعليم الجامعي التي تمت على يد الدكتور طه حسين، والتي فتحت الباب واسعا لتحسين أوضاع الطبقات الدنيا. وهذا التحسن قطع شوطا أبعد في ظل المرحلة الناصرية. التي بدأت بقيام ثورة يوليو سنة 1952. ذلك أن الخطوات الإصلاحية التي اتخذت على المستويات الاقتصادية والاجتماعية، التي بدا فيها تحيز السلطة للطبقات المتوسطة والفقيرة، أدت إلى خلخلة مواقع الطبقات الاجتماعية بصورة نسبية، مما دفع بقيم العدالة الاجتماعية والمساواة إلى صدارة منظومة القيم السائدة.
تغير الحال في السبعينيات والثمانينيات. وكان ذلك في صالح الإسراع بمعدل الحراك الاجتماعي. إذا اختلفت سياسة الدولة من التقييد إلى الانفتاح. ومن التدخل في شؤون الاقتصاد إلى الانفراج والحرية. مما ساعد على بروز قيم الفردية والأنانية. (هكذا ذكر البحث). مضيفا أنه في تلك الفترة برزت قنوات أخرى ساعدت على حدة الصعود والهبوط للطبقات الاجتماعية. فظهرت الشركات الانفتاحية والبنوك الخاصة ومكاتب التصدير والاستيراد، والمكاتب الاستشارية الأجنبية. وأصبح العمل في خدمة كل ما هو أجنبي طموحا وتميزا، ليس فقط على المستوى الرسمي (من قبل الدولة) بل أيضا على مستوى الثقافة الشعبية. وهو ما أدى إلى ظهور مؤشرات للتميز الاجتماعي استصحبت اتجاها إلى استخدام لغة الأجنبي وعاداته. في الوقت ذاته زادت طموحات الأفراد، واتجهت الأنظار نحو البحث عن جميع الوسائل الشرعية وغير الشرعية للعمل في القطاع الخاص والأجنبي، الذي يدر دخلا أعلى ومكانة أرفع. مما ساعد على ظهور قيم التملق والنفاق وإحلال الولاء محل الكفاءة في العمل.
"المعدل غير المسبوق في الحراك الاجتماعي في مصر أحدث تقلبات عنيفة في المركز النسبي للطبقات، كما أحدث خللا في القيم السائدة تجلى في انتشار الرموز الطبقية, والاندفاع في الاستهلاك, وانتشار الاستثمار غير المنتج, وضعف التمسك بالأخلاق"تلك المرحلة شهدت هجرات واسعة من جانب العمال والحرفيين المصريين إلى دول النفط، مما أدى إلى تراجع قيم الاستقرار وهيبة الغربة. وأسهمت الهجرات في زيادة دخول فئات كثيرة، سعت إلى تغيير مراكزها في السلم الاجتماعي، مما أدى إلى زيادة حدة الطموح الاستهلاكي. وحرص هؤلاء على إثبات التميز الاجتماعي. وساعد ذلك على ظهور المباهاة الاجتماعية والنَّهم في اقتناء الغالي والثمين. كما ساعد على بروز التعالي والأنانية حين زادت السيولة النقدية بمعدل أكبر من الزيادة في السلع والخدمات. وهو ما عمَّق ذلك من التضخم الانفتاحي الذي أدى إلى ظهور شرائح جديدة مثل: ملاك العقارات الجدد وأصحاب الملكيات الزراعية وأرباب الصناعة وتجار الجملة وأصحاب مكاتب التصدير والاستيراد.
وهؤلاء تقاطعوا مع شرائح أخرى كانت تنتمي إلى الطبقات الدنيا، مثل الحرفيين وعمال البناء والعمال الزراعيين، الذين أفادوا من ندرة العمل الناجمة عن الهجرة. هذا المناخ أسهم في ظهور الفساد بأشكاله المختلفة، وعلت قيمة الشطارة وانتهاز الفرص. وتنمية العلاقات الشخصية بأصحاب النفوذ. وهانت فضائل احترام الكلمة والتمسك بالكرامة الشخصية، وظهور أنواع جديدة من الجرائم كانهيار العمارات حديثة البناء وشيوع الرشوة وقتل الوالدين.. إلخ.
هذا المعدل غير المسبوق في الحراك الاجتماعي أحدث تقلبات عنيفة في المركز النسبي للطبقات، كما أحدث خللا في القيم السائدة تجلى فيما يلي: انتشار الرموز التي تدل على الصعود الطبقي "المظهرية"، الاندفاع في الاستهلاك، انتشار الاستثمار غير المنتج الأسرع في العائد والأقل في المخاطرة، التهرب من الضرائب لعدم الثقة في أداء السلطة، ضعف التمسك بالأخلاق، وتقدم قيم الشطارة والفهلوة واهتبال الفرص، تفكك روابط الأسرة بسبب الحرص على الكسب السريع وتنامي التطلعات الطبقية، ذيوع التغريب والتعلق بما هو أجنبي في المظهر والسلوك تغير المناخ الثقافي وتدهور لغة الخطاب التي دخلت عليها العامية المبتذلة، والمفردات الإنجليزية.
(3)
بهذه الهيئة المثيرة للقلق والرثاء، دخل المواطن المصري في حقبة التسعينيات، التي رصد فيها البحث متغيرات في القيم والسلوك أختزلها فيما يلي:
* انتفاء قيمة الخير والحب. إذ أصبح الخير والسعي إليه والعمل على تحقيقه سواء للذات أو للآخرين من الأمور النادرة. وكأنه أصبح معقودا على الذات فقط. فكل شخص يتمنى الخير لنفسه ولذويه فقط. فإذا كان بمقدوره أن يساعد الآخرين فيه ويوفره لهم، ضن به وبخل عن تقديمه حتى لا ينعم الآخرون به.
* تراجع قيمة الإحساس بالأمان والطمأنينة. ففي عهد عبد الناصر كان ميل المصري للطمأنينة قويا، لاعتماده على شخصه وعلى الدولة التي وفرت له كل شيء. وفي عهد السادات بدأ القلق والاكتئاب يتسربان إليه. واستمر ذلك خلال الثمانينيات والتسعينيات وحتى اليوم. إلى أن لوحظ أن المصري أصبح مسكونا بالانفعالات المختفية تحت بعض الصمت والسكينة، الأمر الذي يعبر عنه بالمجاملة حينا وبالنفاق حينا آخر. وانتهى الأمر به أن هرب إلى الغيبيات. حيث الطمأنينة المزيفة، وامتزجت عنده روح الفكاهة بالاكتئاب. حتى أصبحت الفكاهة تعبيرا عن المرارة والسخرية وليس عن المرح.
* انتفاء قيمة العدالة. فعلا شأن لاعبي الكرة والفنانين، في حين تراجعت حظوظ المفكرين والعلماء، وغابت العدالة الوظيفية بسبب المحسوبية، والعدالة السياسية جراء تزوير الانتخابات، والعدالة الاقتصادية بسبب الرشوة والفساد، والعدالة الاجتماعية بسبب تصعيد المنافقين والمؤيدين وكتاب السلطة. ومن ثم باتت قيم النفاق والوصولية والنفعية والتواكل والصعود على أكتاف الآخرين هي الصفات الغالبة. وغدا التفاني في العمل أو العلم والابتكار وتعليم الأجيال من الأمور غير المرحب بها.
"غابت عن المصريين العدالة الوظيفية بسبب المحسوبية، والعدالة السياسية جراء تزوير الانتخابات، والعدالة الاقتصادية بسبب الرشوة والفساد، والعدالة الاجتماعية بسبب تصعيد المنافقين والمؤيدين وكتاب السلطة"* تراجع القدوة. إذ أصبح الناس يفتقدون النموذج الذي يقتدون به، خصوصا في ظل انتشار أخبار فساد أصحاب المناصب العليا والزعماء السياسيين والروحيين، ولأن المصري مرتبط منذ عصور الفراعنة بفكرة الشخصية «الكاريزمية» الموحية والمؤثرة، فإن شيوع تلك النماذج كان له تأثيره السلبي المباشر على قيم الأجيال الجديدة.
* تراجعت قيم العلم وازداد احتقار اللغة، كما تراجع التفكير العلمي، ومعهما تراجعت قيمة العمل، الذي أصبح مقصورا إما على أصحاب الواسطة أو خريجي الجامعات الأجنبية. وإزاء انتشار الفساد تراجعت قيمة الأمانة وشاع التسيب واللامبالاة.
* تراجعت قيمة الأسرة التي أصبحت تواجه خطر التفكك، في ظل غياب التراحم، وزيادة مؤشرات الفردية والأنانية والاستغراق في المظهرية والتطلعات الشخصية.
* تراجع قيمة الانتماء للوطن، إذ أصبح المواطن المصري جزيرة منعزلة مستقلة عن الوطن، يشعر بوحدة غريبة، وانكفاء على الذات. وذلك نتيجة لإقصائه عن أي مشاركة، إضافة إلى أنه لم يعد يشعر بأن الدولة تحتضنه وترعاه. ولذلك لم يعد غريبا أن تتزايد معدلات الهجرة إلى الخارج، وأن يغامر الشباب بالتسلل عبر الحدود والتعرض لمخاطر ركوب البحر واحتمالات الغرق، لكي يصلوا إلى الشواطئ الأوروبية التي يحلمون بأن يحققوا بعض أحلامهم على ضفافها.
(4)
في الدراسة كلام آخر عن التحولات التي طرأت على الشخصية المصرية خلال العقود الأخيرة، بسبب التحولات الجذرية التي طرأت على بنية المجتمع. فأصبحت أكثر سلبية وعدوانية، وصارت أقل ثقة بالنفس وأكثر اعتمادا على الآخرين. ولجأت إلى تضخيم الذات والمبالغة في التعبير عن المشاعر. كما تميزت بالتمركز حول الذات وعدم المثابرة، مع الاستسلام للحماس المؤقت والانفعال وردود الأفعال.
أيا كان رأيك في هذا الكلام، فلا بد أن تقدر شجاعة الباحثين الذين أعدوا الدراسة ولم يترددوا في نقد الذات وتسليط الأضواء على عيوب المجتمع بغير مجاملة أو تسويف.
الملاحظة الأخرى المهمة أن مؤشرات الدراسة تعطي انطباعا قويا بأن منظومة القيمة في المجتمع المصري تتدهور حينا بعد حين، الأمر الذي يجعل شعار الحزب الوطني في مؤتمره الأخير "مصر بتتقدم بينا" بمثابة شائعة كاذبة فضحتها الدراسة.
أما ملاحظتي الأخيرة فهي أن بعض المثقفين كانوا يتندرون قائلين إن تغيير الشعوب في العالم العربي أصعب من تغيير الأنظمة والحكومات. والتقرير أثبت أن هذه المقولة لم تعد مزحة، وإنما صارت حقيقة ماثلة أكدتها شهادات توزعت على 160 صفحة بالتمام والكمال.
لقد تغيرنا كما رأيت خلال العقود الثلاثة الأخيرة، ولكن نظامنا حماه الله لا يزال ثابت القدم. لم يتغير فيه شيء. لا في شخوصه ولا في عقليته أو أساليبه. وإزاء إصرار الحزب الحاكم على أننا "نتقدم" فلا أعرف كيف يمكن أن نقنع قيادته بأننا لم نعد نحتمل مزيدا من هذا التقدم، حتى صرنا نحلم بيوم نذوق فيه طعم التخلف

وجاء يوم القصاص

نيوز- نجلاء ناجي البعداني -
بعد أن استكبر الحوثيون وطغوا وتجبروا وغرّهم حِلْم الرئيس علي عبدالله صالح وصبره وعطفه على أبناء شعبه ووطنه وتسامحه معهم وإن كانوا ضالين منحرفين. فرأوا في حكمته وتأنيه وتحمّله لبلاويهم ومايرتكبونه من جرائم في حق الوطن والشعب ضعفاً وتخاذلاً وتهاوناً ورهبة من مواجهتهم والفتك بهم، فازدادوا في طغيانهم وغيهّم وانغمسوا حتى الأذقان في جرائمهم ولم يعودوا يراعون في ارتكابها ديناً ولاذمة.. فقتلوا واغتصبوا ونهبوا وسلبوا واستباحوا كل محرّم.. وكانوا كلما دُعوا إلى الرشد والصواب والعودة إلى الحق نفروا خلف شياطيهم وهم مستكبرون، ظانين أن جبالهم وكهوفهم ومايوعدون به من أسيادهم سيعصمهم من القصاص ويحول بينهم وبين مصيرهم المحتوم. واليوم جاء يوم القصاص وحانت ساعة تطهير صعدة من رجس التمرد ودنس دعاته الحوثيين وآن الأوان لتغسل جبالها ومدنها وقراها وكل بقعة فيها من خطايا هؤلاء المأزومين الحاقدين على الدين والوطن. وحين رأوا بأعينهم أن مصيرهم إلى زوال وأن دعوتهم المشوّهة وأفكارهم الشيطانية المضللة ستدفن معهم وستمحى أسماؤهم من ذاكرة الشعب اليمني مثل غيرهم ممن سبقوهم من الحاقدين والخونة المتآمرين والعملاء المأجورين، لأن مثل هؤلاء لا مكان لهم في ذاكرة شعب اعتاد أن يدوس بقدميه كل خائن ومتآمر وعميل وحاقد.. غير مأسوف عليهم.. اليوم فقط وبعد أن قربت ساعة القصاص ودنا أجلهم.. تعالى نعيقهم طالبين التهدئة ووقف القتال ورغبتهم في الحوار والتفاوض، معلنين للعالم أجمع غير خجلين تمسكهم والتزامهم بشروط لجنة الوساطة التي عملوا جاهدين على إجهاضها وإفشالها في حينه. وبعد أن أيقنوا أن صبر علي عبدالله صالح وتسامحه وتأنيه لم يكن نتاج ضعف أو تخاذل أو رهبة وخوف منهم، كما أنه لم يكن بدافع التفريط والتساهل في حماية السيادة الوطنية والدفاع عن أمن الوطن واستقراره بقدر ماهو نتاج أمل ورجاء في صلاحهم وعودتهم عن ضلالهم إلى جادة الصواب حفاظاً على دمائهم ودماء الأبرياء من أبناء هذا الوطن. أما اليوم وقد حصص الحق فلا أمل للحوثي واتباعه في النجاة من تبعات جرائمهم ولا يلومون إلا أنفسهم، فهم من اختاروا هذا الطريق بجهلهم وضلالهم وطول أمانيهم

مأساة صفية الربيعي.. أم يمنية لثلاثة إرهابيين في القاعدة

نبأ نيوز - صنعاء/ آن بياتريس كلاسمن -
• حكاية صفية الربيعي ... أم يمنية تعتقد أنها ربت أولادها تربية صالحة فمارسوا القتل بأسم الأسلام. تذرف صفية الربيعي الدموع حين تفكر في أولادها المفقودين وتتسرب دموعها إلى قماش النقاب الأسود الذي يغطي وجهها. وتبدو عينا المرأة اليمنية دامعتين من خلال الشق الضيق الذي يسمح به النقاب إلا أنها رغم الألم تحاول أن تظهرتحملها للألم النفسي الذي يعتصر قلبها على أبنائها.
وصفية الربيعي هي أم انضم ثلاثة من أبنائها الذكور إلى شبكة القاعدة الإرهابية لكي يمارسوا القتل باسم الإسلام وأثبتت التحقيقات تورطهم وثمة دلائل تشير إلى صحة الاتهامات بحقهم بالنسبة لاثنين منهم على الأقل. أما الابن الرابع لصفية فرغم أنه يعيش كرجل حر في صنعاء إلا أنه لا يريد أن تكون له صلة بوالديه.
أما والد الأبناء "يحيي" فهو لم يكن يوما أبا متسلطا وإنما رب أسرة حاول بقدر الامكان تربية أبنائه على الفضيلة والتسامح وتعرض في حياته لنكبات انتهت به الآن إلى إصابته بمرض عقلي والمعاناة من مرض السكري، كما أنه مر بحادثة سير مروعة منذ وقت قريب أدت إلى بتر ساقه اليسرى فوق الركبة... وها هو الآن طريح الفراش تصب له زوجته بعض الماء في فمه.
يجلس يحيى كالغائب عن الوعي فوق حشية رقيقة في منزله الصغير المتواضع الذي يسكنه هو وزوجته على أطراف صنعاء العاصمة. وتؤكد صفية الربيعي على مخارج كلماتها وهي تقول "لقد ربيت أبنائي تربية صالحة".
حين كانت الأسرة تعيش في المملكة العربية السعودية في ثمانينيات القرن الماضي- حيث حظي الأب بوظيفة هناك- لم يكن يتوفر مال كاف تنفقه الأسرة على رحلة لقضاء إجازة. لذلك كان الأبناء يمضون عطلة الصيف في المدارس الإسلامية بالسعودية.
تعلم فواز القرآن عن ظهر قلب، كما تعلمت شقيقاته الأربعة شيئا من القرآن. وتقول الأم: "إن بناتي جميعا حصلن على تعليم جامعي" وتلمع عينا الأم في سعادة وكأنها وجدت أخيرا في حياة فتياتها شيئا تفخر به.
في عام 1990 طردت الأسرة ضمن ما يقرب من نصف مليون يمني من المملكة العربية السعودية. كان هذا عقابا جماعيا لليمنيين على تأييد قيادتهم في صنعاء لصدام حسين إبان الغزو العراقي للكويت. وتتذكر الأم ذلك الحدث معلقة "كان أصغر أبنائنا سلمان في الحادية عشرة من العمر حين عدنا إلى اليمن".
سكنت الأسرة في البداية أحد الأحياء في وسط صنعاء، وبدا الأمر في البداية كما لو أن الأسرة التي تنحدر أصلا من ميناء الحديدة على البحر الأحمر ستجد لها موطئ قدم في العاصمة اليمنية، بل إن الابن فواز حصل على وظيفة في مركز السلطة نهاية التسعينيات.
ولم يكن فواز يتقاضى راتبا كبيرا لقاء عمله في إدارة شئون العاملين بمكتب رئيس الدولة على عبد الله صالح الذي تربع على سدة الحكم في البلاد منذ عام 1978. وتقول أمه اليوم: "كنا نعيش كما يعيش عامة الناس تماما".
ترك فواز في النهاية العمل في قصر الرئاسة ورحل مع أخيه سلمان في أعقاب ذلك إلى أفغانستان حيث قيل إنه تعرف هناك على المصري محمد عطا منفذ هجمات أيلول/سبتمبر 2001. الأمر الأكيد أن الكثير من الحوار وتبادل الآراء ومناقشة الفتاوى قد أدى في النهاية إلى أن يسير فواز على طريق الحرب الذي رسمه المتطرفون الإسلاميون وهنا تحتفظ الأم بأسرار ما من سبيل إلى كشفها عن ابنها أو ربما لا تعلم الأم ذاتها عنه شيئا.
عاد فواز إلى اليمن عام 2001 مسلحا بالأيديولوجية والتدريب العسكري ليصير قائدا لخلية إرهابية. أما سلمان فقد ألقي القبض عليه في أفغانستان واعتبره الجيش الأمريكي "محاربا معاديا" وتم نقله إلى معتقل جوانتانامو في كوبا.
تقول الأم: "لقد شاهدت في التلفاز كيف قاموا باعتقاله." وتتبلل عيناها من جديد بالدموع ولا يكاد صوتها المختنق يسمع من خلال النقاب الملتف حول وجهها. "لقد باعه الأفغان للأمريكان".
ومن المعتقد أن سلمان الربيعي تردد على معسكرين للتدريب من معسكرات أسامة بن لادن الجهادية. أما هو فينفي ذلك. إلا أن المحققين الأمريكيين على يقين من أنه "سيمثل خطرا على الولايات المتحدة" في حال أطلق سراحه. وقد اتصل هاتفيا بالأسرة في كانون أول/ ديسمبر الماضي متمنيا لها عيد أضحى مبارك.
عاد فواز إلى اليمن، وتقول عنه الأم اليوم: "لقد كان مسيطرا" وهو الذي حرض سلمان على أن يصبح "مجاهدا في سبيل الله". وقررت خليته الإرهابية أن تقوم في تشرين ثان/ نوفمبر 2002 - أي بعد تسعة أشهر من ظهور اسمه على قائمة المطلوبين أمريكيا- بإطلاق النار على مروحية تابعة لشركة "هانت أويل" الأمريكية في صنعاء مما أدى إلى جرح شخصين. ثم وجهت دعوى قضائية لاحقا ضد فواز بتهمة الهجوم على ناقلة البترول الفرنسية "ليمبورج".
تجدر الإشارة إلى أن هذه الهجمات على مرافق صناعة البترول التي يسيطر عليها "الحكام الكفرة" صارت في ذلك الوقت جزءا من استراتيجية بن لادن الذي هاجرت أسرته هو الآخر ذات يوم من اليمن إلى المملكة العربية السعودية.
وفي عام 2003 ألقي القبض على فواز في محافظة مأرب اليمنية، وتزوج فواز من ابنة أخت أحد رفقاء الدرب، بينما كانت المحكمة لا تزال تنظر قضيته.
وصدر الحكم في عام 2005 على فواز الربيعي بالإعدام. تقول الأم: "لم يتم الزواج أبدا"، كما لم يستمر الزواج الذي أتمه فواز بين إحدى بناتها وواحد من أصدقائه.
ونجح فواز مع 22 من المساجين في الهروب من السجن في شباط/ فبراير 2006 حيث زحفوا جميعا بما فيهم 12 ممن يشتبه في انتمائهم للقاعدة عبر نفق كان يوصل إلى أحد المساجد القريبة.
وبعد قليل ظهر فواز في إحدى مستشفيات صنعاء الخاصة. وجلس الرجل الذي اعتبر وقتها "واحدا من أخطر الإرهابيين في الدولة" أمام فراش والده المريض لبعض الوقت ثم اختفى بعد ذلك في دهاليز العالم الخفي للإرهاب.
في ساعة مبكرة من صباح الأول من تشرين أول/ أكتوبر 2006 تطلق إحدى الوحدات الخاصة النار على فواز وصديقه محمد الديلمي في أحد الكهوف شمالي صنعاء فتقتلهما. وزعمت الشرطة بعد ذلك أنها قتلت رجلي القاعدة أثناء معركة ضد الإرهاب. إلا أن اليمنيين الذين شاهدوا بأعينهم مخبأ الإرهابيين بعد قليل من إتمام العملية يعتقدون أن الإرهابيين قتلا أثناء نومهما.
حتى أبو بكر- ثاني أكبر الأبناء الأربعة- لا بد أنه جند من قبل شقيقه فواز لصالح "الجهاد المقدس"، إلا أن الوالدين ينكران ذلك. وقد حكمت عليه محكمة يمنية بالسجن ثمانية أعوام لإدانته بالمشاركة في التخطيط لهجمات إرهابية على أهداف غربية داخل اليمن. وقبل المحاكمة قال أبو بكر إن اعترافاته انتزعت منه تحت التعذيب.
وتقول الأم: "الآن لا يزال أمامه في السجن خمسة أعوام"، ولا تزال تأمل في الإفراج عنه قبل انتهاء مدة العقوبة. كما لا تزال الأسرة تمتلك قطعة أرض في الحديدة تعتزم أن تبيعها حين يخرج أبو بكر من السجن ويريد أن يتزوج مثلا.
أما حسن، أكبر الأولاد في أسرة الربيعي فهو متزوج وله ستة أطفال ويعمل سائقا لحافلة ركاب. وهو لا يحب أن تكون له أي علاقة بالأعمال التي يرتكبها إخوته. إلا أن الشرطة لا بد أنها استدعته بصفة القرابة مرة أو مرتين لممارسة ضغط على إخوانه الأصغر سنا.
لكن حسن ضاق ذرعا بالأمر كله في لحظة ما فقطع علاقته بالوالدين اللذين ينفيان أي مسئولية لهما عن الجرائم التي ارتكبها أبناؤهما المنتمين للقاعدة. إلا أن أمه لا تزال تسمى كما تقضي العادات العربية "أم حسن"، حيث تكنى الأم بأكبر أبنائها.
تقول صفية الربيعي عن ولدها حسن: "إنه لا يسكن بعيدا من هنا لكننا لا علاقة لنا به". ويبدو أن عدم زيارة الابن الأكبر لها وللأب المريض يسبب لها خجلا كبيرا، إلا أنها لا تبكي حين تتحدث عنه.
لكن عينيها تغرورقان بالدموع حين تتذكر أبناءها الثلاثة الآخرين، فعندئذ تعطيك الانطباع بأنك أمام أم تلمع عيناها بالنصر لقدرة أبنائها على التحدي وإظهار القوة تجاه أقرانهم، وإن كانت تتمنى بطبيعة الحال مثل أي أم أن تأخذهم في أحضانها وتدفع عنهم الخطر

الشيخ صادق الأحمر يعلن موقف (حاشد) برسالة موجهة للرئيس


أعلن الشيخ صادق عبد الله بن حسين الأحمر- شيخ مشائخ حاشد، عضو مجلس الشورى- وقوف قبيلة حاشد إلى جانب القوات المسلحة والأمن لملاحقة الحوثي وجماعته ومن سار في فلكه في أي مكان وأينما وجدوا.
وقال الشيخ صادق الأحمر- في رسالة وجهها إلى فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية: ان من خرج عن الدستور والقانون وتجاوز ثوابت الأمة فللدولة الحق في اجتثاثه كائنا من كان، مطالبا بالضرب بيد من حديد ومواصلة الحملة ضد هذه الشرذمة حتى تستكمل بسط سيادة القانون في كل مكان من ارضي الجمهورية.وفيما يلي نـــــص الرسالـــــــــــة:

فخامة الأخ /علي عبد الله صالح- رئيس الجمهورية حفظة الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: أن أبناء قبلية حاشد وهم يتابعون ما يحدث من أعمال تخريبية وسلوكيات مشينة لعصابة التمرد الحوثي واتباعه، فرغم ما تحلت به القيادة السياسية من سعة صدر بإعلان العفو أكثر من مرة وإطلاق الموقوفين من جماعة الحوثي من السجون، إلا انه كلما زاد صبر الدولة زادت هذه الشرذمة عتوا ونفورا، فقد بلغ السيل الزبا من الإعمال التخريبية والجرائم التي ارتكبتها عصابة الحوثي ضد المواطنين وأعراضهم وممتلكاتهم والمصالح العامة.فان قبلية حاشد إذ تؤكد من جديد أنها ستكون كما عرف عنها في الماضي والحاضر وكذلك المستقبل درعاً واقياً إلى جانب القوات المسلحة والأمن لملاحقة الحوثي وجماعته ومن سار في فلكه في أي مكان وأينما وجد.فمن خرج عن الدستور والقانون وتجاوز ثوابت الأمة فللدولة الحق في اجتثاثه كائنا من كان.مطالبين القيادة السياسية بزعامة باني اليمن الحديث المشير على عبد الله صالح رئيس الجمهورية بالضرب بيد من حديد بمواصلة الحملة ضد هذه الشرذمة حتى تستكمل بسط سيادة القانون في كل مكان من ارضي الجمهورية، سائلين رب العزة والجلال أن يجنب اليمن كل مكروه في ظل وحدته المباركة. والله الموفق ,,,,,,
اخوكم صادق عبدالله الاحمر شيخ مشائخ حاشد عضو مجلس الشورى18/8/2009م
عن/ سبتمبرنت

آن آوان الحسم)

د/ أحمد علي المعمري* -
(آن آوان الحسم)
من المؤلم ما يجري في صعدة ... والأكثر إيلاماً قتل الأبرياء .. والأشد ألماً الدعوة – وبكل وقاحة- دعوة خمسة وعشرون مليوناً يمانياً ويمانية أحراراً أباة للعبودية إما سلماً وطواعية أو بقوة السلاح القادم من دولة الفرس .. ألمُ أن نجد من يدعو للحوار في ظل تمرد وعصيان ودعوة لإقامة دولة شوفينية عنصرية عرقية سلالية مذهبية متعالية دون وجه حق ... ألمُ أن نجد تقدميون وقوميون كانوا صنّاع للثورة والجمهورية ، واليوم يساندون بالصمت أو بالكلمة أو بالدعم المعنوي دعاة الملكية والمذهبية والسلالية وتصنيف الناس وفق الإنتماء العرقي أو المذهبي أو الطائفي ... مؤلم أن نجد الحزب الذي يدّعي أنه تيار إسلامي إصلاحي ساكت عن الحق .. رغم إن من دينينا ومن المعلوم من الدين بالضرورة أن الساكت عن الحق شيطان أخرس جارح للذات والوعي والروح والنفس والأخلاق والضمير والمبادئ السكوت عن متمردين يدعون إلى عودة عجلة التاريخ إلى عصر السادة والعبيد ... يدعوننا بكل صفاقة أن نقبل المذلة والمهانة والعبودية والتخلف ... وللأسف الشديد لم نسمع المثقفين والمتعلمين وأصحاب الشهادات العليا ، والأكاديميين يقولون كلمة حق ... رغم أنهم – لو عاشوا في ظل حكم هذه الجماعة لكانوا إما رعاة أغنام في قراهم أو عسكر حفاة ... أو باحثون عن لقمة عيش وليسوا من أصحاب الياقات الملونة ... إيها المثقفون المتعلمون إنتباه ... إستيقظوا وإلا فاستعدوا لتقبيل الأقدام والأيادي ... أيها الباحثون عن الحرية إنتبهوا ... يا ايها الباحثون عن الشرف والإباء والسؤدد والمجد انتبهوا أيها الأحرار الثوار النشامى ... المسلمون العروبيون الوحدويون اليمانيون النبلاء الثقاة .. الزهّاد .. العباد .. إنتبهوا إن الفرس يريدون إمبراطورية جديدة ، ولكنها الآن تحت دثار ديني مذهبي .. عبدة النار والأوثان وتقديس الأشخاص يريدون لنا أن نعود إلى عصر الذل والمهانة ،، ذلك العصر الذي كان اليماني لا يحلم بأكثر من قطعة خبز أو وجبة عصيد أو الديك الحابل والدجاجة الحابلة أحلام الجياع الحفاة العراة .... أو الم يكن لسان الحال .يا ليت صنعاء عصيد والبحر زوم وقاع جهران ملوجة واحدةأين الأحرار وتلاميذ عبدالناصر وعبدالفتاح إسماعيل وحسن البناء وسيد قطب ؟؟!!.أين أولي النهى والفكر والعقل والضمير والأخلاق؟ أين أبناء وأحفاد النشامى الذين فكّوا حصار صنعاء وصمدوا ظامئين جائعين حفاة عراة تحت وفوق وبجانب أزيز الرصاص وأنين المدافع وألم الخوف ... ولكنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه .نحن لا نريد إلا الحرية والتقدم والسلام والأمان لبلادنا ... ولكن هؤلاء المتمردون ماذا يريدون ؟ لم نعلم / صراحة ماذا يريدون !!! ولكن نعلم أنهم يريدون أن يكونوا السادة وهم عشرات وكل الشعب اليماني يصبح عبيداً مهما علت المراتب والمكانات ... ومهما كان المستوى العلمي والمعرفي والمهني والمهاري .وأخيراً فإني أقول لأخواننا المتمردين أتقوا الله فينا وفيكم ... أتقوا الله في اليوم والغد لتكن المحبة بيننا ... والوئام ... الوحدة ... الشرف... الكرامة ... السلام ... المستقبل الجميل والمشرق ...والعدل والعدالة والمساواة والمستقبل بيننا
خاتمة :قال تعالى [ إن أكرمكم عند الله أتقاكم ] صدق الله العظيم

شرف الرجال

أشرف الرجال
القوات المسلحة والأمن مؤسسة اليمن الكبرى وحزب احزابه لأنها مدرسة الوطنية الاولى التي صهرت في صفوفها وساحتها وميادينها خيرة أبناء شعبنا لتخرج من بوتقتها سبيكة الوحدة الوطنية الفولاذية الصلبة، ومنها انبثق أنبل وأشرف الرجال الذين أخذوا على عاتقهم مهمة الخلاص من بغي وطغيان النظام الامامي الكهنوتي المتخلف وجور وعسف المستعمر الغاصب بتفجيرهم للثورة اليمنية الخالدة «26سبتمبر و14اكتوبر».. ليواصلوا الدفاع عنها في مواجهة جحافل مخلفات العهود البائدة وحشود المرتزقة.. منتصرين دوماً لإرادة الشعب.. مسقطين كافة المؤامرات والدسائس التي أحيكت من فلول قوى التخلف والاستعمار وعملائه.. محققين الاستقلال الناجز.. مرسخين النظام الجمهوري بتضحياتهم، ومن دماء الشهداء التي سالت دفاعاً عن الثورة والجمهورية والوحدة.وهكذا كان أبطال هذه المؤسسة الوطنية النضالية الرائدة هم صناع الحرية والمجد والعزة والشموخ لهذا الوطن.. مواجهين بشجاعتهم واقدامهم الواعي كافة التحديات والأخطار التي واجهتها الثورة اليمنية في مختلف المراحل وكافة المنعطفات.. من ملحمة السبعين يوماً منزلة الهزيمة الماحقة بقوى الجهل والتخلف والظلام، الى مواجهة التخريب في المناطق الوسطى للعناصر المتطرفة التي حاولت الانحراف بمسيرة الثورة.. مثبتة مداميك الاستقرار والتنمية والبناء، ممهدة طريق الثورة اليمنية «26سبتمبر و14اكتوبر» لتحقيق هدفها العظيم اعادة توحيد الوطن اليمني في ال22 مايو 90م، والدفاع عن وحدته المباركة في مواجهة قوى الردة والانفصال صيف عام 94م.. هذه هي الدروس التي لقنتها قواتنا المسلحة والأمن لقوى الماضي وكان يجب ان تستوعبها وتأخذ العبرة، ولكن هؤلاء كما قال فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح في كلمته بالحفل الذي اقيم يوم أمس بمناسبة تخرج عدد من الدفعات الجديدة من الكليات والمعاهد والمدارس العسكرية والامنية: نحن لدينا تجربة وتعلمنا وعلمنا الزمن، لكن هؤلاء المغفلين لايتعلمون.. مشيراً في هذا السياق الى تلك الشرذمة الضالة المضلة التي بما اقترفته من قتل وتخريب وتدمير واختطاف واعمال تقطع بمحافظة صعدة لتكون عصبة الشيطان هذه بما ارتكبته من جرائم ارهابية ضد ابناء هذه المحافظة والوطن كله قد بلغت في غيها مستوى لامجال فيه للسكوت والتهاون معها..وهاهم منتسبو القوات المسلحة والأمن البواسل ومعهم كل الشرفاء من ابناء صعدة والوطن يلقنون هذه العصابة المارقة دورساً في حرف سفيان والملاحيظ ومطرة ونقعة وضحيان وحيثما تواجدوا يدكون أوكارها اينما كانت بكل عزيمة وتصميم حتى ينتهي هذا السرطان الذي استشرى في محافظة صعدة وآن الأوان لاستئصاله بإرادة صلبة وقوية.. فأوهام التعالي العنصري والحق الآلهي الذي يدعونه زوراً وبهتاناً قد اسقطه شعبنا وابناؤه ابطال القوات المسلحة والأمن صبيحة يوم ال26من سبتمبر المجيد والى الأبد، ويمن 2009م غير يمن ماقبل 1962م في شرعية الكهنوت القائمة على الجهل والفقر والمرض، المبنية على الخرافة والدجل والشعوذة والتمييز العنصري بين ابناء اليمن وحيث ولّت دون رجعة اندثرت بانتصار شرعية الشعب التي حققها بعد سنوات طويلة من النضال والكفاح والتضحيات الجسام التي قدمها وطليعته الظافرة المنتصرة مؤسسة الوطن الكبرى القوات المسلحة والأمن والتي لقنت من سبقوهم هزائم مريرة، ولم تكن هذه الحثالة ومن كانوا على شاكلتهم من اصحاب المشاريع الصغيرة أقوى ممن سبقوهم من قوى التخلف والاستعمار ومن تلاهم من دعاة الفرقة والتمزق والعمالة والارتزاق، وكان على هذه العصبة الشيطانية ومن على شاكلتهم ان يدركوا بأن المسؤولية الوطنية على حقن الدماء ليست ضعفاً، بل هي قوة الواثق القادر، وهاهي ساعتهم قد حانت بعد ان استنفدت كل الوسائل والجهود لإعادتهم الى جادة الصواب، ولم يبق الا الحسم واستئصال شأفتهم من جذورها، ويعود الأمن والاستقرار والسكينة لأبناء محافظة صعدة وكل ربوع الوطن، وهكذا فإن أبناء القوات المسلحة والأمن سيظلون مثلما كانوا دوماً الذائدين عن حياض اليمن.. المدافعين عن سيادته وأمنه واستقراره، والصخرة الصلبة التي تتحطم عليها كافة المؤامرات والدسائس.. فهم صمام أمان حاضر ومستقبل وطن ال22 من مايو العظيم. *كلمة 26 سبتمبر

أضغاث أحلام إمامية!

نصر طه مصطفى -
أضغاث أحلام إمامية!اقترب الحسم بإذن الله حتى لو طالت المعركة بعض الشيء، وهذه المرة تختلف عن المرات السابقة جميعا فقد طفح الكيل بالدولة وطفح الكيل بالمجتمع لذلك يقف المواطنون – رغم ما ينتابهم من قلق – موقف المؤيد بحرارة غير مسبوقة للدولة وقواتها المسلحة وأجهزتها الأمنية لإغلاق ملف الفتنة التي طالت أكثر من اللازم في صعده...فكلما منحت الدولة فرصة لهؤلاء الشباب المغرر بهم ولقيادتهم الرعناء ليعودوا إلى جادة الصواب إذا هم يزدادون عتوا ونفورا...والحقيقة أن الدولة صبرت أكثر من اللازم حتى بدأت معنويات الجنود والمواطنين في المحافظة تتأثر سلباً لأنهم ظلوا يتلقون ضربات وإساءات وانتهاكات الحوثيين بدون أي رد فعل عسى ولعل أن يعقلوا ويتجاوبوا مع مبادرة السلام التي أعلنها الرئيس علي عبدالله صالح في 17يوليو من العام الماضي...لكن كما هو واضح فإن الحوثيين فهموا إعلان الرئيس عن وقف الحرب أنه ضعف من الدولة ولذلك تمادوا وظلوا يتمادون في انتهاكاتهم واستفزازاتهم دون رادع من ضمير لديهم أو من قوة الدولة، وكان من الطبيعي أن يصيبهم العمى وانعدام البصيرة حتى وصلت الأمور لمرحلة لم يعد فيها مجال للصبر، فلا توجد دولة في الدنيا تحترم نفسها حتى لو كان بها من الضعف ما بها تقبل أن يسيطر مجموعة من المتمردين على جزء من أرضها مهما كانت هذه المساحة صغيرة فما بالك ببلد كبير وقوي كاليمن لا يمكنه قبول ذلك بأي حال من الأحوال... وزاد غرور الحوثيين بقراءتهم الخاطئة للحراك في بعض المحافظات الجنوبية وانتعاش القاعدة فظنوا أنها فرصتهم المواتية للسيطرة على محافظة صعده والتمدد في بعض المحافظات المجاورة، لكن هيهات فهي ليست أكثر من أضغاث أحلام سرعان ما ستبددها بطولات أبناء القوات المسلحة والأمن وجميع الأحرار من أبناء صعده الذين وقفوا مع الجمهورية منذ اليوم الأول ولا يمكنهم اليوم أن يقبلوا بعودة هؤلاء المتخلفين ليحكموهم من جديد.من المؤلم سفك الدماء، لكن يبدو أن الحوثيين لا يفهمون لغة السلام مهما ادعوا العكس.. ذلك لأنهم أصحاب مشروع سياسي واضح ومعروف لا يغفل عنه إلا غبي لا يقرأ التاريخ ولا يفهم سيكولوجيا مثل هذه الجماعات ذات البعد المذهبي العنصري... وإن كان من مصلحة لأحد في تجنب سفك الدماء فهي الدولة بالتأكيد لأسباب بديهية جدا، فليس من مصلحة أي بلد إراقة دماء أبنائه سواء في الجيش أو حتى من المتمردين فالمتمرد ابن عاق سعت الدولة لإصلاحه بكل ما تستطيع من الجهود فإن لم ينصاع لهذه الجهود فمن الطبيعي للدولة – أي دولة – أن تتخذ معه إجراءات قاسية، كما أن دولة فقيرة مثلنا لا يفيدها أبدا إنفاق أموال طائلة في مثل هذه المعارك ولذلك هي بذلت جهودا استثنائية لترغيب المتمرد في السلام ليس ضعفاً، ولكن تجنباً للكثير من المكاره... وهكذا جهود طائلة بذلتها الدولة دون جدوى حتى تأثرت هيبتها داخلياً وخارجياً، ولم يكن من بد أن تتجه صوب الحسم وإعادة الابن العاق إلى جادة الصواب ليس بسفك دمه بل بإعادة بسط نفوذها على الأرض التي يسيطر عليها لإنهاء حلم الدويلة الإمامية، وحينذاك أنا على يقين أن الدولة ستحرص على إعادة تأهيل هؤلاء الشباب الذين وقعوا ضحية للمشروع المذهبي العنصري وإصلاح أوضاعهم ودمجهم بمجتمعهم شباباً صالحين يخدمون بلدهم وشعبهم...هذا ما سيحدث ولذلك يجب علينا جميعاً الوقوف إلى جانب قيادتنا وجيشنا وألا نتأثر بتشكيك أي طرف وبالذات أحزاب المعارضة التي فقدت بوصلتها منذ وقت طويل فاختلط عليها -للأسف- الحق بالباطل!

رسائل الزيارة لحرف سفيان

محمد انعم - رسائل الزيارة لحرف سفيانزيارة فخامة الرئيس علي عبد الله صالح التفقدية لعدد من وحدات القوات المسلحة والأمن الأبطال في حرف سفيان وضعت حداً لكل التكهنات والتقولات التي يقوم الطابور الخامس بترويجها عن عبث المواجهات لأن سيناريو وقف القتال هو أشبه (بريمونت) بيد الدجال الحوثي ولجان الوساطة، لتظل الحرب خدعة، نعم زيارة الرئيس إلى جبهة المواجهة .. حسمت معركتنا الوطنية وعززت الثقة لدى أبناء قواتنا المسلحة والأمن، بأن لأحد يمكنه ثانية أن يسلبهم انتصاراتهم وبطولاتهم وتضحياتهم كلما أوشكوا على حسم المعركة واجتثاث تلك البؤرة السرطانية من خلال وقف إطلاق النار إنقاذاً لأولئك الإرهابيين من النهاية المهينة التي يستحقونها .زيارة الرئيس إلى جبهات القتال حملت رسائل واضحة منها: أن معركتنا في صعدة ضد الإرهابيين والمخربين هي معركة وطنية وأنها ليست تصفية حسابات كما يزعم البعض في محاولة لشق الصف الوطني وتقديم الإرهابيين من أتباع الحوثي وكأنهم ضحايا وأبرياء ومعتدى عليهم .نعم لقد أن استطاع الرئيس أن يحسم المعركة بزيارته لمنطقة حرف سفيان ويضع حداً لكل من يحاول أن يتطاول على سيادة اليمن ويتدخل في شئونه الداخلية فتحركه بين الصفوف الأولى لحماة الوطن الأبطال الذين يطهرون أرضنا من دنس المأجورين أكد أن معركة الوطن أصبحت واضحة وأن من يقف بالجانب الآخر هم أعداء الشعب . وهذا يجعل أصحاب الأجندة التخريبية في الداخل والخارج مضطرين لتحديد مواقفهم وأن لا يظلوا يعتبروا الأفكار والمعتقدات المتطرفة التي يؤمنون بها "مقدسة " تجيز لهم التمادي في محاولات التطاول على بلادنا والإصرار على سفك دماء أبناء شعبنا لتحقيق أهدافهم الخبيثة .حقاً إن زيارة الرئيس لحرف سفيان انتصرت للجهود الوطنية التي تقوم بها القوات المسلحة والأمن أمام أولئك المرضى الذين استغلوا من وراء كل عملية وقف لإطلاق النار إشعال حربٍ نفسية في محاولة النيل من هيبة وكرامة وبطولات أبناء قواتنا المسلحة والأمن وخاصة وأن تلك الأبواق ظلت تعمل لإلحاق الهزيمة النفسية داخل صفوف حماة الشعب مقابل إعادة إنتاج ثقافة الدجل والكذب بإن الإرهابيين التابعين للدجال الحوثي لا يهزمون .كما نجد أن من مدلولات زيارة الرئيس أنها تبشر أيضاً بعودة الأمن والاستقرار والبناء والإعمار إلى المناطق التي عانت كثيراً من الإرهابيين، إضافة إلى أنها تؤكد إصرار القيادة السياسية على القضاء نهائياً لأخطر وأبشع المستنقعات النتنة التي تنشر ثقافة الكراهية والعنصرية والتعصبات المناطقية والطائفية المقيتة وغيرها .نعم إنها معركتنا الوطنية المقدسة .. فبدك وكر الشيطان الأكبر والدجال الأرعن "بمران ومطره" سيتخلص الوطن من بقية المرتزقة والعملاء الذين ظلوا سنيناً يشحذون سكاكينهم لاستباحة الدم اليمني المقدس وسعيهم الدؤوب لتمزيق الوطن إلى فسيفسات كما يتوهمون بذلك خاصة وقد بدأوا يعلنون مشاريعهم التآمرية المختلفة جهاراً .. لكن هيهات .. فجيش الشعب يؤدي مسئولياته الوطنية في ميادين الشرف باقتدار

الأيادي الخبيثة في اليمن.. !!

عباس غالب - الأيادي الخبيثة في اليمن.. !! عند زيارة مسئول إيراني كبير إلى صنعاء منذ عدة أشهر كان يحمل بين طيات ملفاته قصاصة صغيرة كتبت عليها عبارات محددة تشير إلى أن طهران على استعداد لتوسيع وتنشيط أحد الموانئ الصغيرة، وأن على السلطات اليمنية تسهيل هذه المهمة من أجل تعزيز وتطوير علاقات البلدين الثنائية.وخلال اللقاء مع المسئول الإيراني جرى حديث طويل تركز على أن ثمة أولويات يمكن لطهران المساهمة فيها، ومن ضمنها موانئ أخرى ذات بعد استراتيجي وتنموي لتعزيز هذه العلاقات!. وعندما أصرَّ المسؤول الإيراني على طلبه وهو يعيد قراءة ما كتب على تلك القصاصة، فُهم أن «طهران» ترمي من تنشيط ذلك الميناء النائي والصغير إلى الحصول على فرصة لإيصال عتاد وأسلحة إلى عناصر التمرد «الحوثي» خاصة أن هذا الميناء البحري يقع جغرافياً بالقرب من المناطق التي يتحصن فيها «الحوثيون». المراقبون يستذكرون هذه الواقعة بعد أن مرت ـ وقتها ـ مرور الكرام، ويستذكرونها اليوم أكثر بعد المواجهات القائمة، والحديث عن دعم لوجيستي وعسكري خارجي تتلقاه جماعة التمرد في إطار مخطط يرمي إلى إقامة كانتون طائفي يفصل بين اليمن والسعودية. هذه الحيثيات والوقائع تدحض تلك الأقاويل التي درج على ترويجها مع كل دورة اقتتال من أن مصدر تسليح «الحوثيين» مخازن الجيش اليمني خاصة أن المنطق يقول بأنه يمكن الحصول على بضع قطع يمكن شراؤها من السوق؛ غير أن الحصول على كميات كبيرة من الأسلحة المتطورة التي جعلت من جماعة الحوثي يصمدون طيلة خمس دورات اقتتال متتالية هي مقولة مغلوطة، بل تؤكد أن ثمة دعماً لوجيستياً تتلقاه الجماعة الحوثية من الخارج!. ومما يدعم هذا القول قيام الحوثيين منذ أسابيع بإجراء مناورات بأسلحة حديثة ومتطورة؛ مما يعني أيضاً أن بعضاً من الحوثيين قد تلقوا تدريبات عسكرية في دورات متطورة في الخارج. وحسب مصادر عسكرية فإن الأسلحة التي تستخدمها هذه الجماعة خلال الاقتتال الدائر حالياً تعود صناعتها إلى إيران واسرائيل، وهي أسلحة لم يستوردها الجيش اليمني، الأمر الذي ينفي تلك الأقاويل التي يرددها الحوثيون وبعض الإعلاميين المتعاطفين والمنظرين لحركة التمرد الحوثي من أن مصدر تسليحهم مخازن الجيش اليمني، وهو الأمر الذي يدعو إلى الضحك والسخرية من هذه الترهات والأباطيل!!. وحتى لا يبدو الأمر تحاملاً على «طهران» فإن ثمة مؤشرات تدلل على تدخلها في شئون اليمن الداخلية، حيث اعترف - إثر تأزم علاقات البلدين قبل عامين - مسئولون إيرانيون أن الدعم لجماعة «الحوثي» جاء من المرجعيات الدينية والجمعيات الخيرية الإيرانية!!. ومن المعروف أن جميع هذه المرجعيات لا يمكنها التدخل في شأن ذي صلة بالعلاقات مع الدول الأخرى ما لم يكن هناك ضوء أخضر من القيادات العليا وأجهزة الاستخبارات!!. ومنذ أيام أطلقت إذاعة «طهران» إشارة تتهم فيها «السعودية» بمشاركة القوات اليمنية قتالها ضد «الحوثيين» فضلاً عن تخصيص برامج الفضائية الإيرانية «العالم» حصة كبيرة من برامجها وتعليقاتها لدعم التمرد الحوثي والترويج لأفكاره ومنطلقاته المتناقضة مع شرعية الدستور والقانون في اليمن، وهو ما يعكس حقيقة التدخل الإيراني في شؤون اليمن الداخلية. <<< هذه الوقائع تكشف عن موقف إيراني داعم لهذه الجماعات وأفكارها الهادفة إلى تقويض الأمن والاستقرار في تلك المحافظة، ومحاولة الانقلاب على كل المعطيات الدستورية والوطنية، الأمر الذي يستدعي مراجعة شاملة لهذه المواقف المعادية ومحاولاتها الدؤوبة التدخل في شئون اليمن الداخلية من خلال الدعم والتحريض لمجموعات التمرد التي تواصل اعتداءاتها وخروقاتها ومغامراتها لإدخال الوطن في أتون صراعات مقابل ثمن بخس!!. <<< فهل حان الوقت لقطع الأيادي الخبيثة التي تتدخل في شئون اليمن الداخلية؟!. *عن الجمهورية

كينيا: 14 امرأة يؤسسن قرية للنساء فقط

المؤتمرنت - كينيا: 14 امرأة يؤسسن قرية للنساء فقطفي تمرد عملي يعبر عن شخصية استقلالية قوية، أسست 14 امرأة في كينيا أول قرية للنساء فقط في أفريقيا، اخترن لها اسم «أوموجا» ـ التي تعني باللغة السواحلية «الوحدة» ـ ويقوم نمط العيش في القرية وفق القواعد الخاصة التي أقرتها النسوة المؤسِّسات اللواتي فررن من الرجال بسبب معاناتهن من سوء المعاملة التي تتراوح بين الإجبار على الزواج أو الختان، والتعرض للضرب أو الاغتصاب. موضوع تأسيس القرية النسائية المحظورة على الرجال، والتي تقع على مسافة حوالي 350 كيلومترا غرب العاصمة الكينية نيروبي، نشرته مجلة «دير شبيغل» الألمانية في موقعها الإلكتروني، أمس، ونقلته وكالة «د. ب. أ». وعن الأمثلة للمعاناة التي كانت وراء تأسيس «أوموجا» تقول إحدى المؤسِّسات، واسمها ناغوسي لوكيمو، إنها هامت على وجهها في الصحراء لمدة 90 يوما من دون طعام أو شراب بعدما فرت من قريتها في مطلع التسعينات (من القرن الماضي) في أعقاب تعرضها لاغتصاب وحشي من قبل ثلاثة جنود بريطانيين من عناصر الأمم المتحدة، وتابعت «لكنني عندما أبلغت زوجي بالجريمة التي كنت ضحيتها، وكنت أظن أنه سيفهمني، فوجئت به يضربني ويصيح بي.. أيتها الساقطة.. لقد جلبت العار لأسرتي». لوكيمو، التقت بعد فرارها بالعديد من النساء اللواتي عشن تجارب مشابهة، وأخذن يتنقلن معا بين المزارع ويحاولن بيع الخضار لكسب العيش، من دون جدوى لأن أحدا لا يشتري الخضار من مثل هؤلاء النساء. ولكن بعد مفاوضات مضنية وجهود كبيرة بذلتها النسوة لإقناع السلطات بفكرة إقامة «قرية النساء»، نجحن أخيرا في الحصول على التصريح. اليوم تتولى ريبيكا لولوسولي، وهي المرأة الوحيدة في القرية التي تتكلم الإنجليزية بطلاقة، مهمة استقبال الزوار والترويج الدعائي للقرية في الخارج. وللعلم، تقوم النساء بصنع بعض الحلي وبيعها للسياح. ومما تقوله لولوسولي: «كان علينا أن نسعى للحصول على حقوقنا، وإلا فإن شيئا لن يتغير». غير أن مهمة نساء «أوموجا» ليست سهلة، فرغم انفصالهن السكني الجزئي عن عالم الرجال، ما زال الرجال في قرية مجاورة يرجمونهن بالحجارة ويشتمونهن، فاضطررن لبناء سور شائك لحماية أنفسهن من هؤلاء الجيران

اليمن بين الجغرافيا والتهديد

حياة الحويك عطية ، نقلا عن الدستور
العام 1989 كان عليان : علي عبد الله صالح وعلي سالم البيض يجلسان جنبا الى جنب في آخر مؤتمر قمة عربية عقد في بغداد . وفي خطابه امام المؤتمر حيا الرئيس العراقي الراحل صدام حسين هذه الثنائية الوحدوية طالبا الى سائر العرب الاقتداء بهما . كان المؤتمر يناقش طلب اميركيا موجها الى العراق بتخفيض قواته المسلحة واجراء تحولات هيكلية اخرى على سياسته ، وكان العراق يطالب الكويت ودول الخليج بالتوقف عن التضييق عليه بمسالة الديون والنفط . ويومها رأى المتابعون شيئا من المبالغة والرومانسية في خطاب الملك الحسين عندما استشهد بالبيت الشعري المعروف : اضاعوني واي فتى اضاعوا . بعدها بسنتين كانت رحلة الضياع الفعلي تبدا بحدة ، تنجح في الكثير من مفاصلها وتفشل في الكثير : ضاع العراق ، ضاعت فلسطين من جديد ، ضاع الصمود العربي امام اسرائيل ، ضاعت سيادة الخليج العربي على نفطه وارضه وبحاره ، ضاع رفيق الحريري ليكون ضياعه الفردي ، الذي لا يستحق ان يذكر مع ضياع اوطان ، مدخلا لاضاعة لبنان وسوريا وما تبقى من قوى المقاومة الفلسطينية . ضاع الكثير وها نحن نشهد اخيرا خطر ضياع اليمن . اليمن الذي قدم يومها نموذجا لوحدة ديمقراطية ، وتطور بعد الوحدة الى التعددية الحزبية انزلق بعدها منزلقين خطيرين : الاول هو الحيف والغبن الذي اوصل البعض حد العودة الى الانقسام ، واوصل البعض الاخر حد الفرض العسكري الوحشي ، الذي شهدنا خلاله ( وقد شهدته شخصيا ) ممارسات لا يمكن ان يمارسها محتل مع شعب عدو . والثاني هو التحول من التعددية الى حكم الحزب الواحد ، ففي بداية التسعينيات بدأ ان اليمن تسلك الطريق الحقيقي نحو التحول الديمقراطي ، عندما اطلقت حرية تشكيل الاحزاب السياسية ، التي تجاوز عددها العشرين ( وقد اعددت يومها ملفا عنها من 13 حلقة ) تبينت خلال العمل عليه ان جدلا فكريا وسياسيا حقيقيا ينطلق في الفضاء العام ، مما يؤدي - على المدى البعيد الى تشكيل وعي سياسي واجتماعي ، وخيار مبني عليه يؤسسان لنشوء رأي عام . صحيح ان الواقع القبلي الذي يشكل اليمن كان معروفا ومستعصيا على التغيير المنظور ، لكن التطوير البطيء كان ممكنا . رغم انه لم يكن من الصعب على من يزور الشيخ عبدالله الاحمر ان يدرك ان قبيلة حاشد اقوى من الدولة ، ( لتأتي بعدها القبائل الاخرى : عايد وبعض الاطراف الصغيرة التي لا قيمة كبرى لها ) . لكن التعددية كانت موجودة ، تعددية لم تلبث ان كانت اول ضحايا حرب الوحدة . منذها - منذ حرب ما سمي بالوحدة - لم يكن لاي ممن شهدوا ما لحق بالجنوب من دمار وقمع وغبن وقهر ان يصدق ان هذه الوحدة ستدوم . ولم يكن لاي ممن عرفوا دواخل الفساد الاداري والسياسي الا وان يتوقع انفجارات هنا وهناك ، ولم يكن لاي مطل على الظروف الاقليمية الا وان يتوقع ان تلجأ القوى الخليجية ، والعربية الاخرى ، والاقليمية الى مد اصابعها داخل الجسم اليمني المنهك والمتوتر . وداخل تلك البلاد التي اطلق عليها ادونيس بحق اسم :"المهد"والتي تكتسي فيما يتعدى الشعر اهمية جيوبوليتيكية وجيو اقتصادية استثنائية بالنسبة للخليج العربي ، لافريقيا ، ولاسيا .ويكفيك ان تنظر الى الخريطة لترى كيف تشكل هذه البلاد وبحارها مفتاحا اساسيا لكل تحرك عسكري وسياسي واقتصادي في هذه المنطقة . اما اذا عبرت الى التاريخ واكتشفت اية شبكة طرق قوافل كانت تحكمها اليمن بريا ، وشبكة اخرى كانت تحكمها بحريا ، لادركت لماذا لا يمكن للغرب ان يتركها وحالها ، هي التي تتمتع باطول واغنى شواطىء بحرية عربية ، واغنى معابر الى منافذ اقليمية ليس اقلها مضيق هرمز .صحيح ان اليمن السعيد لم يعرف السعادة منذ امد طويل . ولكن كل ما عاناه قد يكون كله قليلا امام ما ينتظره . فليس التصريح الذي سمعناه قبل فترة من ان اليمن قد تحل محل افغانستان بالنسبة الى نشاط القاعدة ، الا انذارا لا يجوز اخذه الا على محمل الجد . وليس تبرير ها التوقع بالتشابه الكبير بين اليمن وافغانستان من حيث الطبيعة الجغرافية والقبلية والمذهبية ، وعلاقته الخاصة بالعربية السعودية الا جزءا من الحقيقة . من هنا لا يجوز النظر الى التمرد الحوثي كمجرد تمرد يكفي تدخل الطائرات السعودية لاخماده .كما انه لا يكفي الهجوم الاعلامي على الدعاوى التي يسوقها علي سالم البيض لضمان المستقبل . الحل الوحيد لبلاد المهد هذه يكمن في اقتناع الجميع وعلى رأسهم الحكم بالعودة الى ما شكل الحل في بداية التسعينيات ، المصالحة والديمقراطية التعددية وقد سمعنا اصواتا عديدة لعل من اهمها صوت حامد عبالله الاحمر تدعو الى ذلك

بينهم بدر الدين الحوثي والرزامي وهبره:النيابة العامة تصدر أوامر بالقبض القهري على 55من قيادات الحوثيين




قال مصدر في مكتب النائب العام ان النيابة العامة أصدرت مساء اليوم أوامر الى وزارة الداخلية وأجهزة الضبط القضائي بالقبض القهري على 55 شخصا من قيادات الحوثيين بمحافظة صعدة وبعض المحافظات .وكانت وزارة الداخلية قد تقدمت بطلب الى النائب العام لاصدار اوامر بالقبض القهري على تلك العناصر وذلك "لقيامهم بالتمرد المسلح والخروج عن النظام والقانون واختطاف وقتل المواطنين الأبرياء وتدمير المنازل والمزارع والاعتداء على المنشآت العامة والخاصة والاستيلاء على ممتلكات المواطنين وقطع الطرق المسبلة والاعتداء على النقاط الأمنية وأفراد القوات المسلحة والأمن وعرقلة مشاريع التنمية وتدميرها".
- وفيما يلي أسماء قيادات التمرد والتخريب المطلوب القبض عليها.
1. بدر الدين أمير الدين الحوثي 2. أحمد صلاح الهادي 3. عبدالرحمن قاسم مشحم 4. عبدالملك بدر الدين الحوثي 5. عبدالله عيضه الرزامي 6. أمين حسن المؤيد 7. قاسم بن قاسم الحمران 8. محمد بدر الدين أمير الدين الحوثي 9. يحيى قاسم أحمد أبو عواضه 10. صالح أحمد هبره 11. ضيف الله قاسم الشامي 12. يوسف عبدالله الغيشي 13. ماجد على عبدالله المطري 14. محسن صالح الحمزي 15. أحمد يحيى محمد حامد 16. يوسف أحسن أسماعيل المداني 17. عبدالله يحيى خاطر 18. حسن حمود عثاية 19. سلمان أحمد حسن العياني 20. أحمد صالح هندي دغسان 21. يحيى علي يحيى محسن فوفع 22. صالح أحمد فاضل 23. حمد ضيف الله فارس عران 24. مهدي علي شوبان 25. عبدالله يحيى الحاكم 26. علي محمد محمد المؤيد 27. أحمد حسين سالم سارحه 28. حسين محمد علي الغيلي 29. صالح مسفر فرحان 30. عبدالله يحيى أحسن مجلي 31. محمد علي محمد العجري 32. محمد عبدالله عامر العزي 33. أحمد علي حسين العامري 34. أحمد جابر سريع 35. أحمد علي قاسم الخطيب 36. جار الله محمد أسماعيل 37. علي حسين عبدالكريم القاسمي 38. سالم عيظه جبل 39. عبداللطيف حمود المهدي 40. صالح علي الصماد 41. يحيى ناصر اليوسفي 42. أحمد ناصر البعدان 43. حسين علي دعه 44. عبدالمحسن قاسم طاؤوس 45. هزمل علي هزمل شذابه 46. طه أحسن إسماعيل المداني 47. عبدالله محمد الهطف الحمزي 48. يوسف محمد عبدالله دهما 49. نجيب الكشري 50. حسين يحيى أحمد حنش 51. صالح محمد علي رهمه 52. العصر علي منصر الكعبي 53. عبدالباسط علي أحمد الهادي 54. أحمد قاسم القاسمي 55. عبد الاله يحيى قاسم الحسني

أب مصري يمارس الرذيلة مع ابنتيه بالقوة ويصورهما فى أوضاع مخلة

شهدت قرية قصر الجبالى بمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم المصرية جريمة بشعة. تجرد أب من مشاعره الانسانية والأبوية وقام بممارسة الجنس مع ابنتيه أكثر من مرة وتصويرهما فى أوضاع مخلة لإجبارهما على الإستمرار فى ممارسة الرذيلة معه ومنعهما من فضحه وسط الأهل والأقارب وإبلاغ الشرطة عنه. ألقى القبض على الأب الذئب وتحرر محضر بالواقعة وتمت إحالته للنيابة التى أمرت بإنتداب لجنة فنية لتفريغ الشرائط التى سجلها الأب لإبنتيه وضمها للقضية وإحالة المجني عليهما إلى الطب الشرعى لبيان واقعة التعدى من عدمه وأمرت بحبس المتهم 4 أيام بعد أن وجهت له النيابة تهم الإغتصاب وهتك العرض وتسجيل شرائط فاضحة وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة وتولت التحقيق .
بدأت أحداث الجريمة المثيرة ببلاغ تلقته أجهزة الأمن بمحافظة الفيوم "100 كم جنوب القاهرة" من نورا "31 سنة" متزوجة ومقيمة بقرية جبل سعد بمركز الفيوم وشقيقتها رباب "18 سنة" إتهمتا فيه والدهما أحمد "55 سنة" بممارسة الجنس معهما أكثر من مرة وتصويرهما فى مشاهد مخلة وتهديدهما بفضحهما بالشرائط فى حال معارضتهما رغبته فى الاستمرار معه أو الإبلاغ عنه .
وذكرت الابنة الكبرى فى بلاغها أن والدها يعمل موظف بشركة بترول ويقيم مع شقيقتها "رباب" فى قرية قصر الجبالى بمركز يوسف الصديق وهى متزوجة ومقيمة بقرية جبل سعد بمركز وفوجئت بشقيقتها تدخل عليها منزلها وأخبرتها أنها استطاعت الهرب من والدها الذى يقوم بمعاشرتها ويجبرها على الاستمرار معه ويهددها بشرائط وتسجيلات مخلة تمكن من تصويرها. وأضافت أن والدهما كان يقوم بنفس الشىء معها وتقدمت الشقيقتان بشرائط وتسجيلات تثبت صحة بلاغهما

كل رمضان و الحق منتصر

أحمد غيلان -
كل رمضان و الحق منتصر•
قبل أن نقترب من أبواب شهر رمضان المبارك كان دعاة الفتنة والتخريب والعنف من اتباع الإرهابي عبد الملك الحوثي قد فتحوا لنا أبواب عنف وجرائم وتخريب في أكثر من بؤرة من بؤر تواجدهم في بعض مناطق محافظة صعدة.• والحوثيون يعلمون كما يعلم غيرهم أننا نقترب من الشهر الفضيل، ويعلمون أيضاً تعداد ومواعيد الأيام والأشهر الحُرم.. ورغم ذلك شهد شهر رجب الحرام الذي انصرم مئات الأعمال الإجرامية التي اقترفها الحوثيون، من التقطع إلى النهب إلى القتل والخطف وسفك دما الأبرياء من المواطنين والجنود، ومن الأطباء الأجانب الذين كانوا هناك في صعدة يقدمون خدمة إنسانية لكل مريض يأتيهم في مستشفى صعدة، بما في ذلك الحوثيون وأنصارهم.• لم يراع الحوثيون حرمة الدماء وحرمة الأموال والأعراض.. ولم يراعوا حقوق المواطنين، ولا حرمة المواثيق والعهود، ولم يراعوا كذلك حرمة الأشهر والأيام الحٌرم.. كما لم يراعوا القيم الدينية والإنسانية ولا القبلية ولا أية قيمة من القيم التي تحفظ للإنسان دليل إنسانيته في أي مكان وزمان.• اليوم بعد أن فاض الكيل بالجميع، وشرعت أجهزة الأمن والسلطة المحلية وقوات الجيش تؤدي واجبها في تطهير البلاد ولإنقاذ الأبرياء من جرائم هؤلاء، وتخليص ما تبقى من الممتلكات العامة والخاصة التي استهدفها المجرمون بلا هوادة .... وقد بدأت بعض الأصوات تتحدث عن هدنة ومصالحة ووقف لإطلاق النار مراعاة لحلول شهر رمضان المبارك وغير ذلك من المبررات والظروف.. التي راعتها قيادتنا السياسية مراراً وتكراراً، ولكن المجرمين لم يراعوها.. ولم يأبهوا بها.. كما لم يستوعبوا سعة صدر القيادة وحلمها وصبرها وحرصها على حقن الدماء في كل مواجهة كانت تحدث مع هؤلاء المجرمين.. ولذلك عادت وتجددت أعمال العنف والجرائم مرات ومرّات.. إلى درجة بدأ فيها البعض يظن – وبعض الضن إثم- أن تأخر الحسم لتلك المواجهة هو نوع من الضعف والخنوع، أو دليل قوّة وسطوة للمجرمين.. وتلك أخطر التصورات التي جعلتهم يتمادون في غيهم.. ولذلك وجب الحسم الجاد والمؤكد الذي تقترب لحظاته اليوم.• نعم رمضان شهر مبارك، وشهر كريم، وشهرعبادة، لكن أعظم بركة وخيراً وأجراً تأمين حياة المواطنين وسكينة المجتمع واستقرار البلد.وأكثر حرمة من حرمات كل الأيام والأشهر السكوت على مجرمين يتقلون وينهبون ويختطفون ويقطعون الطرقات ويعيثون في الأرض فساداً.• ثم إن اجتثاث الفتنة وردع المجرمين وتخليص الناس من شرور العنف والدجل والزيف والفوضى والفتن عمل يتجاوز المشروعية إلى ما هو واجب حتمي على الدولة والمجتمع حتى لا تكون فتنة..! وهو كذلك واجب مقدس يقوم به جنود الله والوطن والشعب، الذين يعلمون قبل غيرهم أن معظم معارك الانتصار لدين الله وردع المجرمين والغزاة شهدتها أيام شهر رمضان المبارك، منذ بدر الكبرى إلى عين جالوت، إلى6 أكتوبر، إلى دحر فلول العمالة والرجعية في حصار السبعين يوماً.• وهاهم دعاة الشر، وحملة مباخر العمالة وأنصار الفتن، يتمادون في غيهم ويرفضون الجنوح للسلم وخيارات السلام التي تطرح عليهم.. ويجبرون شعبنا وجيشنا وقيادتنا على خيارات المواجهة.• وما دامت الأيام المباركة قد حلت علينا ونحن بصدد مواجهة فرضتها علينا حماقة المجرمين الخونة، وقسوة قلوبهم على الشعب والوطن والمستقبل والثوابت، وطفرة غرورهم الذي لم يتوقف عند حُرمة أو قيم إنسانية، فلا مجال أمامنا إلا استكمال عملنا الوطني والإنساني، وواجبنا الديني والوطني المقدس لدحر الفتنة واجتثاث الجريمة والمجرمين في هذه الأيام الفضيلة، التي ستشهد بإذن الله تعالى وبإرادة الشعب العظيم الملتف حلو قيادته وبأيدي رجال الله والشعب من أبناء القوات المسلحة والأمن نهاية الفتنة وخاتمة التمرد ودفن آمال المنحرفين العابثين، وكل رمضان والحق منتصر جليًّ..ولا نامت أعين المجرمين وطابورهم الخامس

أدونيس: العرب لا يستحقون جائزة "نوبل "

المؤتمرنت - محمد الجرادي -
أدونيس: العرب لا يستحقون جائزة "نوبل
"قال الشاعر والمفكر علي أحمد سعيد المعروف بـ"أدونيس" ينبغي أن يترك العرب الحديث عن " جائزة نوبل " .وتابع تأكيده في أحدث حوار متلفز أجرته فضائية الـ"إلـ . بي . سي " اللبنانية (أن نوبل لن تذهب إلى العرب بعد نجيب محفوظ ) معللاً ذلك بحسابات سياسية صرفة .وفيما أفصح " أدونيس " عن عدم استحقاق العرب للجائزة . لم ينف بصورة مباشرة استحقاقه الشخصي واستحقاق كثيرين من المبدعين العرب بأشخاصهم وإمكانياتهم الثقافية والإبداعية نيل هذه الجائزة .ووجه " أدونيس " انتقادات لاذعة للوضعية الثقافية العربية الراهنة، وحمَّل الأنظمة السياسية العربية مسئولية ما آلت إليه الثقافة في الراهن العربي .وأوضح أن تحول الثقافة إلى وظيفة .. والمثقف إلى موظف، أفقد المعطى الثقافي العربي دوره وفاعليته، منوهاً في هذا السياق بافتقاد المثقف العربي شرعيته في النسيج الاجتماعي والسياسي.وجدد "أدونيس" دفاعه عن مقولته "العرب أمة منقرضة " وأشار أن سوء الفهم لدى البعض حمل على وجهة النظر هذه شيئا من الشكوك والالتباسات .وقال : ما أعنيه هو أننا كعرب لم نقدم شيئاً في مضمار التحولات العلمية والتقنية المتسارعة في عالم اليوم .. وتساءل : ألسنا أمة منقرضة طالما ظلت حاجتنا من "الإبرة إلى الصاروخ ؟!".وتابع : ما الذي يمنع أن نكون أمة منتجة وفاعلة في الميادين ذاتها التي تفوق فيها الآخرون ؟!وفي السياق الفكري الديني كشف "أدونيس " مجدداً عن تردده في إصدار مؤلفه الذي يتناول "السيرة النبوية" من زوايا وأبعاد جديدة ،وألمح إلى عدم مناسبة الوقت لإصدار الكتاب .. مبيناً عنايته في تأليفه على أساس من "الحرية التعبيرية " التي تعتمد الخيال ولا تنفي الواقع أو تتقاطع معه .ولم يستبعد "أدونيس " أن يثير الكتاب جدلاً مغلوطاً في ما لو صدر في هذه الظروف، ولكنه وعد بإصداره مستقبلاً