الأحد , 30 أغسطس 2009 م
خالد الهروجيذات ليلة رمضانية خلت، وتحديداً في العام 2006، ظهر الرئيس علي عبدالله صالح على شاشات التلفزة ليكشف عن مشروع (الكهرباء النووية). الرئيس في تلك الليلة كان متحمساً وهو يتحدث أمام حشد من المدعوين للإفطار في القصر الجمهوري، وقال بثقة المنتصر في الانتخابات الرئاسية: سننشئ محطات نووية لتوليد 20 ألف ميجاوات.الإعلان الرئاسي عن كهرباء نووية في اليمن، قوبل في حينه بالكثير من السخرية، ولم يدخل عقول الناس، للكثير من الأسباب التي تجعل إنجاز مثل هذا المشروع في اليمن من سابع المستحيلات، على الأقل في الوقت الراهن.غير أن وزير الكهرباء و"الطاقة" يومئذ الدكتور مصطفى بهران كذب على رئيس الجمهورية، وقدم له معلومات غير صحيحة، دفعت الرئيس للإعلان عن المشروع النووي، وفيما بعد كشفت أهداف الوزير بهران وأظهرته على حقيقته، ولكن بعد أن أساء للرئيس، وسحب مبلغاً كبيراً من المال على ذمة المشروع الوهمي الذي أصبح لاحقاً أشهر فضائح الفساد الحكومي.أسلوب بهران القائم على الكذب والتضليل في إدارة وزارته، لم يختلف عن أسلوب سابقيه ولاحقيه، وإن كان بالغ كثيراً في كذبه وشطح شطحة يصعب على أي شخص مداراتها، وما زلت أتذكر التصريحات الصحفية للوزير الأسبق علي حميد شرف، والتي كانت تنشرها صحيفة 26 سبتمبر كل أسبوع وأحياناً كل أسبوعين.في هذه التصريحات كان شرف يكذب ويكذب ويكذب، ولكنه في بعض التصريحات كان يقدم لنا أكاذيب جديدة، وفي بعضها الآخر وبمجرد أن تمر عدة أشهر على الكذبة الواحدة يعيدها لنا مرة ومرات، ومن يرجع لإرشيف الصحيفة سيجدها مثقلة بأكاذيب شرف، الذي غادر الوزارة وهي أسوأ من وقت استلامه لها، ولم ينفذ خلال فترة وزارته أي مشروع حقيقي.هذا الأمر لا يقتصر على الوزيرين شرف وبهران فحسب، ولكن كل من تعاقبوا على وزارة الكهرباء، وهم كثر، وزير يغادر وآخر يأتي، وكل واحد منهم يقوم بدوره في الكذب، وينقل خبرته لمن بعده، حتى أتقن الكثير من منتسبي هذه الوزارة كل فنون الكذب، بل أن المهندس عبد المؤمن مطهر أحدث مدير عام لمؤسسة الكهرباء أصبح اليوم أمهر الكذابين في الوزارة وأكثر مسئوليها إنتاجاً للكذب. وهكذا، تمر الشهور والسنين والطاقة الكهربائية في البلاد من سيء إلى أسوأ، ومشاريع التحديث والتطوير -(ديزل، نووي، غازي) التي كنا وما نزال نسمع عنها- تبخرت جميعها، وها نحن اليوم أمام كذبة كبيرة عمرها 47 عاماً أسمها كهرباء، وها هي الوزارة اليوم وصلت إلى مرحلة شراء الطاقة من أطراف أخرى، وبأموال طائلة وغير معقولة بلغت مليوني دولار يومياً.هذه هي الكهرباء التي من أجلها تنسج عمليات النصب، وتعقد الصفقات وتبرم العقود، وبفضلها أصبح الكثير من الناس أثرياء، وبسببها أصيب أغلب اليمنيين بأمراض القلق والتوتر الذي وصل مرحلة الجنون، ولأننا دولة فاسدة من رأسها حتى أخمص قدميها، لم يسأل أحد هنا عن فشله، ولا عن الأموال التي تنهب لمشاريع وهمية غير موجودة، وهذا سبب الكارثة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق