الاثنين، 7 سبتمبر 2009

إبراهيم الحمدي بين "البدونه" و "سيف القبلية"


الكاتب:
احمد الاشول
إبراهيم الحمدي بين "البدونه" و "سيف القبلية"
كان إبراهيم الحمدي الزعيم الشهيد، بدرك أن توجهه نحو بناء دولة المؤسسات سيصطدم بعوائق مثبطة ، لا بعدم واضعوها الوسيلة ولا الحيلة في جعلها عقبة كأداء ، تستند إلى ركام التركيبة الاجتماعية ، وسيف القبيلة ، التي ما كانت لتخلد إلى الدعة وتركن إلى السكون ، وقد رأت سيفها منثلم الحد ،ومعتريا بريقه الصدأ.. وعبثاً حاول خصومه ومثيرو الفتن ،تصوير مؤتمر الروضة الشعبي على أنه محاولة لخلع القبيلة عبر تقليص نفوذ المشايخ ، وإنما سعى إلى جعل النظام والقانون إطاراً ، ستظل تحته مختلف الشرائح الاجتماعية ،ويحتكمون إليه بمنأى عن أي سلطة تقليدية ، ما فتئت ترسخ أسلوب (البدونة) بمعزل عن متطلبات التغير الثوري ،بدليل أن إبراهيم ، وإن لم يستأنس المسايخ –لم ينسق فهو يخطط للتحديث ، وراء أي نزوع يهدف إلى إلغاء دور أبنائهم المتعلمين ،سواء بسواء مع بقية يناء الشرائح الأخرى .. وبمعنى أخر فإن الرجل كان عدو الجهل ،المقترن بالنفوذ وغير المصاحب له الو المقترن به ،فما المانع في أن تؤول سلطة الشيخ إلى الدولة ،طالما كان ذلك إلغاء للتمايز الاجتماعي ،المجلوب بإرث متخلف لنظام وراثي ،ينقل سلطة الشيخ إلى ابن الشيخ ، بما يمثل تعطيلاً لأبرز أهداف الثورة القاضية بإلغاء الحكم الوراثي ،وإفراغا لمضامينها في إرساء الدولة اليمنية الحديثة؟ والتي من اظهر دلالاتها المشاركة الشعبية ،فإفشاء المجالس المحلية وانتهاج أسلوب الحكم المحلي ،وفق النظم الانتخابية ،التي لا مانع في ظلها أن يتصعد أبناء الواجهات إلى مواقع الصدارة ، إن كانوا متعلمين ،و بعيداً عن الضغوطات ، التي بكل تأكيد لن تتم إلا بسلطة الميراث الاجتماعي ،الذي لم يعد قادراً عل التعبير ع النهج الجديد ،لاسيما بعد انتقالنا إلى النظام النيابي المعاصر ،والذي بكل أسف لا يشترط دستور الجمهورية اليمنية في مرشحة سوى أن يجيد القراءة والكتابة.. وفي هذا ما فيه من الالتفاف على الشباب المتعلم وتحييده عن أحقيته في تمثيل الأغلبية الأمية ، وفيه ما فيه من تكريس متعمد لإضفاء طابع الشرعية على سلطة الشيخ، وإلباسها حلة قشيبة،تضاعف السطوة ، لتتشظى منها صلاحيات أوسع ،تتوزع على الرقاب العباد ، وبين الدور التقليدي السابق ، والابرائي اللاحق ، المكتسب للحصانة .
وإذا كان هذا المرض الاجتماعي مستفحلاً ، فنقترح على السادة النازعين إلى (البدونة) أن يكونوا مجلساً مشائخياً ،اومجلس شيوخ ،ينتخب أعضاءه انتخاباً –دونما وراثة –ليصبح مكملاً للجمعية الوطنية ،مع الأخذ في الاعتبار يجاري الآخرين ،إلى جانب خصوصيتنا!!
إن تجربة إبراهيم الرائعة والرائدة ،لم يعطلها عدم مسايسته لخصومه، ونما الجريمة التي طالت رأسه وقضت على طموحات شعبنا في العزة والكرامة.
ونصيحتي للرئيس على عبدالله صالح أن يسايس المثقفين إلى جانب مسايسته لخصوم الحمدي ، الذين نجح معهم أيما نجاح-لكن على حساب (عصرنة) الدولة،فهو إن فعل سيكسب الشباب المبدع ، وإن لم يفعل فإنهم خصومه،الذين يعلم أنهم –بوعيهم –بن يشكلوا عليه الخطر الذي شكله على إبراهيم خصومه.
ولنا أن نتأمل ف مجافاة الوضع للكلمة،رغم الادعاء بالإيمان بها وبحرية الصحافة ،لنفاجأ بأن الدولة لا تساهم سوى بخمسة الآف ريال في الشهر للاصدارةالواحدة .. فهل هذا –بالله عليكم-يدعم استمرارا إصدارا الصحف، أم يدفع إلى حجبها؟.. ف الوقت الذي نجد فيها دولاً عربية-كالمغرب مثلاً –تدعم بسخاء صحافة المعارضة، لدرجة إشراكها في حصة إعلانية تشجيعاً لها ودافعاً لاستمرارها.. ونحن نخنق الكلمة ونحذر التجار كيا لا يعلنوا في هذه الصحيفة أو تلك.
أما كل ما يفتت الدولة، فإن أي ظاهرة في هذا الاتجاه تدعم وبسخاء منقطع النظير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق