الثلاثاء، 8 سبتمبر 2009

. عبد الله المقالح: دول الخليج تنتظر الفرصة للهروب من التزاماتها تجاه اليمن


/ علي الجرادي

10/7/2007

يخاطب الحكومة والأحزاب:ماذا تنتظرون من شعب جائع يحمل السلاح؟د. عبدالله المقالح.. صوت ضد الطغيان، ومقارع للتعسف والظلم، رأس نقابة هيئة التدريس قبل أن يتم إبعاده إلى دولة الإمارات العربية كملحق ثقافي للخلاص من فاعلية النقابة يومها... حالياً يعمل أستاذاً في جامعة صنعاء، وعضو مجلس شورى الإصلاح بالتعيين ... إلى الحوار. - كيف تقرأ سير الأوضاع خصوصاً الإقتصادية؟ - الحالة الاقتصادية التي وصلنا إليها يمكن تلخيصها بوضوح وصراحة بكلمة «الجوع» شبح يهدد الأسرة اليمنية، وليس صدفة أن ترى المتسولين بهذا الحجم في البلاد، وهناك فئات وشرائح اجتماعية دخلت في شريحة الفقراء فترى اشخاصاً لا تبدو عليهم مواصفات فئة المتسولين ويقترب منك ليهمس في أذنك حاجته للقوت الضروري هو وأسرته.
- ما الذي يترتب على انتشار الجوع بين الناس ؟ - هناك أشخاص يتسولون وربما لديهم بيوت واشكالهم «مهندمة» وربمايمتلكون سلاحاً في بيوتهم لكنهم يحتفظون بسلاحهم كجزء من الثقافة الاجتماعية في بلادنا، فماذا تنتظر من شخص مسلح لا يجد الخبز أو الحليب في بيئة أخشى أن يتفاقم الأمر إلى استخدام القوة في تأمين لقمة العيش، حينها ندخل في نفق مظلم، فالجوع كافر.
- هل لديك تصور للحل ؟ - أسمع عن وجود برامج للقضاء على البطالة، لكن لا بد من حلول فورية عبر رصد مبالغ مباشرة للفقراء، وهناك الصندوق الاجتماعي بقيادة عبد الكريم الارحبي شخص ناجح ومشهود له بكفاءة، فدعم صناديق من هذا النوع، ورصد مبالغ في الموازنة لمواجهة الجوع بشكل مباشر.
- هل وصلنا مع الجوع إلى درجة المباشرة.. وجهاً لوجه ؟ - نعم ويجب رصد مبالغ لمواجهته.. الجوع أوصلنا اليوم لمرحلة أن الوالد يسمح بتهريب ولده، وربما تعرض للموت والحبس قبل رحلة العودة، ورغم ذلك اليمني يتعلق بالأمل.
- هل هذه السياسة مجدية ؟ - التنمية بمعناها الشامل هي الحل، لكننا نتحدث عن إجراءات مباشرة لمساعدة الفقراء.
- هناك حديث عن انخفاض انتاج النفط كمورد رئيسي للموازنة ؟ - هذا صحيح وتقرير البنك الدولي يتحدث عن نفاد النفط عام 2013م.
- أين البدائل ؟ - لدينا مشاكل في السياحة ثم استهدافها بأعمال ارهابية، ولدينا مشاكل في الاستثمار والدول المانحة، وبالذات دول الخليج العربي يتصيدون الفرص، وبمجرد حصول أي حادثة يتخذونها مبرراً للتنصل من وعودهم في الاستثمار والشراكة، لا يوجد نيات جادة، وما كتبه الدكتور/ الرميحي كان صادقاً إذ تحدث عن من يتفننون بمساعدة اليمن بفتات، وإذا أرادوا مساعدة اليمن فلا بد من الشراكة الحقيقية، أما المساعدات فهي سياسة «ما بدى علينا بدينا عليه»، إذا اقتنع الإخوان في الخليج بالإستثمار في اليمن وإنشاء مؤسسات استثمارية ناجحة تستوعب العمالة فهذا بداية للتأهيل الذي نسمع عنه دائماً من أجل دخولنا مجلس التعاون الخليجي.
- لماذا عليهم مساعدتنا.. ولم نبن أنفسنا ؟ - يكفي أن اليمن سد منيع ومحضن للهجرات غير الشرعية الافريقية، وتتحمل العبء عن دول الخليج، بينما هم لا يستوعبون ابناء اليمن كعمالة لديهم، بينما يستوعبون عمالات من دول شتى.
- كيف وجدت الحال الأكاديمي والعلمي في جامعة صنعاء بعد عودك للعمل فيها ؟ - كنا قطعنا شوطاً في انتخاب القيادات الأكاديمية والعلمية، وكانت تجربة جامعة صنعاء موضع اهتمام عربي وخليجي، فقانون الجامعات قبل تعديله بعد عام 1995م كان ينص على أن عمداء الكليات الذي يشكلون مجلس الجامعة يرشحون ثلاثة اسماء لرئاسة الجامعة يصدر به قرار جمهوري واحد، والآن رجعنا إلى تعيينات بقرارات، والغيت هذه النصوص، وتم تعديل شروط من يتولى رئاسة الجامعة والعمادات، وتم الغاء الانتخابات في الجامعات اليمنية.
- يقال أن هناك سيطرة أمنية على الجامعات لا سيما التأهيل والمسؤوليات والتوظيف الأكاديمي ؟ - في الماضي كانت هناك محاولات وتصدت نقابة هيئة التدريس للتدخل في الشؤون الأكاديمية والتعليمية في الجامعة، الآن أسمع عن نوع من التدخل ولم أقف على حقائق يتسنى بها الحكم، وهناك كثير من حالات التجاوز في الترقيات والابتعاث ويحرم الأوائل منها، ويتم تأهيل موظفين للعمل الأكاديمي.
- هل لديك رغبة لاستئناف نشاط سياسي أو نقابي ؟ - لدي أفكار ومشاريع أهلية في طور التأسيس وسنعلن عنها لاحقا.
- هناك مفارقة لا يسمح لكم بانتخاب عميدكم وتخزجون لانتخاب رئيس الدولة ؟ - حين عارضنا ذلك قال لي رئيس الحكومة يومها «لا ديمقراطية في العلم» فأجبته إذن هناك ديمقراطية في الجهل، وإذا لم تتم العملية الديمقراطية في الجامعة فمن الصعوبة نجاحها في غيرها.
- كيف تنظر للنشاط السياسي ؟ - مع احترامي للمشترك وما يطرحه من برامج.. لكن التركيز على الجوع وانتشار الفقر ومعاناة الناس وأنت من الذين تتظاهرون من أجل تعددية وسائل الاعلام في ساحة الحرية، والأولى بالنسبة لي هو «الفقر» الذي يجب أن نتنبه لمخاطره.
- وماذا عن النظام السياسي؟ - القاعدة الذهبية الأنسب والأصلح لليمن هي كلما اتسعت قاعدة المشاركة في السلطة واتخاذ القرار استقرت الأوضاع والسياق التاريخي والشرعي هي الحكم الجماعي، فاليمن حكمت بمجلس قيادة ثورة ومجلس رئاسة، فالسلال جاء على رأس مجلس الثورة فلما تفرد بالمسؤولية نشأ الخلاف، والإرياني جاء على رأس مجلس جمهوري إلى أن راودته فكرة الحكم منفرداً، وجاء الحمدي على رأس مجلس القيادة وتفاعل الناس معه نحو الاصلاح وبناء دولة حديثة حتى تفرد وألغى مجلس الشورى، وعلق الدستور، وبدأ الخلاف وهكذا الحال كان فيما عرف بالشطر الجنوبي سابقاً مع فوارق طفيفة، حتى جاءت الوحدة بمجلس الرئاسة حتى بدأ الصراع على التفرد بالسلطة ووقعت حرب 1994م، فهل استدراك الأخ الرئيس بإنشاء مجلس الشورى هو قراءة لهذا البعد تماشياً مع السياق التاريخي والشرعي؟!
- لدينا برلمان يمثل الشعب عبر صندوق الاقتراع ؟ - الديمقراطية ليست منحه يمنحها زعيم أو ظرف تاريخي معين، الديمقراطية سلوك تربوي تتربى عليها المجتمعات، وحق تنتزعه كنتاج لصراعات بين الفئات والمصالح داخل المجتمع، حتى تصل إلى الديمقراطية، لذلك الديمقراطية لدينا تنتمي للظاهرة الإعلامية أكثر منها حقيقة ينتزعها المجتمع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق