كتبها فضل النقيب ، في 27 أغسطس 2009 الساعة: 18:11 م
أُعرِّجُ اليوم على شأنٍ من شُؤون التاريخ القريب في بلدنا، لعلَّنا نُحسن القراءة وندرك مركزية الإنسان الواعي المُتعلِّم المُخلص في بناء الحضارة وتنظيم شُؤون الحياة والأحياء والإحسان إلى الناس، بغضِّ النظر عن منبته أو حسبه ونسبه، فالخلق جميعاً عيال اللَّه، وخير الناس أنفعهم للناس، أمَّا دعاوى الجاهلية الأُولى وتزكية النفس والقبيلة والجهة ورِمَم الأجداد الذين لا نعمل عملهم ولا نُجاهد جهادهم ونُريد أن نُصادر ذِمَمهم لتُحبط أعمالهم في قُبورهم، إن كانوا هُم مَنْ وضعنا على هذه السكَّة والطريق المعوجَّة، سواءٌ بإساءة التربية أو بإهمالها، فإنَّ مَنْ يُقاربونها ويتحمَّلون كبرها ووزرها هُم أُولئك الذين يُشبهون السنابل الفارغة تُحمحم برُؤوسها تيهاً واستعلاءً، لأنَّها لا تحمل من نسغ الحياة ما يمنعها عن التطاول ويجتذبها إلى التواضع، شأن السنابل المُمتلئة التي تحني رُؤوسها حمداً للَّه، وهؤلاء كذلك لو فتَّشت في جماجمهم وتلافيف أدمغتهم فلن تجد سوى الخواء وكنيس النفايات المُجتمعية وأوشال مجاري عُصور التخلُّف والروائح الكريهة للعصبيات المُنتنة التي تُعرقل المسارات الطبيعية للتطوُّر وتُشوِّش حراك الهيئة الاجتماعية المُواكبة للعصر، كما يعيش هؤلاء كالمُتسلّقات المُتطفِّلة على حساب موارد غيرها من البشر، لأنَّها لا تُجيد من صنائع الحياة ما هُو خارج الابتزاز واللَّهوجة والهنجمة وتعطيل المصالح المشروعة للناس بالإفك والباطل والافتراء والادِّعاء والتلبيس والتدليس، يعني «حسنة وأنا سيِّدك».ولقد كان النظام الإمامي البائد قائماً على مثل هذه السياسة الفاجرة حتَّى هجّ الناس إلى المهاجر وظُلمات الاغتراب بعد أن تحوَّلوا إلى مُتسوِّلين للصرف على العساكر الذين يحطُّون على القُرى الوادعة كالجراد ويبتلون الناس كَالْجَرَب والطاعون، يُحوِّلون زوجاتهم وأطفالهم إلى خَدَمٍ للطبخ والغسل والكنس وتعمير المداع ثُمَّ يبيت أهل البيت بالإسطبلات مع الحيوانات، بينما عساكر الإمام تحتلّ غُرف المنزل، وَمَنْ يُرد المزيد فليرجع إلى كُتيِّب «الأنَّة الأُولى»، للأُستاذ المُجاهد أحمد مُحمَّد نُعمان - رحمة اللَّه عليه.زالت دولة الأئمَّة بمُقتضى سُنن الكون وقوانين التاريخ، «لا ينال عهدي الظالمون»، لكن بقيت شذراتٌ من تلك المرحلة السوداء تطلّ بأشداقها كالبكتيريا التي تتكاثر بسُرعةٍ خارقةٍ حين تجد الوسط المُلائم أو التُّربة الصالحة والمناخ المُساعد، وهؤلاء نعرفهم جميعاً بسيماهم، لكنَّهم - مع الأسف الشديد - لا يُؤخذون بالنواصي والأقدام، لأنَّنا نُقيم الحُدود على الضُّعفاء وندرأها عن المُتجبِّرين الصُّلفاء، وبذلك لا يُرفع عنَّا العذاب ولا تتنزَّل علينا الرحمات، ولولا البهائم وهوام الأرض رُبَّما لم نمطر جزاءً من ربّنا وفاقا.لننظر إلمزيد
أُعرِّجُ اليوم على شأنٍ من شُؤون التاريخ القريب في بلدنا، لعلَّنا نُحسن القراءة وندرك مركزية الإنسان الواعي المُتعلِّم المُخلص في بناء الحضارة وتنظيم شُؤون الحياة والأحياء والإحسان إلى الناس، بغضِّ النظر عن منبته أو حسبه ونسبه، فالخلق جميعاً عيال اللَّه، وخير الناس أنفعهم للناس، أمَّا دعاوى الجاهلية الأُولى وتزكية النفس والقبيلة والجهة ورِمَم الأجداد الذين لا نعمل عملهم ولا نُجاهد جهادهم ونُريد أن نُصادر ذِمَمهم لتُحبط أعمالهم في قُبورهم، إن كانوا هُم مَنْ وضعنا على هذه السكَّة والطريق المعوجَّة، سواءٌ بإساءة التربية أو بإهمالها، فإنَّ مَنْ يُقاربونها ويتحمَّلون كبرها ووزرها هُم أُولئك الذين يُشبهون السنابل الفارغة تُحمحم برُؤوسها تيهاً واستعلاءً، لأنَّها لا تحمل من نسغ الحياة ما يمنعها عن التطاول ويجتذبها إلى التواضع، شأن السنابل المُمتلئة التي تحني رُؤوسها حمداً للَّه، وهؤلاء كذلك لو فتَّشت في جماجمهم وتلافيف أدمغتهم فلن تجد سوى الخواء وكنيس النفايات المُجتمعية وأوشال مجاري عُصور التخلُّف والروائح الكريهة للعصبيات المُنتنة التي تُعرقل المسارات الطبيعية للتطوُّر وتُشوِّش حراك الهيئة الاجتماعية المُواكبة للعصر، كما يعيش هؤلاء كالمُتسلّقات المُتطفِّلة على حساب موارد غيرها من البشر، لأنَّها لا تُجيد من صنائع الحياة ما هُو خارج الابتزاز واللَّهوجة والهنجمة وتعطيل المصالح المشروعة للناس بالإفك والباطل والافتراء والادِّعاء والتلبيس والتدليس، يعني «حسنة وأنا سيِّدك».ولقد كان النظام الإمامي البائد قائماً على مثل هذه السياسة الفاجرة حتَّى هجّ الناس إلى المهاجر وظُلمات الاغتراب بعد أن تحوَّلوا إلى مُتسوِّلين للصرف على العساكر الذين يحطُّون على القُرى الوادعة كالجراد ويبتلون الناس كَالْجَرَب والطاعون، يُحوِّلون زوجاتهم وأطفالهم إلى خَدَمٍ للطبخ والغسل والكنس وتعمير المداع ثُمَّ يبيت أهل البيت بالإسطبلات مع الحيوانات، بينما عساكر الإمام تحتلّ غُرف المنزل، وَمَنْ يُرد المزيد فليرجع إلى كُتيِّب «الأنَّة الأُولى»، للأُستاذ المُجاهد أحمد مُحمَّد نُعمان - رحمة اللَّه عليه.زالت دولة الأئمَّة بمُقتضى سُنن الكون وقوانين التاريخ، «لا ينال عهدي الظالمون»، لكن بقيت شذراتٌ من تلك المرحلة السوداء تطلّ بأشداقها كالبكتيريا التي تتكاثر بسُرعةٍ خارقةٍ حين تجد الوسط المُلائم أو التُّربة الصالحة والمناخ المُساعد، وهؤلاء نعرفهم جميعاً بسيماهم، لكنَّهم - مع الأسف الشديد - لا يُؤخذون بالنواصي والأقدام، لأنَّنا نُقيم الحُدود على الضُّعفاء وندرأها عن المُتجبِّرين الصُّلفاء، وبذلك لا يُرفع عنَّا العذاب ولا تتنزَّل علينا الرحمات، ولولا البهائم وهوام الأرض رُبَّما لم نمطر جزاءً من ربّنا وفاقا.لننظر إلمزيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق