أحمد عبدالملك المقرمي
2/9/2009
قال الصحابي عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- أنتم اليمانيون لكم من السماء نجومها، ومن الأرض كعبتها، إشارة منه للنجم «سهيل» الذي ذكره الشاعر:أيها المنكح الثريا سهيلاعمرك الله كيف يلتقيانهي شامية إذا ما أهلتوسهيل إذا أهل يمانيوأما الكعبة فيشير إلى الركن اليماني منها.ضاقت السلطة بقناة سهيل ولما تبدأ بعد، فأمسكت بالغربال تريد حجب وهج سهيل عن الأنظار، ذلك أن سلطة «بالروح بالدم» تظن أنه ما يزال بإمكانها أن تجبرنا وتقسرنا على متابعة برامج فضائيتها فنظل لها «عاكفين»!!فبالرغم من الفضاءات الإعلامية التي تمور بها الدنيا ما زالت السلطة تفكر بعقلية القمع والكبت ومصادرة الحريات فتستدعي من ماضي حكم الإمامة «شعبي العزيز» المفهوم الذي يقرر تملك الوطن والمواطن، وله الحرية في أن يفعل بهما ما يشاء.مهما تغيرت الملابس واستبدلت العمائم بربطات العنق، لكن نظرية الحق الإلهي التي تنتقدها السلطة علنا تمارسها سرا وتتشبث بها بالأيدي والنواجذ.يبهرون الدنيا بزورة موسكووعليهم غبار دنيا ثمودمن المؤكد أن النظام الذي عاش يسمع -فقط- أن يكال له المديح وعبارات الثناء والإطراء، ليس بوسعه ولا من ثقافته أن يسمع رأيا آخر أو يتحاور مع الآخر.هذا النظام الذي يعود بنا القهقرى ويتراجع بنا إلى الخلف نسي في غمرة غضبه وانفعاله أنه ما كان بحاجة لأن يجلب خيله ورجله ويستعين بصديق ليعمل على منع بث قناة سهيل الفضائية، فوسائله هنا في الداخل أكثر فاعلية، وأقدر على فرض العزلة، فوسيلته الفعالة في إيقاف مشروع الطاقة النووية وإخفاقاته أو بالأصح سياساته في إخراج البلاد وتنظيفها من خدمة الكهرباء ستجعلنا بالكاد نبحث عن الشمع الأبيض لتوفير الإضاءة المطلوبة وبالتالي لن نرى قناة سهيل ولا حتى الحصاد الإخباري أو ما وراء الخبر من قناة الجزيرة أو أي فضائيات أخرى.أليست هذه الوسيلة أن تبقى اليمن خارج التغطية الكهربائية أكثر حسما في تلبية طموحات السلطة وتطبيق سياساتها؟العجيب والغريب كيف استطاع نفوذ هذا النظام أن يصل إلى وضع الغربال أمام لمعان سهيل، مع أن هذا النفوذ عاجز أن يصل إلى بني حشيش ناهيك عن بني ضبيان!لكن فعلا: يضع سره في أعجز خلقه!!ومع ذلك هل تستطيع السلطة عمليا أن تحجب وهج سهيل؟ كلا، وعلى السلطة أن تدرك ذلك وأن القضية أكبر منها لأنها بحجم فضاءات الدنيا، وليست بمقدور أي قرار للسلطة أن ينجح في منع البث من أي مكان حر، أما قرارات النظام فبمقدورها فقط أن تنجح في إلغاء إكرامية رمضان والمتاجرة بأقوات المواطن أو نهب أراضيه!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق